مكتبة "شايب دزاير"

"فرانس فانون" يحيي اليوم العالمي لإفريقيا

"فرانس فانون" يحيي اليوم العالمي لإفريقيا
  • القراءات: 560
مريم . ن مريم . ن

استحضر المشاركون في ندوة أعمال فرانس فانون التي احتضنتها مكتبة "شايب دزاير"، أول أمس، بمناسبة اليوم العالمي لإفريقيا، مسيرة هذا المناضل والمفكر، الذي تبنّت فلسفته وأفكاره حركات التحرر والمقاومة عبر العالم؛ حيث أسهب منشط اللقاء محمد بلحي، في الحديث عن هذا المناضل الرمز، وخلفياته الثقافية والسياسية، التي ترسخت عند تبنّيه قضية الشعب الجزائري العادلة.

من جهته، تناول المجاهد محمد بورغدة بعضا من هذا الماضي الزاخر، قائلا إنه تابع أخبار فانون التي ملأت الساحة، وكان ذلك عند إقامته بتونس، وعمله في مكتب رئيس الحكومة المؤقتة فرحات عباس، ثم ازداد تعرّفا عليه خلال عمله الصحفي، ثم اعتذر المتدخل عن الكلام لأسباب صحية، لتحال الكلمة على الضيف الثاني، وهو المجاهد حميمي، الذي قضى 50 عاما في العمل بالإذاعة والتلفزيون، متأثرا بذكرى والده المحامي المقاوم، وأخويه الشهيدين، وكيف كانت الثورة تعد الإطارات استعدادا للاستقلال، وهنا ذكر بعض الأسماء من النخبة، منهم المهندس في الاتصالات عبد القادر بابري الذي عمل 16 سنة في الولايات المتحدة.

وتحدّث حميمي عن النضال المشترك بين شعوب ودول إفريقيا، مستحضرا تجربة تأسيس اتحاد الإذاعات الإفريقية في 1960 بتونس، بمشاركة الحكومة المؤقتة، ممثلة في مسعود زيتوني. وفي العام الموالي بالعاصمة كوناكري مع عبد الرحمن لغواطي.

وقال المتحدث إن جيله تأثر بفانون، وكان يسمع اسمه يتردد حين يزور إفريقيا والعالم العربي. كما كان الطلبة يقرأون كتبه، منهم الأجانب الذين درسوا بالجامعة المركزية، عكس أيامنا؛ حيث تراجعت القراءة والوعي؛ ما سبّب السطحية والتفرقة والخوض في ما لا يعني.

ووقف المتحدث عند تأثير فرانس فنانون في النخبة الفرنسية وعلى رأسها سارتر، وقبله الزوجان شولي، اللذان رافقاه إلى البليدة لعلاج مصابي جيش التحرير. وهنا طالب حميمي بترميم ذاكرتنا الوطنية.

ولم ينتم الراحل فانون إلى أيّ تيار إيديولوجي، بل تبنى أفكاره التحررية ورؤيته الاستراتيجية ومواقفه الإنسانية كمناضل وطبيب؛ ما جعل أفكاره تتحول إلى شعارات الحركات الثورية الاحتجاجية في أوروبا وأمريكا.

ذكريات أخرى عن عمل فرانز فانون بجريدة "المجاهد"، وعلاقته بالفنان عبد الرحمن عزيز، وإنجازاته العلمية والإنسانية بمستشفى البليدة، وعلاقته بكاتب ياسين وغيره، قدّمها الفنان عبد الحميد رابية؛ إذ تحدّث عن حياة الراحل خاصة بمستشفى البليدة، الذي أقام فيه الحفلات، وورشات التكوين، والشعائر الدينية وغيرها؛ خدمة للمرضى والعمال.

وتحوّل النقاش الذي أعقب الندوة، إلى لقاء آخر، شارك فيه العديد من المثقفين والطلبة والإطارات، منهم فؤاد سوفي. كما أعلنت عضو من السلك الطبي بالبليدة، عن تأسيس متحف للراحل فانون، يضم أغراضه وكتبه وغيرها. وتم التطرق لعمل فانون الصحفي مع آسيا جبار، ومشاركته في الملتقيات الدولية التي مثل فيها الجزائر، وكذا دوره في فتح جبهة الجنوب نحو مالي، واستهداف المستعمر الفرنسي له؛ من خلال محاولة تصفيته بكل من روما والمغرب، ثم تبنّي الكثير من المفكرين منهم المختصون في ما بعد الكولومبية، أطروحاته، التي لاتزال تقرأ تغيرات وتحديات اليوم.