الكاتب خالد بوداوي لـ"المساء":
"فترة من الزمن"....عن الصمود والأمل

- 175

أكّد الكاتب الصحفي خالد بوداوي حاجته لزرع الأمل والصمود في قلب إنسان يواجه فواجع قد تهزّ كيانه، وتدفع به إلى اليأس، وهو ما برز جليا في روايته الأخيرة الموسومة بـ"فترة من الزمن" . وأضاف في حديثه مع "المساء" ، رغم أنّ أحداث الرواية تقترب كثيرا مما تعرّض له عام 2012 حينما بلغه نبأ إصابته بمرض قد يؤدي به الى الهلاك، إلا أنها ليست بسيرة ذاتية، بل مشروع شيّده حول موضوع محدد، يتمثل في فكرة الزمن المسروق من الموت.
تابع بوداوي أنّه كتب عن رجل قيل له إنّ أمامه أربعة أشهر ليعيشها. وبدلاً من أن ينهار قرّر أن يقف؛ لا لكي يستعد للفرار، بل ليواجه المحتوم، فيبدأ في الركض، وينتهي به الأمر بأن يصبح عدّاء ماراثون، ليعود ويؤكّد أنّه لم يكتب سيرة ذاتية، بل نصا عالميا، يمكن أيّ شخص أن يجد نفسه فيه، خاصة أولئك الذين يمرون بأشياء صعبة مثل المرض، والفجيعة، والوحدة.
وتابع المتحدّث مجدّدا أنّه تناول في عمله هذا مواضيع تخصّ الجسد، والتعب، والصمت أيضا، مضيفا أنّ كتابه واقعي يخلو من الشفقة والرثاء، أي أنّه دون مزايدات، لكنّه مكتوب بشيء من التوتر. كما حاول فيه إبراز قدرة الإنسان على إحداث تغيير في حياته، متحديا في ذلك العدّ التنازلي لها، ليمثِّل برياضة المارثون التي جعلها رمزا للمقاومة في روايته هذه.
وأهدى بوداوي نصّه هذا لكلّ من يبحث عن النور في العتمة، مضيفا أنّ كتابته روايته هذه استغرقت منه وقتا طويلا، لكنه تمكن من مراوغة فخاخ المبالغة أو التذمر، مشيرا إلى أنّ عمله هذا ليس عن مرض السرطان، بل عن الحياة في أضعف حالاتها وأقواها في نفس الوقت.
للإشارة، وُلد خالد بوداوي في وهران عام 1980. وهو صحفي وباحث في التراث غير المادي. شغوف بقيم وتقاليد بلده التي اشتغل عليها، وثمّنها بشكل كبير. لكن في عام 2012 أقلب التشخيص الطبي حياته رأساً على عقب، وأجبره على إعادة التفكير في أولوياته. وبدلاً من أن يترك نفسه في حالة من الانهيار اختار أن يعيد اكتشاف نفسه. وهكذا أصبحت لحظة الهشاشة هذه بمثابة اليقين بأنّ جمال الحياة وقيمتها معلّقان بخيط رفيع، ليعقد العزم على أن يقدّم لأبنائه نموذجا للمرونة والأمل من خلال رفعه تحديات جديدة؛ مثل مشاركته في سباقات الماراثون، والكتابة، والحياة التي أصبح يعيشها بأقصى سرعة؛ لهذا فرواية "فترة من الزمن" هي شهادة مؤثّرة على هذه الولادة الجديدة. وهي بحث عن المعنى، وقصيدة لقوّة الروح الإنسانية في مواجهة الشدائد.
وبالمقابل، صدر للكاتب الذي تحصّل على جائزة إثر مشاركته في ماراثون بروما (إيطاليا) في مارس الماضي وتحقيقه توقيتا من ثلاث ساعات و34دقيقة وثانية في مسافة تقدّر بـ رقم 42 كلم و195متر، روايتان خياليتان، الأولى بعنوان "العيش في اثنين أنا" ، التي تناول فيها أزمة الهوية لإنسان منحدر من زواج مختلط. والثانية موسومة بـ"منبوذ بالأمس مهم اليوم" عن العشرية السوداء. وفي هذا قال: "الروايتان مختلفتان عن عملي الأخير، لكنهما