اختارت الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية، احتفالا باليوم العالمي للفلسفة موضوع "الفلسفة والإبداع في الفضاء الصحراوي"، كمحور لمؤتمرها السنوي يومي 21 و22 نوفمبر القادم. حيث انطلقت الجمعية في اختيارها من كون الصحراء فضاء جغرافيا مفتوحا كثيرا ما كانت عامل إلهام للكتّاب والفنّانين، حيث مارست بفضل خصوصياتها ومكوناتها الطبيعية تأثيرا مباشرا على الكثير من الأدباء والرحالة والشعراء.

بالمناسبة أوضح المنظمون أنّ الصحراء تحتلّ أكثر من ثلاثة أرباع مساحة الجزائر، وتشكل كنوز باطنها من معادن ومواد طاقوية جلّ صادراتها، بما يتعدى حدود التسعين في المائة، ورغم حضور الصحراء في الخطاب السياسي من خلال برامج تنموية خاصة في قطاعات عدّة، إلاّ أنّها لم تتحوّل لموضوع تفكير عميق يشمل غنى المفاهيم والقيم السائدة في الصحراء وما ينتج عنها من رؤية للعالم وللإنسان وللتاريخ. وأضاف القائمون على المؤتمر أنّ الصحراء كفضاء جغرافي مفتوح، كثيرا ما كانت عامل إلهام للكتاب والفنانين، حيث مارست بفضل خصوصياتها ومكوناتها الطبيعية تأثيرا مباشرا على الكثير من الأدباء والرحالة والشعراء، سواء كانوا من سكانها أو ممن زاروها وأعجبوا بمكنوناتها فحاولوا دراستها وكشف النقاب عنها، مثلما فعل العديد من المستشرقين، هكذا فقد تغنّى بالصحراء الشعراء والفنّانون واصفين جمالها وعمرانها ورمالها وليلها ومياهها، وهدوءها الذي لا يعكّر صفو السمع والبصر والفكر، ليفسح المجال للتأمّل والنظر والإبداع، فظهرت أعمال فنية وأدبية كثيرة تخلّد الصحراء باعتبارها موطن حياة وجمال وقيم راقية كالكرم والتضامن والمحبة الصفاء والنقاء والبساطة.

ضمن هذا الإطار الإشكالي جاءت فكرة هذا المؤتمر المنظم بالتعاون مع المركز الجامعي إليزي، قصد تفكير ومناقشة بعض الجوانب المرتبطة بالصحراء كفضاء جغرافي وعمران وواحات وتجمعات سكانية، وما يرتبط بها من إشكاليات فلسفية خاصة الأنطولوجية والأكسيولوجية والغرض الأسمى من طرح هذا الموضوع للمناقشة هو التعرّف على مختلف الآراء والصور المتشكّلة حول الصحراء، ثم اكتشاف المقوّمات والمفاهيم التي تستند عليها، وهذا ما سيساعد على توفير أرضية علمية واستراتيجية للتفكير في التنمية المستقبلية الشاملة للبلاد. وسيناقش موضوع "الفلسفة والإبداع في الفضاء الصحراوي"، وفق أربعة محاور هي "مفاهيم فلسفية في الفضاء الصحراوي(الزمان، المكان، الحياة، الموت..)، "قيم فلسفية في الفضاء الصحراوي (الحرية، المحبة، التعايش..)، "صورة الصحراء في النصوص الأدبية والفنية والصوفية والاستشراقية" وأخيرا "الصحراء، التنمية، المستقبل".