المهرجان الثقافي الدولي للفن التشكيلي المعاصر
فتح المشاركة للفنانين الناشئين

- 565

فتحت محافظة المهرجان الثقافي الدولي للفن التشكيلي المعاصر، باب الترشّح للفنانين الناشئين أقلّ من 35 سنة؛ للمشاركة في ورشات المهرجان عبر منصتها الإلكترونية، وذلك إلى غاية 31 أكتوبر الجاري.
تم اختيار "ما وراء الحدود" عنوانا لهذه الطبعة من المهرجان التي تنظم في نوفمبر 2025؛ لكسر الحواجز التقليدية على اختلاف أشكالها. ويؤكّد هذا العنوان، أيضا، قناعة أنّ الفن بما يحمله من قوّة تعبيرية ورمزية عميقة، يمكن أن يكون أداة فعّالة للدفع بالتغيير الإيجابي داخل المجتمعات.
ويجسّد شعار الطبعة التاسعة من المهرجان الثقافي الدولي للفن التشكيلي المعاصر، حسب محافظه السيد حمزة بونوّة، الدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه الفن المعاصر في مواجهة التحديات العالمية. ففي ظلّ المناخ الجيو- سياسي السائد حاليا والمليء بالأزمات المتصاعدة، يكتسب هذا النهج صدى عميقاً على مستوى العالم أجمع.
وأكّد محافظ المهرجان أنّ "الفن ليس مجرّد وسيلة للتعبير، بل يمكن جعله جسرا يتخطى الحدود، ويوحد الشعوب. ومن الأهمية بمكان أنّه يوفر لنا جميعا وسيلة للتواصل، وفهم بعضنا البعض رغم الاختلافات الثقافية والسياسية". ويضيف: "إنّ عالم اليوم مثقل بالمشكلات؛ حروب وعنف، كوارث إنسانية، عنصرية وغيرها كثير. وفي هكذا أوقات صعبة وملتبسة، تصبح الحاجة إلى أدوات بديلة للتخفيف من آثار هذه الأحداث المثقلة وتعزيز فرص التغيير، أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. وهنا يبرز الفن كعامل محفّز قويّ، يوفّر وسيلة لتجاوز الانقسامات واستعادة التوازن، فقد بات تمكين الفنانين من أداء أدوارهم الثقافية والمساهمة في الجهود الأوسع لبناء مجتمعات أكثر وعيا وانفتاحا، أمرا لا غنى عنه".
أما توسيع آفاق مبدعينا التشكيليين فيمكن تحقيقه، حسب محافظة المهرجان، بالعزيمة والإصرار، وتوفير فرص مستدامة لهم، مع تعزيز حضورهم على الساحة الثقافية العالمية. ويجب ألا ننسى أنّ الفن ليس مجرّد تعبير جمالي، بل هو قوّة ناعمة، تشكّل العقول، وتصقلها، وتدفعنا لإعادة التفكير في مواقفنا من قضايا أساسية كالعنصرية والتهميش. ولا ينبغي أن يُنظر إلى الفن كترف ثقافي، بل اعتباره أداة أساسية للتفكير، والتحليل والمقاومة.
كما إنّ التنوّع الثقافي، كما يضيف القائمون على المهرجان، يقف في صميم هذه الجهود. ويلعب دورا محوريا في دعم الرسالة الفنية، ودفع جهودنا المشتركة لبناء عالم أكثر عدلا وشمولا.
ومن هذا المنطلق وجّه المهرجان الثقافي الدولي للفن التشكيلي المعاصر، دعوة للفنانين ومعارضهم الفنية المرموقة من مختلف أنحاء العالم للالتقاء.
ويخصّص هذا المعرض أجنحة تمثّل قاعات فنية مرموقة دوليا، بما يمنحها فرصة لعرض أعمال فنانين ضمن فضاء فني دولي راق، مع السعي لبناء روابط قويّة مع الفاعلين في الساحة الفنية الجزائرية، علما أنّ ربط أروقة العرض المحلية بالمهرجان الدولي، من شأنه أن يعزّز طابعه السنوي، ويساهم بشكل فعّال، في تطوير سوق الفنون على المدى المتوسط.
كما يدافع المهرجان عن قناعة أنّ الفن قادر على تجاوز الجدران المرئية وغير المرئية، وهو قادر على إعادة تشكيل العالم؛ بتشجيع حرية التفكير، والعمل بشكل مختلف عما كان، بروح من التعاطف والتقدير.