متنفس يحاكي واقعها

فاطمة مختاري تحول دارها إلى معرض فني مفتوح

فاطمة مختاري تحول دارها إلى معرض فني مفتوح
السيدة فاطمة مختاري
  • القراءات: 804

حولت السيدة فاطمة مختاري، وهي ربة بيت تتقن الرسم ومداعبة الريشة، بيتها العائلي ببلدية وادي الفضة (20 كلم شرق الشلف) إلى معرض فني مفتوح، بعد أن أغلقت أمامها جميع الأبواب لعرض تحفها الفنية.

بزغت موهبة السيدة مختاري في الرسم منذ صغرها، خاصة بالمدرسة الابتدائية، حيث كانت متفوقة على بقية التلاميذ في مقياس الرسم والأشغال اليدوية، وكانت رسوماتها محل إعجاب من المعلمين، لكن ظروفها الاجتماعية حالت دون إتمام دراستها في الطورين المتوسط والثانوي، وكذا تطوير موهبتها.

شغفها وحبها لموهبة الرسم جعلاها تبدع في رسم لوحات فنية، وتشكيل تحفا من مواد مسترجعة، إلا أنها لم تلق الاهتمام اللازم والتشجيع سواء من طرف الحركة الجمعوية أو محيطها العائلي، لتتخذ بعدها قرارا بتحويل بيت الزوجية في المستقبل، إلى متحف فني مفتوح يحاكي واقعها البسيط، ويكون لها متنفسا فنيا بعيدا عن كل العراقيل التي تواجه الفنان.

رغم أن فاطمة مختاري اليوم، ربة بيت وأم لخمسة أطفال، إلا أنها تحدت واقعها الاجتماعي والتزاماتها العائلية، وراحت تزين جدران منزلها بألوان ورسومات تبرز موهبتها، وتعكس تعلقها بالفن التشكيلي، وحتى صنعت من كل أداة منزلية تالفة تحفة فنية زينت بها زوايا البيت. لحظة تطأ قدماك منزلها، يُخيل لك أنك في متحف أو معرض يجمع بين ألوان مختلفة ومناظر خلابة أُخرجت في أبهى حبكة تشكيلية، كان سيكون لها شأن كبير إذا ما لقيت الاهتمام والرعاية سابقا. بعد أن حققت السيدة مختاري حلمها في تحويل بيتها إلى متحف فني مفتوح يشد انتباه كل زائر لها، ها هي اليوم تخوض في مجال آخر وتبدع في إلقاء قصائد الشعر الشعبي، وتدونها في سجلاتها، عسى أن ترى النور يوما ما إذا سنحت لها الفرصة.

تبقى هذه السيدة مثالا حيا عن امرأة تحدت الظروف في سبيل إبراز موهبتها على طريقتها الخاصة، التي صنعت لها عالما فريدا من نوعه، يُلهم كل فنانة واجهت صعاب خلال مسيرتها، بأن المواهب لا تموت وأن الأفكار صالحة لكل زمان ومكان.