في الذكرى الأولى لرحيلها

شافية بوذراع.. غياب يعوضه رصيد الروائع

شافية بوذراع.. غياب يعوضه رصيد الروائع
الفنانة القديرة شافية بوذراع
  • القراءات: 535
مريم. ن مريم. ن

مرت الذكرى الأولى، أمس، لرحيل الفنانة القديرة شافية بوذراع، بعد مشوار طويل وثري بالروائع، ورغم الغياب، لا زالت حاضرة، ولا يزال مكانها مصونا عند الجمهور الجزائري. 

غابت السيدة شافية عن المسرح والسينما والتلفزيون، لتترك المجال لأعمالها التي لا يملها الجمهور، والتي تعكس هوية وخصوصية المجتمع الجزائري، لذلك افتكت بجدارة صفة "أم الجزائريين"، مشيعة بحب الجماهير، كما بقي لقب "لالة عيني" حيا يتردد ويعكس مكانة الأم في العائلة الجزائرية، رغم كل الظروف والأهوال، خاصة في ظرف الاستعمار، حيث كانت الأم هي الحاضن والمكافح من أجل لمّ شمل أبنائها واحتضانهم، رغم الشح وقلة الحيلة وافتقاد الخبز، فكانت تلك المشاهد القاسية هي التي جعلت الكثيرين يكرهون الاستعمار.

كما رافقت تلك الأم (ابنة مدينة قسنطينة)، مراحل أخرى من تاريخ الجزائر ما بعد الاستقلال، مثل "امرأة لابني"، حيث أدت الراحلة دور الأم الرجعية، التي أرادت من خلالها، ضرب المعتقدات البالية وصور الشعوذة والانغلاق والوقوف في وجه التعليم، وبعدها كانت في "ليلى والآخرين"، حيث تخلت شافية عن سلطتها، لتقف مستسلمة لتيار التغيير، بعدما أدركت أن تعليم المرأة هو السلاح الوحيد لحمايتها، ثم توالت الأعمال، منها "مال وطني" الذي يرصد مرحلة حساسة من تاريخ الجزائر. مثلت السيدة شافية أيضا أدوار الزوجة، ونجحت كذلك في الكوميديا، خاصة مع الراحل رويشد، وفي فيلم "كحلة وبيضا"، برزت مواقفها الإنسانية وعطفها على ابنتها المقعدة، لكنها بقيت دوما ملتزمة بسينما الثورة والكفاح، وكيف لا وهي زوجة الشهيد (صالح بوذراع)، ومجاهدة التحقت بصفوف الثورة وحملت السلاح.

وخلال خمسة عقود، أدت بوذراع أدوارا بارزة أخرى في "زواج موسى" للطيب مفتي، و"هروب مع حسن طيرو" لمصطفى بديع و"مصاص دماء في الجنة" لعبد الكريم بهلول، و"صرخة الرجال" لعكاشة تويتة، و"المغترب والأبيض والأحمر" لمحمد زموري، و"الخارجون عن القانون" لرشيد بوشارب، الذي أخذ الفنانة شافية إلى مهرجان "كان" السينمائي. كما شاركت الراحلة في بعض الأعمال في فرنسا، منها "اليسار السادس" للمخرجة كلير بلانجيل، و"سر إليسا رايس" للمخرج جاك أوتميزغين، و"واحد ضد الآخر" للمخرج دومينيك بارون و«تماما مثل المرأة" و"شرف عائلتي" للمخرج رشيد بوشارب.