ندوة "الأدوار العسكرية للمرأة الجزائرية خلال الثورة" بقصر الثقافة

غياب مخابر بحث خاصة بمقاومة المرأة

غياب مخابر بحث خاصة بمقاومة المرأة
  • القراءات: 513
 مريم. ن مريم. ن

احتضنت مكتبة قصر الثقافة "مفدي زكريا"، مساء الأربعاء، ندوة تاريخية حول "الأدوار العسكرية للمرأة الجزائرية خلال الثورة التحريرية 1954-1962"، نشطها الدكتوران رشيدة ابراهيمي ولخضر سعيداني، عرضا فيها بطولات المرأة خلال الثورة، وما تكبدته من مآس ومحن، طلبا للحرية والكرامة.

قدم الدكتور سعيداني قراءة في ثلاث نماذج، لمساهمة المرأة في الثورة، منها مذكرات كل من زهرة ظريف (المقاومة بالمدن) ومريم مخطاري (من الريف)، مع الإشارة إلى سيرة الشهيدة البطلة آيت عمران يمينة (1940-1959) ابنة منطقة تيارت، التي استشهدت في معركة عش الطلة الشهيرة، قرب بلدية الأربعاء بالبليدة.

بعد الإسهاب في هذه البطولات، أشار الدكتور سعيداني، إلى أن الصورة النمطية العامة التي ارتبطت بجهاد المرأة، اقتصرت على عملها كممرضة أو مسبلة، دون الأدوار العسكرية التي أدتها بامتياز، وأكد أيضا أنه لا يوجد مخبر في أقسام التاريخ بالجامعات الجزائرية مخصص لمقاومة المرأة.

بدورها، تحدثت الدكتورة ابراهيمي، عن نضال المرأة الجزائرية الذي لم ينل حقه من الدراسة والبحث، ماعدا بعض الكتابات والمذكرات، واستهلت محاضرتها بقراءة رسالة الشهيدة حسيبة بن بوعلي، التي نشرتها المؤرخة مليكة القورصو، ولم تصل إلا بعد 57 سنة. كما ذكرت السيدة ابراهيمي مسار عدة شهيدات ومجاهدات، مؤكدة أن المرأة الريفية مثلت النسبة الغالبة من المشاركة في المقاومة، وشهدت سنوات الثورة، حسب بعض المصادر، مشاركة 11 ألف امرأة (فدائية وأمينة سر ومرشدة وطاهية ...).

أشارت المتحدثة أيضا، إلى أن مؤتمر الصومام أعطى لمقاومة المرأة إمكانيات واسعة، وعزز الكفاح المسلح ومهام التمويل والاتصالات والتكفل بالسجناء وعائلاتهم، لتتوقف أيضا عند مجاهدات معركة الجزائر سنة 1957، حيث برز دور بنت المدن التي واجهت فرنسا وجها لوجه، رغم إغراءات المستعمر الذي أراد أن يفصلها عن الثورة، من خلال إعطائها حق الانتخاب في ذات السنة.

تحدثت الأستاذة ابراهيمي أيضا، عن شهادات الجنود الفرنسيين الذين كشفوا التعذيب الوحشي الذي تعرضت له المرأة الجزائرية، ومن ذلك الاغتصاب الوحشي، ففي سنة 1961 وحدها، سجلت مئات الحالات بمراكز التعذيب، منها "فيلا سيسيني"، وكانت أغلبهن أقل من 30 سنة.

انطلقت بعدها مناقشة ثرية من الجمهور الحاضر، حيث ذكرت الأستاذة ابراهيمي، أن عملها كصحفية في التلفزيون الجزائري، مكنها من جمع الشهادات، خاصة من المجاهدات في الأرياف والقرى، وذكرت منهن السيدة سميشة بابا أحمد من تلمسان، التي تعيش بـ40 شضية رصاص في جسمها.

كما تحدث الدكتور سعيداني لـ"المساء"، عن دور المرأة في الاتصالات وجمع المعلومات، من خلال "المالغ"، وعن المرأة في المراكز الحدودية الغربية، متوقفا عند المناضلتين فيروز من وهران وليلى الطيب، مستعرضا أيضا جريمة الاغتصاب التي بقيت طابوها بعد الاستقلال.