أسبوع ”آفاق” السينمائي في الجزائر

غياب المختصين عن موعد التبادل السينمائي

غياب المختصين عن موعد التبادل السينمائي
أسبوع ”آفاق” السينمائي في الجزائر
  • القراءات: 584
دليلة مالك دليلة مالك

حلّ أسبوع آفاق السينمائي في دورته السادسة بالجزائر بعد دورات سابقة كانت في بيروت، القاهرة، تونس، المغرب والسودان، الذي ينظمه الصندوق العربي للثقافة والفنون - آفاق. وتسعى هذه التظاهرة إلى إطلاق جولات عروض أفلام في مختلف المدن العربية، لإتاحة فرصة مشاهدتها أمام جمهور أوسع.

انطلق النشاط مساء أول أمس السبت بقاعة الأطلس بالجزائر العاصمة وسط حضور محتشم؛ ليس فقط للجمهور، بل أيضا للسينمائيين الجزائريين والمختصين، وهي فعالية تقام بالشراكة مع Project’heurts وPlanète Cinuvers والديوان الوطني للثقافة والإعلام. ويضم البرنامج 10 أفلام، من بينها ستة أفلام روائية، وهي ”3000 ليلة” لمي مصري و«رجل يغرق” لمهدي فليفل من فلسطين، و«علي معزة وإبراهيم” لشريف البنداري من مصر، و«الهربة” لحميد سعيدجي وجوناثان مايسن من الجزائر، ”... وتزوّج روميو جولييت” لهند بوجمعة من تونس، و«ضربة في الرأس” لهشام العسري من المغرب. كما يضم برنامج العروض أربعة أفلام وثائقية، هي”أطلال” لجمال كركار من الجزائر، و«شلّاط تونس” لكوثر بن هنية من تونس، و«حديقة أمل” لنادية شهاب من العراق، و«آخر الرجال في حلب” لفراس فياض من سوريا، وتُختتم العروض سهرة اليوم.

وعرف اليوم الأول عرض أربعة أفلام، ويتعلق الأمر بكل من ”3000 ليلة” (103 دقائق، 2015) للمخرجة الفلسطينية مي مصري. وتروي قصة ”ليال” الأستاذة الفلسطينية المتزوجة حديثا، والتي تعتقل بعد تلفيق تهمة لها، ويُحكم عليها بثمانية أعوام في السجن، يتم نقلها إلى سجن إسرائيلي للنساء، حيث تُحبس السجينات السياسيات الفلسطينيات مع مجرمات إسرائيليات. وتضغط عليها مديرة السجن حتى تتجسس على زميلاتها الفلسطينيات. تضع ”ليال” مولودها في السجن، فتجد معنى جديداً لحياتها رغم كل الصعوبات، لكنها سرعان ما ترى نفسها مضطرة لاتخاذ قرار سيغيّر مصيرها إلى الأبد، عندما تقرر السجينات الفلسطينيات الإضراب احتجاجاً على تدهور الأوضاع في السجن. أما الفيلم القصير ”الهربة” (22 دقيقة، 2016) للمخرج حميد سعيدجي وجوناثان مايسن (الجزائر)، فتدور أحداثه في رحلة متعددة الألوان عبر شوارع الجزائر العاصمة في سيارة تاكسي متهالكة لحسين فيلالي، الذي يسكنه هاجس السفر إلى إيطاليا؛ بحثا عن حياة أفضل.

أما المخرج الفلسطيني مهدي فليفل فقد قدّم فيلمه القصير ”رجل يغرق” (15 دقيقة، 2017). ويحكي هذا العمل قصة ”فاتح” الذي يشق طريقه عبر شوارع أثينا، محاولاً إيجاد لقمة عيشه، يختبر خلال ترحاله الحكمة والخيبة اللتين تنتشران في المكان.

وختم الفيلم المصري ”علي معزة وإبراهيم” (90 دقيقة، 2016) أول يوم من عروض أسبوع آفاق السينمائي، إذ يرصد المخرج شريف البنداري قصة حب عجيبة يعيشها الشاب ”علي” في إحدى المناطق الشعبية المهمشة، حيث ينطلق في رحلة بأنحاء مصر بتوصية من معالج روحاني بصحبة ”إبراهيم”، الذي يصل إلى حافة الجنون بسبب أصوات غريبة لا يسمعها غيره، ليكتشف الاثنان وأهل المنطقة كلها المغزى الحقيقي لكل ما مر بهما من أحداث غريبة. أما ”علي” فكان يعيش قصة حب مع عنزة سماها ”ندى”، بعد أن عاش مرحلة ماضية صعبة بسبب فقده حبيبته ”ندى” في حادث أليم. وعقب عرض الفيلم تحدّث المخرج إلى الجمهور، وأفاد بأن الفيلم يكشف حالة الاحتقان التي تعيشها القاهرة، فهو فيلم مدينة، على حد تعبيره. وأردف أن عمله ليس كوميديا لكن فيه بعض الطرافة، وليس خياليا فانتازيا؛ إذ فيه شيء من الواقع. واستعمل البنداري في ”علي معزة وإبراهيم” العديد من الأنواع السينمائية بسلالسة متناهية.

وبالعودة إلى الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق)، فقد تأسس عام 2007 بمبادرة من ناشطين ثقافيين عرب. وقد أنشئ ليكون مؤسسة مستقلة تموّل الأفراد والمؤسسات العاملين في مجال السينما، فنون الأداء، الأدب، الموسيقى والفنون البصرية. وتعمل ”آفاق” على تيسير التبادل والتعاون والبحث في مجال الثقافة في المنطقة العربية والعالم.

يظهر تأثير ”آفاق” الملموس وحضورها في المشهد الثقافي على مستويات عدة؛ بدءاً  بأفلام المخرجين والمخرجات العرب التي يتم عرضها في مهرجانات عالمية، مروراً بترجمات من الأدب المعاصر إلى العربية، ونشرها على الشبكة الإلكترونية مجانا، وصولاً إلى أرشفة وثائق وصور ليوميات الحياة الصعبة في الدول التي تمزقها الصراعات كما في سوريا ولبنان والعراق. ويمتد تأثير ”آفاق” إلى ورشات العمل التي تعلم الأطفال نسج القصص والحكايات عبر استخدام فن الدمى والرسوم المتحركة، إضافة إلى العمل على مشاركة المرويات المعاصرة من منطقتنا مع العالم. وحظيت أعمال المستفيدين من منح ”آفاق” باهتمام الصحافة المحلية والعالمية. وتمت دعوتها للمشاركة في مهرجانات وإقامات فنية ومبادرات تبادل ثقافي على أعلى المستويات. كما ألهمت تلك الأعمال المئات في المنطقة للخوض في مجال الفن عبر ورشات العمل والتدريبات. وعلى الرغم من هذه النجاحات والاعتراف الدولي تابع الفنانون عملهم في المنطقة العربية، مستلهمين مواضيع أعمالهم من صميم همومها وخصوصيتها.