شكلت موضوع نقاش باللقاءات الأورومغاربية السابع للكُتّاب

غياب الرواية البوليسية من غياب السينما

  • القراءات: 989
د. مالك د. مالك

أعاز عدد النقاد، في ندوة باللقاءات السابعة الأورومغاربية للكُتّاب، أول أمس بصالون الكتاب بقصر المعارض، غياب السينما البوليسية في الشاشة العربية، إلى عدم وجود روايات بوليسية، وأن الأقلام العربية التي تكتب في هذا اللون الأدبي قليلة. ويتفق ملاحظون ومهتمون بعالم الأدب، على أن الجزائريين يطالعون الأدب البوليسي المترجم من لغات أجنبية، حيث تعرف أعمال أبرز كتّاب هذا النوع في العالم، رواجا كبيرا خلال مواعيد الكتاب المختلفة. وكان أعضاء من صندوق دعم وتطوير فنون وتقنيات صناعة السينما، قد لاحظوا في لقاءات سابقة، غياب سيناريوهات بوليسية في الأعمال التي تقدَّم لهم، وشجعوا السينمائيين على التوجه نحو هذا النوع، على غرار الأنواع الأخرى كالكوميديا والدراما. 

وكانت الساحة الأدبية الجزائرية قد عرفت صدور روايتين صُنفتا كبوليسيتين في العام الماضي، "نواقيس القيامة" لمحمد جعفر و"نبضات آخر الليل" لنسيمة بولوفة. وتشكل تجربة المخرج أمين قيس استثناء في السينما الجزائرية، وهو الذي قدّم عملين بوليسيين اشترك فيهما عدد من التقنيين الأمريكيين، هما "شوارع الجزائر" و"قضية رجال". وقال الكاتب حسين مزالي إن الكتابة البوليسية في الأدب الجزائري لم تكن محل اهتمام الكتّاب في الجزائر بعد الاستقلال. وإن الجزائر لم تكن مستعدة لهذا النوع الأدبي والسينمائي المنتشر في الدول الرأسمالية، نظرا لتوجهاتها الإيديولوجية.

من جهته، اعتبر الكاتب عبد الرزاق بوكبة أن الحياة الجزائرية وعلاقتها بالأدب لم تتطور لتكرس هذا النوع، مضيفا أن الكتابة البوليسية لا يمكنها أن تنتعش في بلدان تقيد حرية التعبير والديمقراطية. وأضاف أنه لإنجاز عمل بوليسي يتطلب الوصول إلى "ثقافة قانونية" وإلى مفاتيح قضايا كبرى في أروقة المحكمة، وهو ما اعتبره أمرا صعبا بالنسبة للكاتب، ويتطلب عملية دراسية وتوثيقية. 

وتوقّف الناقد والكاتب أرزقي مترف عند "الخشية" التي يعرفها الكاتب الجزائري في التطرق لـ "القضايا السياسية والبوليسية" التي ترافق تطور المجتمع؛ قصد استغلالها في الأعمال السينمائية والأدبية، مشيرا إلى أن إمكانيات العمل المسرحي أيضا تبقى متواضعة. وأشار المتدخل إلى أن غياب كتّاب إخراج في الجزائر يعيق بروز أعمال سينمائية في هذا المجال.   

من جانبه، أكد الروماني إيغور برغلر أن الرواية البوليسية كان لها تأثير قوي في السينما، بل لولاها لما كانت هناك سينما أصلا، لكنه في المقابل لم ينف ما تقدمه السينما للرواية البوليسية، مستندا إلى تجربته الشخصية، حيث حوّلت روايته "الإنجيل المفقود" إلى عمل سينمائي، وساهم الفيلم في رفع مبيعات الرواية. من جهته أخرى، دعا الكاتب الفرنسي كاريل فيري إلى ضرورة الاقتراب أكثر من الرواية البوليسية السياسية؛ لأنها ترتبط مباشرة بحياة الناس وواقعهم ومستقبلهم.