كتاب «إطلالة على المسرح السطايفي»

غريب يسرد تاريخ الفن الرابع عين الفوارة

غريب يسرد تاريخ الفن الرابع عين الفوارة
  • 908
منصور حليتيم منصور حليتيم

صدر للزميل الصحفي الأستاذ جمال غريب، مؤخرا، كتاب بعنوان «إطلالة على المسرح السطايفي»، فتح من خلاله نافذة على الركح السطايفي منذ نشأته إلى يومنا هذا، فتناول عبر 112 صفحة بكثير من الإسهاب الجوانب الخفية للمسرح في سطيف، مركزا على العقبات التي اعترضت هذا اللون من الفن خلال فترة الاستعمار، خاصة أنه كان يمثل متنفسا للتعبير عن مأساة شعب عانى الأمرين طيلة الحقبة الاستعمارية.

الكتاب يتضمّن في طياته صورا لشخصيات رسمت معالم هذا الفن بولاية سطيف، بدءا بالأب الروحي للحركة المسرحية في ولاية سطيف، الشهيد حسان بلكير، مرورا بأحمد بن معيزة وعمر شعلال، إلى جيل بن زديرة والعمري كعوان وأسماء أخرى لفنانين مسرحيين من أبناء مدينة عين الفوارة.

كما شمل الكتاب أيضا مسيرة جمعيات وتعاونيات مسرحية تركت بصماتها على الساحة المسرحية المحلية والوطنية، على غرار «الهضاب»، «أنيس»، «الأمواج» و«الشهاب»، بالإضافة إلى «رفقاء نجمة» على امتداد تواجدها على خشبة المسرح وكذا منتوجها الثقافي والفني الذي عكس واقع حال المواطن السطايفي.

«إطلالة على المسرح السطايفي» هو أوّل كتاب يعالج حال المسرح السطايفي، عبارة عن قراءة كرونولوجية لأهم المحطات التي عرفها المسرح السطايفي لمختلف المراحل، والحافز الذي دفع بصاحبه إلى إنجاز هذا العمل الذي تطلّب منه سنوات طويلة، الزخم والطاقات الفنية الهائلة التي تتميّز بها مدينة سطيف في المجال المسرحي، الذي بدأت حكايته إبّان الحقبة الاستعمارية، تحديدا مع نهاية الثلاثينات، حيث ارتبط هذا الفن ارتباطا عضويا مع ظهور أوّل فوج للكشافة الإسلامية الجزائرية، برئاسة الشهيد حسان بلكيرد الذي يعدّ -حسب الأستاذ جمال غريب- قامة من قامات المسرح الجزائري والسطايفي على وجه الخصوص، كان شخصا مثّقفا، عمل طيلة حياته على التكوين في الفنون الدرامية. وبالرغم من القيود والصعاب التي واجهت هذه الشخصية المسرحية الفذة من قبل الاستعمار، إلا أنه تمكن من تخطي جميع الصعاب وإنتاج مجموعات مسرحية تسمى آنذاك بالرواية.

ومن الأسماء المسرحية السطايفية التي خلّدها التاريخ، الشهيد أحمد بن معيزة الذي خص له الكاتب حيزا معتبرا لمسيرته وعطائه للحركة المسرحية، أحمد بن معيزة الشخصية التي كانت تتميّز بإمكانيات فردية في التمثيل جد خارقة، كيف لا وهو الذي كان متأثّرا برشيد قسنطيني، وتمكّن من تقديم عرض مسرحي وهو مسجون داخل أسوار سجن لامبيز بباتنة.    

للإشارة، مؤلّف الكتاب الأستاذ جمال غريب، خريج معهد الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر سنة 1986، أستاذ جامعي وصحفي سطع اسمه عبر صفحات جريدتي «لوماتن» و«لوجون أنديبوندون» الناطقتين باللغة الفرنسية، له العديد من الكتابات في المجال الثقافي والمسرحي على وجه الخصوص، شغل منصب مستشار ثقافي رئيسي بدار الثقافة «هواري بومدين» بسطيف زهاء العقدين من الزمن، مؤهلات مكنته من لملمة خشبات وتفاصيل المسرح السطايفي والتأريخ له بقلم صحفي وتفكير مثقف، معتمدا على العديد من المقالات التي وقعها باسمه في الجرائد الوطنية.