تقدم شرفيا اليوم بالمسرح الوطني الجزائري

"غدوة ... يامن عاش".. رمز لعبثية الحرب وجنونها

"غدوة ... يامن عاش".. رمز لعبثية الحرب وجنونها
  • 136
لطيفة داريب لطيفة داريب

ندد مخرج مسرحية "غدوة..يامن عاش"، الأستاذ إبراهيم بركاتي، عبثية الحرب التي تندلع في كل مرة في مكان، في حين ذكر مساعد المخرج إبراهيم شرقي، بأن هذا العمل الذي سيعرض غدا، أمام الجمهور بالمسرح الوطني الجزائري، لا يتحدث عن الحرب كحرب، بل كونها آفة اجتماعية وعنف من صنيع البشرية، باعتبار أن المسرح قبل أن يكون وسيلة للتعبير، هو أداة للنضال.

رد مخرج المسرحية "غدوة ..يامن عاش" إبراهيم بركاتي، على سؤال "المساء"، في الندوة الصحفية التي عقدها رفقة طاقم العمل، أمس، بالمسرح الوطني الجزائري، حول مدى تأثره بالحرب على غزة في عمله المسرحي الجديد، قائلا، إنه تناول في هذه المسرحية التي اقتبسها من نص فرناندو أرابال، الحرب في عدة دول، قبل أن تصل إلى غزة، التي اعتبرها وعاء للآلام والأحزان ورمزا قويا للاعدل والظلم، مضيفا أنه تطرق إلى الحروب التي اندلعت منذ أزيد من قرن، في العديد من الدول، كالفيتنام والجزائر وفلسطين وكوسوفو وغيرها، قبل أن تصل إلى غزة وإيران.

وأضاف المخرج المغترب، بأنه اختار في أول عرض مسرحي يخرجه بالجزائر، السخرية والسخافة، ليعبر عن موضوع رهيب، مشيرا إلى أن نهاية العرض لن تكون سعيدة طبعا، بل مخيفة في عالم يسير بسرعة نحو هلاكه. وأكد المخرج المقيم بروسيا، أنه متفتح على آراء المشاركين في العرض، وأنه يقتبس في أعماله من الكتب، بشرط أن يكون حرا في اقتباساته، أي أن يأخذ ما يناسبه فقط من العمل الأصلي. كما تحدث عن النص الأصلي للمسرحية لصاحبه فرناندو ارابال، الذي كتبه، تأثرا بوفاة والده الذي تعرض للسجن، ثم الزج بمشفى للأمراض العقلية، لأنه كان معارضا لفرانكو.

أما مساعد المخرج والممثل المشارك في المعرض، إبراهيم شرقي، فقد ذكر بأن هذه المسرحية لا تتناول الحرب كحرب، بل كآفة اجتماعية تهدد مكانة الإنسانية في عالمنا العنيف، مضيفا أن الفن هو أيضا وسيلة للنضال واتخاذ المواقف في الأزمات والحروب، قبل أن يكون وسيلة للتعبير.

للإشارة، تم قبل عقد الندوة الصحفية، تقديم مشهد من المسرحية، جمع إبراهيم شرقي، فايزة أمال، سايح عماد الدين، نور الدين محمد، رباني محمد، وبوسوف مختار، أمام أنظار الحضور والمخرج.

تحكي مسرحية "غدوة يا من عاش" بالكثير من السخرية واللامعقول والعبثية، قصة جندي يشعر بالملل في الحرب، فيأتي والداه لزيارته، عبر دراجة نارية، ويلتقي الجميع في غابة، ويتناولون الطعام، فجأة يلتقون بجندي من صفوف العدو، فيشدون وثاقه، لكن رحمة الأم به تحوله من سجين إلى ضيف يتقاسم معهم اللقمة، ويحدثهم عن تجنيده قسرا، وهو الذي شارك في السابق، في حرب كوسوفو، في حين كل ما كان يريده الالتقاء بخطيبته والعيش في سلام.

تظهر عبثية المسرحية في زيارة أولياء لابنهم في حرب، وفي أخذ هذه المأساة، أي الحرب بشكل ساخر، فالأم الحنون تعطف على السجين والأب يريد أن يربطه ولو بحزام سروال، قد يسقطه أرضا، أما الابن فيريد أن يؤكد قوته أمام هذا العدو، الذي ظهر فجأة، خاصة أنه ضعيف البنية، عكس الجندي السجين الذي رقم قوة بنيته، فإنه لا يشبع أبدا، إذ أنه يحب الأكل كثيرا، وكذا أمام مسؤوليه عله يتلقى التكريمات ويتحول إلى "كابران"، بينما يأتي رجلان مهمتهما حمل الموتى والجرحى، ولكنهما لا يجدان شيئا، فيخشيان لومة مسؤوليهم. وفي كل هذا العبث، تتعالى الصيحات "أين هي منظمات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان ومحكمة العدل الدولية وجامعة الدول العربية وغيرها، أين هي؟".