الجلفة على موعد مع عكاظية الشعر الشعبي

عودٌ أحمدُ للكلام الموزون والتراث الأصيل

عودٌ أحمدُ للكلام الموزون والتراث الأصيل
  • 308
مريم . ن  مريم . ن 

يحتضن المسرح الجهوي بالجلفة "أحمد بن بوزيد" من 7 إلى 10 أكتوبر الجاري، فعاليات الطبعة الثانية من المهرجان الثقافي الوطني لعكاظية الشعر الشعبي، الذي يقام بشعار "مع بلادي بمدادي"، بمشاركة شعراء وأكاديميين من مختلف مناطق الوطن.

تأتي هذه التظاهرة الوطنية الكبرى، في موسمها الثاني، للاحتفاء بالكلمة الأصيلة، حيث تشهد مشاركة العديد من الأصوات الشعرية في جلسات قراءة مفتوحة للجمهور، مع تنظيم ندوات أكاديمية متخصصة، وورشات فنية. وتحتضن الساحة الكبرى بمقر الولاية، إضافة إلى المسرح الجهوي "أحمد بن بوزيد" وقاعة الندوات بالولاية، مختلف فعاليات المهرجان بمدينة الجلفة، فيما ستكون مدينتا مسعد والبيرين قبلة لشعراء المهرجان.

كما تعرف الفعاليات، علاوة على القراءات الشعرية، تنظيم ندوات أكاديمية وورشات تقنية وورشات فنية إعلامية، بالإضافة إلى معارض لأبرز المؤلفات لكتاب الولاية، وللباس التقليدي والأعمال اليدوية الجلدية، وآخر للبيزرة والحمام الزاجل، كما يعرف المهرجان عروضا فنية لفرقة الخيالة والفلكلور. ويتم أيضا نصب خيمة عملاقة لتكون بجانب مضمار الفروسية، والذي سيشهد كذلك مسابقة لأسرع كلب صيد فصيلة (سلوڤي)، وعرض للمبارزة بالعصي وفرقة البارود.

بالمناسبة، أطلق المهرجان مؤخرا، دعوة للراغبين من الشعراء الشباب من كل ربوع الجزائر، للمشاركة في ورشة تعلم أوزان الشعر الشعبي (الملحون)، في إطار فعاليات الطبعة الثانية من المهرجان الثقافي الوطني لعكاظية الشعر الشعبي بالجلفة، بتأطير من خيرة الأساتذة الباحثين في هذا الميدان. 

يتم الاختيار من الأسماء المترشحة، بعد دراسة النصوص المرسلة، وترسل للمقبولين دعوات للمشاركة وفق العدد المقرر، على أن تقدم شهادات تربص للمتميزين من المشاركين من طرف المؤطرين للورشة.

للإشارة، خرجت الطبعة الأولى من المهرجان بتوصية، تخص ترقية المهرجان الوطني إلى مهرجان عربي، وكذا طبع القصائد الشعرية التي ألقيت من طرف الشعراء المشاركين في هذه الطبعة التأسيسية، التي عرفت حضور 150 شاعرا وباحثا أكاديميا، يمثلون 35 ولاية. كما تم التأكيد على أهمية هذا الفعل الثقافي، الذي أخرج الشعر من القاعات الضيقة إلى الآفاق الواسعة، ليحتضه الجمهور، وهو الأمر الذي تم الوقوف عليه في النشاطات المنظمة بعاصمة الولاية، وبالولاية المنتدبة مسعد وببلدية البيرين.

عموما، عملت الطبعة التأسيسية للمهرجان، على عرض قوة الشعر الشعبي الجزائري، كمكون ثقافي أصيل، يجب أن يأخذ أحقيته في البحث العلمي، فهو قابل لأن تطبق عليه كل المناهج النقدية والعلمية، وما على الدارسين الجزائريين إلا الاشتغال عليه، فالمطبوعات البحثية لم تفه.

تهدف العكاظية إلى إحياء التراث الشعبي بالمنطقة، وتثمين التراث الشفوي غير المادي، فضلا عن تدوين المواريث الشعبية، ناهيك عن إبراز جانب من الرصيد التراثي الشعبي الموروث عبر الأجداد، من خلال الكتابة والتدوين والجمع، إلى جانب ترقية الفعل الثقافي، وتعزيز التبادل الثقافي النخبوي بين الشعراء.