مؤسس "فرقة يور" لحسن مطاطحة لـ"المساء":

عودة النشاط تأسيس لمرحلة جديدة للأغنية الشاوية

عودة النشاط تأسيس لمرحلة جديدة للأغنية الشاوية
  • القراءات: 2460
ع. بزاعي ع. بزاعي
تحدث مؤسس فرقة "يور" (تعني بالشاوية القمر) عن خصائص اللون الموسيقي الذي تستنبط منه فرقته أعمالها والتي تلتزم به من أجل المحافظة عليه قصد النهوض بالأغنية الشاوية، حيث تعود هذه الفرقة للساحة بنفس جديد لتكمل مشوارا كان قد بدأ سنة 1969.
التقت "المساء" على هامش حفل نشطته الفرقة مؤخرا في إطار سهرات رمضان بالمركز الثقافي بتازولت الفنان مطاطحة لتثير معه جوانب مهمة في مسار الفرقة وما أنجزته من أعمال ساهمت في تطوير الأغنية الشاوية العصرية.
أشار الفنان إلى أنّ فرقته تستنبط أعمالها من التراث الشاوي الأصيل مذكرا بأن رجوع الفرقة إلى الساحة بعد غياب دام منذ سنة 1999 هو من أجل الاستمرار في العطاء المميز بفضل فناني ومؤسسي الفرقة الأوائل ومن ثم كان العمل على ترسيخ الطابع الشاوي في المشهد الفني الجزائري علما أن هذا الفن يحمل قيما تاريخية وثقافية واجتماعية عريقة ضاربة في عمق الأزل.
بالمناسبة أبدى المتحدث رغبته في تطوير البحوث الجادة في مجال الفن الشعبي كمحاولة لإحيائه وكنوع من الارتباط بالماضي ولكن أيضا استغلال ذلك إبداعيا من أجل تقديم أعمال عصرية ذات إبداع وتميز بمعنى جعل الأصيل نواة للأعمال العصرية، وهو الهدف الذي تعمل له الفرقة من أجل تقديم فن راقي لجمهورها.
استرجع الفنان مطاطحة خوالي الأيام التي شهدت مجد الأغنية الشاوية ومعها فرقته التي حققت الشهرة حينها علما أنها تمكنت من تقديم ألمع النجوم للساحة الفنية منها المرحوم كاتشو وحسان دادي والشيخ التهامي وزولي والمطربة ماسيليا وعبد الحميد بلبش وغيرهم من فناني المنطقة الذين اثبتوا حضورهم في الساحة.
للإشارة بدا محدثنا جد متأثر لانقطاع نشاط فرقته الذي استمر لسنوات اختفت فيه الآلات الموسيقية ولم تبق سوى "قيتارتين" إحداهما كهربائية متواجدتان حاليا بالمركز الثقافي بمدينة تازولت التي تبعد عن باتنة بنحو 10 كلم من الجهة الشرقية.
وأكد مؤسس الفرقة أن النشاط شمل أربعة أجيال وذلك منذ تأسيسها وهنا تذكر جيل الأوائل من المتألقين وعلى رأسهم الفنان الكبير يوسف بوخنتاش الذي أدى رائعة "لفنار بايت يقدي طول الليل ما يطفاش" التي كتب كلماتها مطاطحة متمنيا أن يعود هذا الجيل الراقي ليقول أنه متفائل بمواهب اليوم التي تمثل جيلا منطلقا يتمنى أن يصل بالأغنية الشاوية إلى العالمية.
كانت"فرقة يور" تتخذ من مدينة تازولت مقرا لنشاطها وسبقت ظهور كل من فرقة "ليباربار" لمدينة أم البواقي وفرقة "السعادة" بباتنة التي تخرج منها عدة فنانين على غرار يوسف بوخنتش وحكيم الكاهنة.
بخصوص إمكانية بعث مدرسة جديدة بالمنطقة للنهوض بالأغنية الشاوية العصرية أكد المتحدث على أهمية وجود المكان الذي يمثل التاريخ بعينه في صورته المادية التي تحتفظ بسر الحضارة واعتبره فضاء للإبداع ولعرض ما يجد من أعمال وبالتالي تثمين هذه الأمكنة وإعادة بعثها ثقافيا وفنيا ومن هذه المناطق طبعا مدينة تازولت وما تزخر به من مناطق أثرية منها أطلال ثاموقادي ودعا بالمناسبة إلى تثمين جهود الباحثين في التراث وبالتالي المساهمة في توطين البعد الثقافي والفني للمنطقة التي تعتبر الأغنية الشاوية جزء منه هذه الأخيرة التي لاتزال تحافظ على هويتها مثل الأغنية القبائلية تماما.
حينما يستحضر المتحدث مسار فرقته يستحضر روائع لايزال يطلبها الجمهور كان قد أداها كاتشو وحسان داي والشابة يمينة وغيرهما من أبناء المنطقة ليعلق: "النضال مازال طويلا" وهنا يحمل رئيس مجلس بلدي سابق مسؤولية غياب فرقته.
يذكر أن فرقة "يور" الذي توّج نشاطها الفني خلال هذه الفترة بـ100 ألبوم كانت قد أدت دورا رياديا في العشرية السوداء وتخطت كل الظروف لتبدع بشجاعة وتلتزم بالفن باعتباره رسالة إنسانية لاتعترف بمشكلة الحدود ولا الوجود حيث شاركت في قافلة الربيع الجزائري في التسعينيات وجابت عديد الولايات على غرار جيجل عين الدفلى والشلف وغيرها من الولايات الجزائرية.
وفي أجندة مؤسس الفرقة برنامج طموح يربط نجاحه بمدى تفاعل السلطات المحلية بأفكاره الجدية، إضافة لذلك ينوي إنشاء فرقة نحاسية لمدينة تازولت لدعم نشاط المركز الثقافي بهذه البلدة مضيفا أنه يملك شحنة فنية سيفرغها في خدمة الموسيقى والتراث كلما توفرت شروط العمل.
وشاركت الفرقة في أيام لامبازيس وإن تحقق حلم شباب المنطقة في تسجيل مشروع إنجاز قاعة حفلات 5 آلاف مقعد بتازولت سيكون للفرقة شأن آخر بحسب ما ختم به المتحدث.