كشف فاروق رضاونة، رئيس جمعية "فن الإبداع" بولاية سطيف، لـ"المساء"، عن أن مسرحية "عودة الحجاج" ستشارك في الدورة الرابعة لمهرجان مسرح الصحراء في ولاية قبلي بتونس، المرتقب أن تجري أطوارها من 1 ماي إلى 5 ماي 2024 بقرية "الجرسين".

قال رضاونة، إن المسرحية قد تكون قديمة، إلا أنها مطلوبة، ومحبوبة، كما أن الموضوع الذي تتناوله نال إعجاب الجمهور في أكثر من عرض، خاصة أن أسلوبه كوميدي ويتضمن رسائل عميقة. ومسرحية "عودة الحجاج بن يوسف"، هي استعادة من التاريخ مسبوقة درامياً في السينما والمسرح، وحتى في الأدب، إذ تنطوي على مفارقة استعادة اللحظة التراجيدية في إطار كوميدي، وهو ما سبق ورأيناه في أكثر من فيلم سينمائي، تقوم فيه المفارقة على انتقال الشخصية الفجائي خارج حدود الزمان والمكان.

كتب النص الطاهر شنان وأخرجه نبيل بوسكة، ويبدأ العرض في مقهى للأنترنت في الجزائر، وأمامنا شابان مستغرقان في متابعة الأنترنت، كل على شاشته، حين تظهر سحابة دخانية ما تلبث أن تنجلي عن شخص ثالث بلباس العصور القديمة، يعتمر عمامته وسيفه على جنبه، إنه الحجاج بن يوسف الثقفي، ومقولته الشهيرة "أنا الحجاج .. متى أضع العمامة تعرفوني"، وتبدأ المفارقة ما بين زمن الحجاج وزمن الأنترنت المعاصر، ما بين بادية العرب وقبائلها، وما بين مقاهي الأنترنت ومواقعه، مفارقة استحضرت السياسة وحال العرب المعاصرة. استحضرت الثقافة واللغة، استحضرت العادات والتقاليد، استحضرت المفاهيم والدلالات، لكنها في النهاية، لعبت بذكاء على العناصر الرمزية في شخصية الحجاج بن يوسف الثقفي، إذ يترك لنا سيفه الكرتوني ويخرج إلى الناس، مقررا أن يخوض حربه ضد المفاسد التي انتشرت في جسد الأمة. وأدى الأدوار في المسرحية كل من هاني مصمودي، عبد الرحيم غدير وفاروق رضاونة.

بالعودة إلى المهرجان، أكد مؤسس ومدير المهرجان المسرحي حافظ خليفة، أن هذه الدورة ستكون فرصة لتعزيز مفهوم أدب الصحراء كفضاء للإبداع، وكمسرح صالح لكل التعابير المسرحية المعاصرة، فهذا المهرجان قافلة ثقافية متنقلة بأتم معنى الكلمة، إذ هي تغوص في عمق الصحراء حاملة معها شكلا فرجويا جديدا لفك العزلة الثقافية عنها، معتمدا على "عروق الرمل والمساحات الصحراوية الممتدة كسينوغرافيا طبيعية لخلق جمالية مشهدية للفيافي في كل ربوع الجنوب".

وتشهد هذه الدورة عروضا وطنية ودولية من تونس وإيطاليا والمغرب وموريتانيا ولبنان والجزائر وإيران والعراق والهند ورومانيا والبرتغال وسويسرا وبلجيكا وكندا وإسبانيا. ويستضيف المهرجان فلسطين لتكون ضيف شرف رئيسي، من خلال شعار الدورة "الصحراء تحتفي بفلسطين"، إلى جانب عرض للمسرحية الحدث "بأم عيني" للفنان الفلسطيني القدير غنام غنام.