بعد فوزه بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني الجامعي للفيلم القصير

عوابدي يصطدم بفحوى الهدية

عوابدي يصطدم بفحوى الهدية
المهرجان الوطني الجامعي للفيلم القصير بباتنة
  • القراءات: 784
❊ لطيفة داريب ❊ لطيفة داريب

اعتبر المخرج الشاب أنور عوابدي، أن قيمة الجائزة التي تحصل عليها مؤخرا في المهرجان الوطني الجامعي للفيلم القصير بباتنة، مهينة للفن، وفي هذا قال لـ«المساء، إنه تفاجأ حينما فتح هديته بعد فوز فيلمه ناجي بالجائزة الكبرى للمهرجان، بوجود سماعة أذن وساعة يدوية.

عبر المخرج الشاب أنور عوابدي عن سعادته الغامرة، بفوز فيلمه القصير ناجي بالجائزة الكبرى للطبعة الخامسة للمهرجان الوطني الجامعي للفيلم القصير، التي جرت فعالياتها مؤخرا، بالإقامة الجامعية الإخوة أوجرة في باتنة، والمنظمة من طرف مديرية الخدمات الجامعية لولاية باتنة وحملت اسم الفنان الراحل محي الدين بوزيد.

سعادة أنور لم تكن كاملة وهو يكتشف فحوى الجائزة الكبرى التي تحصل عليها، والمشكلة من سماعة أذن وساعة إلكترونية، معتبرا الأمر إهانة للفن، وقد قال لـ«المساء، كنت سأكون فرحا جدا لو وجدت هدية بقيمة التعب الذي بذلته رفقة الطاقم، حتى ولو كانت رمزية، فهل يعقل أن يكرم عمل فني يعالج قضية مهمة بهدية كهذه؟

في المقابل، اعتبر أنور هذا التتويج الأول من نوعه في مسيرته السينمائية، سيدفعه إلى تقديم المزيد، كما أن مشاركته هذه جعلته يحتك بمخرجين هواة ومبتدئين مثله، خاصة أن هذه الطبعة عرفت مشاركة ثلاثين فيلما قصيرا. كما أعجب كثيرا بالعديد من الأفلام التي تم عرضها، من بينها نوتا و«أنافوبيا و«فنان وغيرها.

أكد المتحدث اهتمام الجمهور الحاضر في المهرجان بموضوع فيلمه، مثلما وجدت فيه لجنة التحكيم الخيار الأفضل. كما تلقى الكثير من التهاني حتى قبل الإعلان عن النتائج، وفي نفس الوقت، استقبل الانتقادات البناءة بصدر رحب.

للإشارة، تحصل فيلم ناجي لأنور عوابدي، على الجائزة الكبرى وجائزة أفضل سيناريو في الطبعة الخامسة للمهرجان الوطني الجامعي للفيلم القصير. يحكي فيلمه ظاهرة تزداد شيوعا في الفترة الأخيرة، وهي رشق الأطفال للقطارات، وقال إنه أراد البحث عن الأسباب التي تدفع الأطفال إلى قيامهم بذلك السلوك، وفي هذا لم يتناول القطار كوسيلة للنقل، بل مثّله كدخيل يمر على القرية كل يوم، ويزعج الناس من دون أن يتوقف عندهم أو يسأل عن حالهم.

أضاف المتحدث أنه عاش شخصيا هذه المسألة، فأراد أن يطرح الموضوع من جانبه الواقعي والتجريبي، مضيفا أن الطفل الذي يرشق القطار، يعتبره دخيلا على قريته وحتى على حياته، ويرى أن المسافرين يتمتعون بحق التعليم والعمل، في حين أنه في أغلب الأحيان لا يدرس ولا يحلم حتى بركوب القطار.

فيلم ناجي من بطولة الطفل زيد قزيحي، أما بقية الأطفال الممثلين فهم محمد عوابدي، محمد صالح قزيحي، إدريس عوابدي، إضافة إلى محسن عوابدي في دور الإمام، وكل من ابراهيم مغراري وباديس خرفان. كما صور أنور عوابدي مشاهد من فيلمه في قرية جد فقيرة اسمها عوابد، وهي تابعة لبلدية بكرش لخضر، دائرة بن عزوز، ولاية سكيكدة، وصور مشاهد أخرى في قرية مكاسة التي تبعد بأربعة كيلومترات عن قرية عوابد.