"بيت الشعر” يحتفل بذكرى تأسيسه

عندما يخرج الشعر إلى ربوع الحياة

عندما يخرج الشعر إلى ربوع الحياة
  • القراءات: 1103
 مريم. ن مريم. ن

احتفلت جمعية بيت الشعر، أوّل أمس، بذكرى تأسيسها من خلال الوقوف على ما حقّقته من تجارب إبداعية رائدة، وتقديم أسماء شعرية ووجوه ظلت مغمورة لزمن، كما أصبح للشعر نصيب من الأحداث الثقافية ليعود إلى النشر والندوات والقراءات والمعارض والتظاهرات والإعلام في رحاب واسع يمتد على طول الجزائر وعرضها.

أحيا الشاعر الدكتور عاشور فني، المناسبة رفقة صديقه سليمان جوادي، وهما مؤسّسا الجمعية الأوائل، حيث تم اعتماد بيت الشعر الجزائري في 22 أكتوبر 2017.

وأشار الشاعر عاشور فني، عبر صفحته الإلكترونية إلى أنّه بعد فترة من العمل استطاع بيت الشعر الجزائري تقديم كوكبة من الأسماء والوجوه والتجارب المتميّزة في الإبداع، كما قدّم أسلوبا جديدا في العمل الثقافي الدؤوب والشفاف الرامي إلى إعادة بناء الساحة الثقافية وتشكيلها بعيدا عن نوازع الهيمنة والإقصاء، والقضاء على الحواجز التقليدية القائمة على اللغة والجنس والسن والجغرافية والانتماءات الفكرية والأيديولوجية.

فبيت الشعر الجزائري ـ حسبه ـ أثبت أنّه قادر على احتضان الشعر والشعراء بكل اختلافاتهم وبملامحهم المختلفة ووجوههم الحقيقية، ومما تحقّق القضاء على النزعة المركزية في الثقافة والإبداع ومحاولة بعث أقطاب إبداعية متعدّدة، لتصبح أيّ بقعة من الوطن فضاء وطنيا مفتوحا لكلّ المبدعين، ثم بناء العمل الثقافي على أسس حديثة قوامها البرنامج الواضح ومتعدّد الأغراض القائم على رؤية شاملة تطمح إلى جعل النشاط الثقافي تيارا دافقا مستمرا عبر الزمن، ضمن مشروع متكامل كيلا يبقى مجرد أحداث متقطعة لا رابط بينها، مع إعادة الشعر إلى الساحة الثقافية التي أقصي منها في مجال نشر الكتاب والمجلات والتظاهرات الأدبية والثقافية والإعلامية والدراسات الأكاديمية ومعارض الكتاب، فكلّها تكاد تخلو من حضور الشعر والشعراء، ولابد من العمل على المدى الطويل لإعادة الشعر إلى رحابها، وكذا إعادة الشعراء إلى العمل الثقافي والتكفل بانشغالاتهم بأنفسهم بعيدا عن أيّ وصاية ووفقا لرؤاهم واختياراتهم بكل اختلافاتهم ونوازعهم الذاتية وظروفهم الموضوعية.

يعمل ”بيت الشعر” أيضا على إخراج الشعر إلى فضاءات الحياة وجعل الشعر قاعدة لأنشطة ثقافية متعدّدة ومتنوّعة، ما يعطي للشعر بعده الجمالي الكامل وطاقته القصوى في حفز الإبداع لتجاوز الحدود المرسومة ثقافيا واجتماعيا، والتعاون مع المؤسّسات والهياكل الثقافية والأدبية والعلمية من جمعيات وجامعات ومكتبات عمومية وناشرين وإدارات ثقافية وفقا لقواعد التعامل والتعاون باعتبار الشعر مكونا مهما من مكونات الثقافة الوطنية ورصيدها التاريخي والجمالي وباعتبار الشاعر مواطنا كامل الحقوق بوثائق رسمية وملامح واضحة قادرا على المبادرة دون وصاية والتعامل بوضوح مع محيطه الإنساني والثقافي والمؤسّساتي وشريكا كامل الحقوق في صنع السياسات الثقافية واقتراح البدائل الإبداعية والجمالية.

وقال الأستاذ عاشور فني، ”هنيئا لبيت الشعر الجزائري وهنيئا للشعراء بيتهم وهنيئا للثقافة الجزائرية وثبتها المأمولة”.

للإشارة يعدّ ”بيت الشعر الجزائري” من بين الجمعيات التي تأسّست حديثا، ويضمّ كتاب قصيدة النثر والتفعيلة والقصيدة العمودية ومجموعة من النقاد والباحثين الأكاديميين، يرأسه الشاعر المخضرم سليمان جوادي، صاحب العديد من الدواوين الشعرية، ويرأس أمانته العامة الشاعر عاشور فني، صاحب العديد من الأعمال الشعرية إبداعا وترجمة.