فيلم «تيمقاد» للمخرج الفرانكو ـ جزائري فابريس بن شاوش

عندما تمارس السينما الابتذال±!

عندما  تمارس السينما الابتذال±!
  • القراءات: 1658
 دليلة مالك دليلة مالك

قد تكون الجزائر ليست أحسن حالا من فرنسا في نموذج فيلم «تيمقاد» للفرانكو جزائري فابريس بن شاوش، لكن من غير المقبول أن يصف الجزائريين بأقبح الأوصاف. ويشوب هذا العمل فكرا إسلامفوبيا واضحا، لذلك يقترح المخرج بدائل غربية تلغي الشخصية الوطنية ، إذ ينتاب المتلقي أنه فيلم فرنسي مقصود لسب الجزائريين ولا يد للمنتج الجزائري فيه.

على نفس تهكم عزيز شواقي في سيناريو فيلم «نجم الجزائر» للمخرج رشيد بلحاج، يواصل تهكمه عن الجزائرية بشكل فج  في الفيلم الروائي الطويل «تيمقاد» للمخرج فابريس بن شاوش، وجعل من هذا العمل فضاء لاستعراض عضلاته في الاساءة المجتمع الجزائري وتقاليده ووضع فرنسا النموذج الأفضل لحياة أرقى، وهذا ما يتنافى مع المنطق جملة وتفصيلا، بحكم المرجعية التاريخية وفلسفة الحياة بين المجتمعين الجزائري والفرنسي.   

الفيلم كوميدي درامي، عرض شرفيا أول أمس بالسينما الجزائرية، أغلب حواره بالفرنسية، وقصته تدور حول الفرنسي جمال من أصل جزائري، باحث في الآثار أرسلته الوزارة الفرنسية إلى منطقة تيمقاد لإجراء عمليات التنقيب، يلتقي المختار الذي أدى (الدور سيد أحمد أقومي) وهو أستاذ لأبناء منطقة تيمقاد وكلهم مولودون في يوم واحد يجعلهم المختار فريقا لكرة القدم يدافع عن ألوان منطقته، ويموّلهم العربي صاحب دكان المواد الغذائية، ثم ما لبث جمال أن أصبح مدربهم. ورغم الظروف الصعبة، فقد تفوقوا على الجميع وفازوا بمشاركة في دوري كروي بمدينة مرسيليا الفرنسية. 

وضمن هذه الحكاية البسيطة، المبنية على وقع درامي مترهل بسبب التركيب أو المونتاج المتعثر في أكثر من مرة، يتصف الحوار بغير المعقول، على غرار حديث «المختار» مع الأطفال باللغة الفرنسية ويظهر عليهم عدم الفهم، غير أن مضمون القصة فيها الكثير من الإساءة على غرار حديث الطفل مصطفى مع أمه الأرملة، يقول الابن: «جمال شخص جيد»، وترد الأم «نعم ليس كالكلاب التي عندنا»، وهو أمر غير مقبول، بحيث أن في كل الدنيا هناك أشخاص جيدون وآخرون سيئون.وفي حوار آخر بين جمال والمختار، يقول الأول «لو تعرف كيف هي صورة الجزائر في الخارج؟» يجيب الثاني «نعم هم على حق»، وهو حكم مطلق بأن كل شيء سيء في الجزائر، وهذا غير معقول تماما. 

وبرز في العمل الخوف والعبث بالإسلام، ويتجلى ذلك في دور شيخ المنطقة الذي أدى دوره العمري كعوان، الذي يستصغر كلامه في معظم مشاهده، مثال ذلك لما تم قطع قوله الذي يستشهد فيه بحديث الرسول، وكذلك في أحد المشاهد يدخل الشيخ محل العربي ويجد الجميع مهمومين لوضع الفريق، ليطلق صوته عاليا «لقد صليت لكم ولأجل الأطفال»، فيرد المختار بعنف «خذ صلاتك بعيدا»، كذلك في مشهد يطلب الشيخ من عرّافة لاستحضار الجن مبررا ذلك بقول الرسول «اطلبوا العلم ولو في الصين».

قدم الفيلم صورا جميلة عن منطقة تيمقاد، وأعد الموسيقى الفرنسي لودوفيك بيير، الذي وفق إلى حد بعيد في عمله.

عكف عليها المصور الفرنسي توماس أوزو، وشارك في الفيلم كل من منير مرقون (جمال)، سيد أحمد أقومي (مختار)، مريم أكيدو (جميلة)، لطفي يحيى جديدي (العربي)، مراد زقندي (ناصر)، أكسل باكوري (مصطفى)، فلة بنيني (نعيم). وفابريس بن شاوش من مواليد باريس من أب جزائري وأم فرنسية، أخرج أول فيلم قصير له «كل الكون»، وتم اختياره في عدة مهرجانات كليرمون - فيران في فرنسا وفي الخارج، سانت بترسبورغ، تحصل على لقب الدب الذهبي في مهرجان ابينسي، وتم شراؤه وبثه على قناة فرانس 1. في السابق، كان المنتج المنفذ للإنتاج والإعلانات الرئيسية لفرنسا والخارج بعد ما كان مساعد مخرج عام 2003.

شارك في إنتاج مع شركته فادا للإنتاج، فيلم قصير «خدمة صغيرة» (2002 )، الذي جمع في الشاشة سيرجي لوبيز، مانويل بوارييه وتوني قالتيف، الذي بث من طرف فرانس 2، وتم اختيار الفيلم في مهرجان «كان» في فئة النظرة المعينة. ومنذ ذلك الوقت وهو ينتج أفلام تجارية، وفيلم «تيمقاد» يعد أول عمل روائي سينمائي طويل له.

  جمعية الكلمة للثقافة والإعلام ...تكريم شعراء في يومهم العالمي  

بادرت جمعية الكلمة للثقافة والإعلام أول أمس، بالجزائر العاصمة بتكريم خمسة شعراء مبدعين في إطار الاحتفال باليوم العالمي للشعر والذكرى الأولى لدسترة الحق في الثقافة، بحضور شخصيات سياسية وثقافية وجمع من الشعراء والأدباء. 

وشملت قائمة الشعراء المكرمين الصحافي والروائي والشاعر اسماعيل يبرير الذي جمع مساره الأدبي الغزير بين الشعر والرواية والمسرح. ومن أعماله الشعرية «طقوس أولى» و «التمرين أو ما يفعله الشاعر عادة».

وآخر أعماله الشعرية «أسلي غربتي بدفيء الرخام» (2016) ونال عن أعماله الروائية والشعرية عدة جوائز محليا وعربيا من بينها جائزة الطيب صالح  العالمية للأبداع الكتابي في الرواية. 

وكرمت الجمعية أيضا بالمناسبة الشاعر إبراهيم صديقي وهو إعلامي ومحافظ مهرجان وهران للفيلم العربي، ومن أعماله الشعرية ديوان «الممرات». 

كما شمل هذا التكريم الذي اعتبره المكرمون «التفاتة حب وتقدير للشاعر واحتفاء بالشعر»، الشاعر القدير لخضر فلوس والشاعرة جميلة قادري الشهيرة بحواء صاحبة 5 مجموعات شعرية من بينها «همس العيون» وأيضا الشاعر الذي يكتب بالأمازيغية والمترجم أحمد سليم آيت وعلي الذي ترجم عدة أعمال من العربية إلى الأمازيغية من بينها أشعار محمود درويش الذي غاب عن الاحتفالية لأسباب صحية. 

وكرمت الجمعية بمناسبة الذكرى الأولى لدسترة حق في الثقافة، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بوسام الجمعية، كما أهداه شباب الجمعية لوحة فنية أنجزها التشكيلي الجزائري ناصر بوحجام في 1880 وتحمل عنوان «سيدي بومدين»، تسلمها السيد سعد الدين نويوات مستشار رئيس الجمهورية. 

واعتبر المتدخلون بهذه المناسبة ومن بينهم رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الدكتور صالح بلعيد «دسترة الحق في الثقافة إضافة نوعية لم تكن في الدساتير السابقة، «معتبرين هذه الدسترة بمثابة تأمين وحماية ممارسة وتقريب الفعل الثقافي من الناس.