«يوم للستّات» يفتتح المسابقة الكبرى

عمل لم يتقصّ الانشغالات الحقيقية للمرأة

عمل لم يتقصّ الانشغالات الحقيقية للمرأة
  • القراءات: 537
مبعوثة «المساء» إلى القاهرة: دليلة مالك مبعوثة «المساء» إلى القاهرة: دليلة مالك

اختارت المخرجة المصرية كاملة أبو ذكرى في فيلمها الروائي «يوم للستات»، الخوض في مسألة تحرر المرأة برؤية سطحية، ذلك أنّها تناولت سعادة كلّ حواء في ارتداء ملابس السباحة وممارسة الجنس مع الحبيب، وهو ما يبعث على التساؤل: هل حقا هذه هي انشغالات وهواجس المرأة المصرية؟ وإن كانت كذلك فهل للدين علاقة بالحرية الشخصية للناس؟

افتتح الفيلم المصري «يوم للستات» المسابقة الكبرى لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي عُرض فور نهاية حفل الافتتاح أوّل أمس بقاعة الأوبرا المصرية، بحضور المخرجة كاملة أبو ذكرى والطاقم الفني والتقني للفيلم.

يسرد «يوم للستات» (إنتاج 2016-120 دقيقة) واقع مجموعة من النسوة ضاقت بهن الحياة ووجدن في مركز السباحة فضاء للترويح عن مشاكلهن العاطفية، وموقفا قويا لمجتمع ذكوري لإثبات أحقيتهن في حياة أفضل، غير أنّ المخرجة كاملة أبو ذكرى سقطت في فخ الرتابة، وسببه السيناريو الهش الذي كتبه هناء عطية، إذ لم يتناول قضايا المرأة الحقيقية في العمق رغم أنّها استعانت بممثلين مخضرمين، على غرار إلهام شاهين ومحمود حميده وفاروق الفيشاوي وهالة صدقي والنجمة نيللي كريم، إلاّ أنّ السطحية والخطاب المباشر أنهكا المتلقي فضلا عن المشاهد الطويلة وإعادة بعض اللوحات التي يمكن الاستغناء عنها.

وشكّل دور «عزة» الحلقة الأقوى للفيلم (ناهد السباعي) بعفويتها وصدقها في الأداء، لكن المشكل في الفيلم أنه يبدو مألوفا ولم يأت بجديد باستثناء مشاهد حوض السباحة، الذي اختارت له المخرجة لقطات مقربة معبرة لملامح الوجه في الحزن والفرح، والتدرّج بينهما في قالب درامي مقبول.

ويعكس الفيلم واقع الأسرة المصرية الفقيرة في بيئة معدومة من شروط الحياة، ويدين السلفية الوصولية المتمثل في دور «علي» (أحمد الفيشاوي)، الذي لا يتوقف عن التضييق على أخته «ليلى» (نيللي كريم) باسم الدين، ويستغل ذلك لأخذ المال منها بدون حرج. وتعيش «شامية» (إلهام شاهين) صديقة «ليلى» في صراع عاطفي بسبب هجران الحبيب «أحمد» (محمود حميده)، ثم تسخّر شبابها وجمالها للفنانين برسمها عارية، وهي المهنة التي تقتات منها، فتسوء سمعتها وسط مجتمعها، وينتهي بها الأمر بقضاء ليلة حميمية مع «أحمد»، لتعود لها الفرحة من جديد.

بالنسبة لليلى، فقد اجتازت المرحلة الصعبة الناتجة عن وفاة ابنها بفضل حوض السباحة، حيث انفجرت باكية بعد صدمتها وتعقّد نفسيتها، ومرت إلى شيء آخر وعيش قصة حب جديدة مع «رجب» الذي أحاطها بوافر من العناية والاهتمام.