الجمعية العامة لبيت الشعر الجزائري

على درب الكلِم الجميل

على درب الكلِم الجميل
  • القراءات: 756
مريم. ن مريم. ن

اختُتمت أشغال الجمعية العامة العادية الثانية لبيت الشعر الجزائري التي انعقدت بالعاصمة. وبالمناسبة، هنّأ رئيس الجمعية الأستاذ سليمان جوادي، المشاركين فيها؛ من أعضاء مؤسسين، وأعضاء المكتب الوطني، ورؤساء المكاتب الولائية أو ممثليهم، على حضورهم الفعال، وعلى نجاح جمعيتهم العامة.

كتب الشاعر الكبير جوادي على صفحته الإلكترونية: ”بهذه المناسبة لا يسعنا إلا أن نسدي وافر شكرنا وامتناننا لجميع من ساهم في توفير الجو الملائم لذلك؛ بدءا بزملائنا رؤساء وأعضاء المكاتب الولائية، الذين قدموا من الجهات الأربع للوطن، متجشمين عناء السفر ووعثاء الطريق في هذا الشتاء القارس، والوضع الصحي المعقد، ودافعُهم خدمة الشعر، والغيرة على الثقافة الوطنية”.

واستطاع بيت الشعر الجزائري تقديم كوكبة من الأسماء والوجوه والتجارب المتميزة في الإبداع. كما قدّم أسلوبا جديدا في العمل الثقافي الدؤوب والشفاف، الرامي إلى إعادة بناء الساحة الثقافية، وتشكيلها بعيدا عن نوازع الهيمنة والإقصاء، والقضاء على الحواجز التقليدية القائمة على اللغة والجنس والسن والجغرافية، والانتماءات الفكرية والإيديولوجية. فبيت الشعر الجزائري أثبت أنه قادر على احتضان الشعر والشعراء بكل اختلافاتهم، وبملامحهم المختلفة، ووجوههم الحقيقية، إضافة إلى القضاء على النزعة المركزية في الثقافة والإبداع، ومحاولة بعث أقطاب إبداعية متعددة، لتصبح كل بقعة من الوطن فضاء وطنيا مفتوحا لكل المبدعين، مع بناء العمل الثقافي على أسس حديثة، قوامها البرنامج الواضح ومتعدد الأغراض، القائم على رؤية شاملة، تطمح إلى جعل النشاط الثقافي تيارا دافقا مستمرا عبر الزمن، ضمن مشروع متكامل؛ كي لا يبقى مجرد أحداث متقطعة لا رابط بينها. كما سيواصل هذا البيت العريق إعادة الشعر إلى الساحة الثقافية التي أقصي منها في مجال نشر الكتاب والمجلات والتظاهرات الأدبية والثقافية  والإعلامية والدراسات الأكاديمية ومعارض الكتاب، فكلها تكاد تخلو من حضور الشعر والشعراء، ولا بد من العمل على المدى الطويل، لإعادة الشعر إلى رحابها، وإعادة الشعراء إلى العمل الثقافي، والتكفل بانشغالاتهم، وإخراج الشعر إلى فضاءات الحياة، وجعل الشعر قاعدة لأنشطة ثقافية متعددة ومتنوعة؛ مما يعطي للشعر بُعده الجمالي الكامل، وطاقته القصوى في حفز الإبداع، لتجاوز الحدود المرسومة ثقافيا واجتماعيا.

ويحرص بيت الشعر أيضا، كما يؤكد المشرفان عليه الشاعران جوادي وعاشور فني، على التعاون مع المؤسسات والهياكل الثقافية والأدبية والعلمية؛ من جمعيات وجامعات ومكتبات عمومية وناشرين وإدارات ثقافية، وفقا لقواعد التعامل والتعاون؛ باعتبار الشعر مكونا مهما من مكونات الثقافة الوطنية، ورصيدها التاريخي والجمالي، وباعتبار الشاعر مواطنا كامل الحقوق، قادرا على المبادرة بدون وصاية، والتعامل بوضوح مع محيطه الإنساني والثقافي والمؤسساتي، وشريكا كامل الحقوق في صنع السياسات الثقافية، واقتراح البدائل الإبداعية والجمالية.