اتحادية الثقافة والفنون تدين السرقات الأدبية وتعلن:

على المتضررين اللجوء إلى العدالة

على المتضررين اللجوء إلى العدالة
  • القراءات: 440
مريم. ن مريم. ن

أعلنت الاتحادية الجزائرية للثقافة والفنون عن رفضها الشديد وإدانتها التعميم المقصود الذي طال شرف الشاعرات الجزائريات من خلال منشورات فيسبوكية مغرضة، تسيء إليهن وإلى شرفهن، من خلال التشكيك في كتاباتهن الأدبية، والنثرية والشعرية. جاء في بيان الاتحادية: "هذا الاصطياد في المياه العكرة يريد أصحابه أن يطغى على مستوى النقاش الذي انطلق، مؤخرا، حول موضوع "السرقات الأدبية"، وسبل مواجهتها وكبح أصحابها، وهو نقاش مهم بلا شك، نأمل أن يثمر في الأخير بما يخدم الأدب والأدباء، ويعزز حماية حقوق التأليف والإبداع والنشر الورقي والإلكتروني في بلادنا".

كما دعت الاتحادية إلى التصدي لكل محاولات التشويه والقذف في حق المبدعات، مؤكدة أن أبوابها مفتوحة لكل المبادرات الجادة لتطوير هذا النقاش إلى ميثاق أدبي، وجبت صياغته لحماية كتّابنا ـ في مختلف صنوف الكتابة الأدبية والفكرية والنقدية ـ من سطو اللصوص وسطوة المشككين على حد سواء. كما أشار بيان الاتحادية إلى أن لجنة التحكيم التي أعلنت عن نتائج مسابقة "شيرين... قصيدة"، كانت اتخذت قرارها بتتويج 4 شعراء (3 بالعربية وواحدة بالأمازيغية)، بكامل الشفافية التي سمح بها قانون المسابقة الوطنية، والذي اعتمد ترقيم النصوص، وحجب أصحابها، لذا فلا مجال لسحب أي جائزة فاز بها نص من النصوص المعلن عن تتويجها، وقرار اللجنة هنا غير قابل للطعن أو التراجع عنه إلا إذا ثبت بالدليل القاطع، أن أحد النصوص الفائزة هو نص مسروق. وأضاف البيان: منذ الإعلان عن النتائج يوم 18 أوت 2022، لم يتقدم أحد من الشعراء أو غيرهم، إلى الاتحادية الجزائرية للثقافة والفنون أو إلى أحد أعضاء لجنة التحكيم، ببينة تبرر مراجعة النتائج، وسحب الجائزة من أحد المتوجين.

للإشارة، فقد نشرت الشاعرة الجزائرية فاتحة معمري في حسابها على فيسبوك يوم 18 أوت الفائت، تلميحا بسطو الفائزة الأولى شامة درويش على قصيدتها، ولم تقدم دليلا واحدا على صحة ادعائها رغم مرور 15 يوما. وفي هذا فصل البيان: رغم تواصلنا معها واطلاعها على طلبنا منها التعاون لحث لجنة التحكيم على مراجعة النتائج من جديد، اكتفت الشاعرة بالصمت، ورفضت التفاعل مع الاتحادية، التي استخدمت كل سبل الاتصال بها، كالمكالمات الصوتية، والرسائل الهاتفية، والرسائل على تطبيق المسنجر.

ومن جهته، نشر الشاعر الجزائري ياسين بوذراع نوري، مقاطع من مجموعته الشعرية في حسابه على فيسبوك، مشددا على أنه تعرض للسطو والسرقة الأدبية من قبل الفائزة الأولى شامة درويش، وبالتالي وضح أن نصها المتوج ليس معنيا بمجموعته الشعرية التي تعرضت، للأسف، للاعتداء، وأن لجنة التحكيم ليست معنية بمراجعة نتائج المسابقة المعلن عنها يوم 18 أوت، وهي غير مسؤولة عن تصرفات الشعراء خارج مجال المنافسة الشعرية التي انتهت ووزعت جوائزها، ما لم يقع فعل السرقة على أحد النصوص المتوجة.

وعبّرت الاتحادية عن شديد الأسف لما وقع مع الشاعر ياسين بوذراع نوري، مؤكدة تضامنها معه، مستنكرة كل ما يشوّه صورة الشعر في بلادنا، وتدعوه إلى اتخاذ إجراءات صارمة تجاه الجهة المعتدية عليه، بتقديم شكوى لمصالح الديوان الوطني لحقوق المؤلف، واللجوء إلى القضاء إذا استلزم الأمر ذلك. كما ترفع الاتحادية نداء إلى كل ضحايا السرقات الأدبية، لمباشرة إجراءات قانونية تجاه المعتدين على أعمالهم شرط امتلاكهم البيّنة والبرهان.

كما أكدت الاتحادية الجزائرية للثقافة والفنون ضرورة التقيد بقانون العقوبات في معالجة مثل هذه القضايا الحساسة، ناصحة الجميع بالابتعاد عن التشهير والقذف، والمزايدات التي لا لزوم لها، مع حفظ كرامة الأشخاص، وهي أفعال نصحت بتجاوزها، لما لمسته عند بعض المتابعين من اندفاع وتحمس للإثارة، ما قد يؤدي بالجهات المتضررة إلى القضاء. وجاء أيضا: إننا نرفض أن تتحول ظاهرة (السرقة الأدبية) من قضية رأي عام ثقافي تتطلب الحكمة والعمل الواعي لمحاربتها والقضاء عليها، إلى فرصة للسخرية والنيل من شرف الأشخاص، والتشهير بهم بأسلوب قد يسيء إلى المحيطين بهم كالأقارب. وتتوجه الاتحادية إلى الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، بمقترح تنتظر من المهتمين إثراءه، لحماية مبدعينا من السرقات، التي أصبحت تتكرر في الفترة الأخيرة بدون رادع حقيقي لأصحابها.