بادرت فرقة البحث التابعة لقسم "الدراسات الفلسفية في الجزائر"، ممثلة في رئيسها الدكتور ناجم مولاي، مؤخرا، إلى إطلاق إعلان خاص باستكتاب جماعي حول الشخصيات الفلسفية في الجزائر، وهي مبادرة لاقت الدعم والتثمين والتشجيع من الأوساط الأكاديمية، على أمل أن تصبح تقليدا فكريا.

الإعلان موجه لكل من يود المشاركة في هذا الاستكتاب، مع إمكانية التواصل مع الدكتور نجيم، لتزويده بالقائمة التي تم اختيارها من قبل فرقة البحث المسؤولة عن هذا الاستكتاب، فضلا عن ذلك، فإن لكل باحث حرية اختيار الإسم الذي يود الاشتغال عليه.

أشار المنظمون في منشور الإعلان، إلى أنه من باب ثقافة الاعتراف وأخلاقياته، التنويه بالجهود الفكرية والفلسفية التي تبذلها الأسماء البارزة في الساحة الفكرية الجزائرية، والتي أمضت كل حياتها في سبيل دعم البحث العلمي والترقي به إلى منزلة أعلى، ومن منطلق أن العودة إلى الذات والاشتغال عليها تعد محطة أساسية في كل عملٍ يسعى إلى النهوض بحال المجتمع، وتخليصه من التبعية الفكرية لنماذج مغايرة عن واقعه وهمومه، حيث لا زال النظر إلى "الآخر" (الغرب) بوصفه المتوفق والنموذج ، بالتالي مسايرته في كل صغيرة وكبيرة، وأيضا من منطلق أن واقع كل المجتمعات أثبت أن هذا النهوض لن يتِّم ما لم يعرف بأعلامه، وتثمين مجهوداتهم القيمة، وأقل شيء يمكن فعله عن الشخصيات الفلسفية في الجزائر؛ شهادة اعتراف وتقدير وامتنان لها. لئن لم تتمكن الجزائر بعد من إنتاج فلسفة جزائرية خاصة بها، تستجيب لبيئتها الثقافية والتاريخية والاجتماعية، بعيدا عن صدى المذاهب الفلسفية الأوروبية، فقد أنجبت العديد من الفلاسفة الذين أسهموا بدرجات متفاوتة في وضع أسس لفلسفة تحاكي المجتمع.

من بين فلاسفة الجزائر، هناك الراحل مالك بن نبي، أحد أعمدة الفكر النقدي التحليلي، تأثرت فلسفته بالفيلسوف الفرنسي ديكارت، إلا أنه كان له طابع روحاني فلسفي خاص به، ويعتبر سابقة في مجال صياغة النظريات الفكرية الفلسفية، وفي مجالات كثيرة، منها الثقافة والأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع وعلوم أخرى. هناك أيضا الراحل محمد أركون الذي اشتغل بنقد العقل الإسلامي، من خلال دراسة النصوص الدينية وأصول الفقه التي أصلها علماء الشريعة الإسلامية على مدار القرون الثلاث الأولى، التي جسدت حينها، قدرة العقل الإسلامي على التحليل والتفسير والاستقراء والاستنباط. شخصيات فلسفية أخرى بارزة، منها الأمير عبد القادر وحمودة بن ساعي أستاذ بن نبي، وغيرها من الأسماء ماضيا وحاضرا.