طباعة هذه الصفحة

عصّاد : علاقتنا مع المجمع تكاملية وتفاعلية

عصّاد : علاقتنا مع المجمع تكاملية وتفاعلية
الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصّاد
  • القراءات: 896
❊ م.أجاوت ❊ م.أجاوت

أكّد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصّاد، أنّ برنامج عمل هيئته للسنة الجارية 2019، سينصب بشكل خاص على تحسين وتعميم تدريس اللغة الأمازيغية وترقية مستواها بالمؤسّسات التربوية بمختلف الولايات، مع العمل على تخصيص مناصب مالية للأساتذة الراغبين في تدريس هذه اللغة التي تشكّل أحد الركائز الأساسية للهوية الوطنية والتاريخية للأمة التي عزّزها الدستور، مشدّدا على أنّ الارتقاء بهذه اللغة وإعطاؤها مكانتها التي تليق بها، لا يتوقف على جهود الدولة فقط، بل يتوجّب على كلّ المواطنين المشاركة فيه.

أوضح عصّاد في ندوة نشطها أمس الأربعاء بمنتدى جريدة «المجاهد» بالعاصمة، في إطار «منتدى الذاكرة» لجمعية «مشعل الشهيد»، بمناسبة إحياء الذكرى الأولى لترسيم يناير الموافق لـ12 جانفي كعيد وطني ورسمي، أنّ السنة الجديدة 2019 ستكون استثنائية بالنسبة للمحافظة السامية للأمازيغية، من ناحية مواصلة الانجازات وتجسيد المشاريع الرامية إلى تعزيز وتقوية مكانة الأمازيغية بشتى الميادين لاسيما التعليمية والمعرفية، مشيرا إلى أنّ برنامج العمل الجديد للمحافظة، سيستهدف تعميم تدريس الأمازيغية بالمدارس لاسيما الابتدائيات، وهذا بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية، بشكل يسمح لتلاميذ المدارس بالتحكّم الجيّد في دراسة هذه اللغة والاستمرار معها في الأطوار التعليمية الأخرى فيما بعد.

وأضاف، أنّ هذه الإستراتيجية، ستعمل من جهة على التحضير الجيّد للتلاميذ لاستيعابهم لأبجديات هذا الموروث اللغوي وتعميم استخداماته، والسّعي لتعميمه بالمؤسسات التربوية عبر كامل الولايات، خاصة فيما يتعلق بالمناطق غير الناطقة بهذه اللغة، مشيرا في السياق، إلى تعميم تدريس الأمازيغية على مستوى 20 هيئة تدريسية تابعة لقطاع محو الأمية، بالتنسيق مع جمعية «اقرأ»، إلى جانب هيئات التكوين الأخرى.

وثمّن المتحدث بالمناسبة، صدور المرسوم المتعلق بتعيين أعضاء المجمع الجزائري للغة الأمازيغية بالجريدة الرسمية، معتبرا ذلك ثمرة جهود متواصلة لأكثر من 20 سنة من النضال، ومكسبا هاما في سبيل دسترة الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية، موضّحا أنّ العمل ما زال متواصلا وفي حاجة لتثمين أكثر يتطلّب المزيد من الجهود، حيث سيتعزّز ذلك أكثر بتجسيد المجمع الجزائري للغة الأمازيغية على أرض الواقع.

وأكد عصاد، أنّ مهام الهيئة التي يشرف عليها والمجمع «متكاملة وتفاعلية»، معتبرا أنّ ترقية الأمازيغية بكل أبعادها «مهمة ثقيلة»، مشيرا إلى أنه «من الضروري مرافقة واستكمال جهود المحافظة السامية للأمازيغية بمجموعة من المختصين والأكاديميين».

وبعد أن ثمن جهود الدولة وفي مقدمتها رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، لترقية التراث والهوية الأمازيغية، أشار المتحدث إلى أنّ مهمة الترقية التي أوكلت للمحافظة «مهمة ثقيلة وصعبة»، مضيفا أن انشاء المجمع الذيهو هيئة دستورية وأكاديمية، سيسمح بـ»التكفّل بجانب هام يخصّ استحداث اللغة وطريقة كتابتها».

كما أشاد الأمين العام للمحافظة بالقرار المتّخذ من طرف العديد من مؤسسات الدولة والوزارات حول إدراج الأمازيغية في الوثائق الرسمية والدعائم الإشهارية، مذكرا بالتعليمة الأخيرة لوزارة الداخلية حول ضرورة كتابة الأمازيغية أمام واجهات مؤسسات الدولة، وأشار إلى أنّ المحافظة أعدت قاموسا يتضمن أسماء الوزارات والهيئات، كما وضعت رقما أخضر (10-66) لتمكين المواطنين من الاستفسار عن كل ما يتعلق  باللغة الأمازيغية.

ومن جهة أخرى، عبّر الأمين العام للمحافظة عن ارتياحه الكبير لحصيلة نشاط هيئته للسنة المنقضية 2018، واصفا إياها بالناجحة، بالنظر للإنجازات الكبيرة التي ميّزتها في إطار برنامج ترقية وتعزيز استعمال الأمازيغية في الميادين والقطاعات المختلفة، مذكّرا في ذلك، بتعميم الكتابة بالأمازيغية للأسماء والمقررات الرسمية العمومية كالولايات والبلديات ومصالح الدوائر بالتنسيق مع الولاة ورؤساء المجالس الشعبية البلدية والولائية، ناهيك عن إعداد المطويات والمنشورات والكتب والرسائل التي تعرّف بأبجديات الكتابة والنحو والصرف...، مشيرا في ذلك إلى قاموس اللغة واقتراح دار المالية والصرف بالتعاون مع وزارة البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرقمنة، لترويج صور قادة الممالك النوميدية في كثير من الإصدارات كالطوابع البريدية، دون إغفال العديد من النشاط كالندوات والمؤتمرات والملتقيات التي تعنى بالأمازيغية.

وفيما يخصّ إحياء يناير 2969 الذي تحتضنه ولاية الأغواط، أكّد مسؤول المحافظة، أنّ الافتتاح الرسمي سيكون بهذه الولاية، مع برمجة عدّة أنشطة تخصّ الذكرى بالجزائر العاصمة، ليختتم الاحتفال بتلمسان بتنظيم ملتقى دولي حول الفن المعماري الأمازيغي.

وبدوره، تطرّق الأستاذ محمد الهادي حيرش (باحث في التراث التاريخي بجامعة الجزائر) في تدخل له خلال هذه الندوة، إلى البعد التاريخي لـ»يناير» كمفهوم ممارسة تاريخية يتقاسمها المصريون وسكان المغرب العربي والإغريق، ارتباطا بالمواعيد والمواقيت الفلكية ونشاطات الزراعة والفلاحة، مشيرا إلى أنّ يناير متّفق عليه على أنّه ينقسم لقسمين (ين) وتعني أوّل، و(أير) أي الشهر ما يعطي في الأخير «أول الشهر» وهو يوم مصادف لـ 12 جانفي كل سنة يحتفل به كشكر للخالق على الخيرات والمحاصيل التي تم جنيها بعد موسم الحرث والبذر.

 

 

 

—-