"مبدعات عربيات" يعود في جزئه الثاني

عزوز عقيل يواصل إشعال الشموع

عزوز عقيل يواصل إشعال الشموع
  • 136
 ل. د ل. د

مرة أخرى، يطل الشاعر والناشط الثقافي عزوز عقيل، على القارئ العربي بعمل جديد، عنوانه "مبدعات عربيات ـ الجزء الثاني"، والذي سيصدر عن دار" فهرنهايت"، قريبا. علما أن هذا الكتاب ليس مجرد حوارات، بل هو جسر ممتد على امتداد أكثر من عشرين عاما من الإصغاء، البحث، والرصد المحب لصوت المرأة العربية المبدعة، في زمن كثيرا ما حجب عنها الضوء. 

صدر كتاب "مبدعات عربيات" بمقدمة للكاتب والشاعر نور الدين طيبي، جاء في بعضها، أنه سيرا على روح إشعال الشموع، بدلا من لعن الظلام، ودحضا لتعميم آفك وجارح على أن الفضاء الثقافي العربي يقصي المرأة المبدعة، ويغمطها حقها في الوصول إلى المتلقي، وتبوئها المكانة الإبداعية التي تستحقها، انبرى الشاعر الكبير عزوز عقيل والناشط الثقافي، وهو العارف بالمشهد، في متابعة متأنية ورصد امتد لأكثر من عشرين سنة، للتعريف بالمبدعات العربيات وتمكينهن من تقديم أنفسهن ورؤاهن للقارئ، في حوارات تشكل متكئا للاقتراب من منجزهن الإبداعي ومن مكنونات ذاتهن المبدعة، في شفافية تضاف إلى شفافية عملهن الإبداعي، وجهدهن المنافح عن الثقافة العربية.

وأضاف طيبي، أن الجزء الأول لكتاب "مبدعات عربيات"، الذي صدر عن دار "يسطرون" سنة 2019، أشعل شموعا ظهرت بها كوكبة من المبدعات المتلألئات في السماء العربية، ليكون رواج الكتاب وصداه الإيجابي دحضا رديفا وسندا محفزا، يضرب مرة أخرى الحكم السلبي على إبداع المرأة. وتابع أنه، من الجميل أن يكون التنكير في عنوان الكتاب حاملا معنى التعريف كفعل، وتنبيها لوجود مبدعات أخريات يزخر بهن المشهد الإبداعي العربي، ينتظر من المهتمين القيام بواجب إزاحة الستار عن تجاربهن وعوالمهن. مضيفا أنه انتظار لا استكانة ولا صخب فيه، وقد أنصف الإبداع والإنجاز والحركية الثقافية على مشارب الشكوى والخمول.

وأشار طيبي، إلى أن هذا الكتاب هو محطة ثانية، يقف فيها الشاعر عزوز عقيل عندها، ليفتح كوة أخرى، تسمح لكل المهتمين بالاطلاع على مجموعة أسماء لمبدعات عربيات، نتعرف من خلال حوارات معهن على متكئات ثقافية ومعرفية ووجدانية لإبداعاتهن في مجال الكتابة بتنوعاتها، ومجالات أخرى تشكل معينا للثقافة وإشعاعها.

واعتبر طيبي أن هذا الكتاب، هو بمثابة نافذة أخرى، نطل بها على أسماء وازنة في العالم العربي وفي المهجر، وهي نافذة لا بد منها لكل من يريد إضافة لمعلوماته، واطلاعه على حقيقة الإبداع والفعل الثقافي النسوي العربي. كما أنه عبارة عن حلقة جديدة في سلسلة التعريف الحميمي، بالتجارب الإبداعية لنون النسوة العربي، والتي نأمل أن تستمر لنتعرف على أسماء أخرى وتجارب أخرى، لتنفتح رؤيتنا أكثر إلى حقيقة الكتابة النسوية على العموم، والعربية على الخصوص، ولنقترب أكثر من تفاصيل المشهد الثقافي العربي، ومنجزه الإبداعي.

للإشارة، يحتوي الكتاب على مجموعة من الحوارات لمبدعات عربيات وجزائريات، كالمبدعة الجزائرية نصيرة محمدي، الشاعرة جميل كلال، الروائية خيرة بوخاري، الشاعرة نورة توامي، الشاعرة زهرة بلعاليا، الشاعرة اليمنية عائشة المحرابي، الشاعرة العراقية ورود الموساوي، وغيرهن من الشاعرات والكاتبات.