اختتام "المعرض الدولي للموسيقى العربية من الأصوات إلى النوبة" بقسنطينة

عروض موسيقية وندوات وتكريم للشيوخ

عروض موسيقية وندوات وتكريم للشيوخ
  • القراءات: 885
مريم. ن مريم. ن

تختتم نهاية الأسبوع الجاري، فعاليات "المعرض الدولي للموسيقى العربية من الأصوات إلى النوبة" بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، وسيتم بالمناسبة تنظيم العديد من النشاطات المتمثلة في إقامة محاضرات علمية وتكريمات خاصة بشيوخ مختلف المدارس الجزائرية وكذا عروض فنية متنوعة تحييها فرقة الرشيدية من تونس والجوق الجهوي القسنطيني. المعرض "من الأصوات إلى النوبة"، المنظم في إطار تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لعام 2015" من طرف قسم التراث اللامادي والفنون الحية، أبرز مسارا رائعا عمره ثماني مئة سنة من إبداعات الموسيقى العربية. 

معرض ضخم يحكي تاريخ الموسيقى من الحجاز إلى الأندلس، ثم المدارس المغاربية الأندلسية العربية في فضاء تفاعلي غني بالألوان. يحتل المعرض كامل بهو قصر الثقافة، يحط فيه الزائر بأرض الحجاز كأول محطة، بها مجموعة ثرية من الوسائل السمعية ـ البصرية وصور البدو على مقاطع موسيقية لهؤلاء الرحل يقوم على إيقاعات حركات الجمال. تحضر بالمعرض دمشق الفيحاء بقصورها الأموية ومنها إلى بغداد في العهد العباسي مع الموصلي الذي يعد أول مدرسة للموسيقى العربية والعزف والمقامات وبألحانه التي تعدت الـ900 لحن.  يدخل الزائر أيضا الفردوس الضائع (الأندلس) تحديدا إلى قرطبة ليجد زرياب في استقباله بموشحاته وزجله ضمن نظام النوبة.

تتواصل الجولة بالمغرب العربي ويكتشف الزائر بالمناسبة عملية نسخ نوبات المدارس الجزائرية للموسيقى الأندلسية. بالنسبة للإختتام، فسيتضمن محاضرات علمية حول موضوع "نسخ الموسيقى في المغرب العربي"، وستقام مائدة مستديرة تكريما للشيوخ، علما أن التظاهرة كرمت منذ انطلاقتها 25 شيخا من مختلف المدارس الموسيقية الجزائرية، إضافة إلى برمجة عروض فنية تحييها فرقة الرشيدية التونسية بقيادة الأستاذ زميت نبيل، والجوق الجهوي القسنطيني بقيادة سمير بوكريديرة مع المطربين عباس ريغي وحمدي بناني.

للإشارة، فإن الانطلاقة ستكون يوم الخميس 12 نوفمبر من خلال محاضرات ينشطها أساتذة منهم سياري علي، الباحث بمركز الموسيقى العربية والمتوسطية (النجمة الزهراء) بتونس الذي سيتناول نشأة التدوين الموسيقي ببلاده منذ القرن الـ19 من خلال خصائصه وإشكالياته، مستعينا بمخطوط المدرسة الحربية بباردو، وسيتحدث عن ملامح المشهد الموسيقي بتونس خلال القرن الـ19 مع الاستشهاد بالتحليل الهيكلي لمدونة رصد الديل الواردة بمخطوط المدرسة الحربية وتحديد بنية المالوف وخصائص ومزايا التدوين وكذا صعوبته حين تكون الممارسات الموسيقية شفوية. أما الباحث المستقل، طوايبية يوسف الذي يشتغل في الميدان منذ 20 سنة ومهتم بالنوبة الجزائرية، فسيقدم مداخلة عنوانها "نوبة خارج المتناول" يعود من خلالها إلى قرنين ماضيين وحصيلة مختلف التجارب الكبرى في التدوين، مع تناول مسألة الترميم والترقية لهذا التراث، وستؤطر هذه الجلسة العلمية الأستاذة فزيلات ديف.

بالنسبة للتكريمات، سيتم تحت عنوان "شيوخ قسنطينة لفجر الاستقلال" تكريم رحماني صالح وبهلول مولود وبن حمود محمد وفنيخ العيد ومحمد الشريف ورحماني الهادي وفرقاني سليم وكذا تكريم العائلات المساهمة في معرض الموسيقى وعلى رأسها علي خوجة الصديق وداود صالح عن عمار بوحوالة وخوذير بن راشي ومريم بوكرطوسة ورشيد بوخويط وبسطانجي وغيرها كثير. تكرم أيضا نخبة من العازفين منهم بن شريف عبد الرحمن وجزار عبد المجيد وشرواط محمد وبن سقني عمار وغيرهم. وفي مساء ذات اليوم، سيكون الموعد مع حفل تحييه "الرشيدية" التونسية التي تنشط منذ سنة 1934 وستقدم نماذج من المالوف التونسي.

تختتم فعاليات "المعرض الدولي للموسيقى العربية من الأصوات إلى النوبة" في اليوم الموالي بحضور محافظ التظاهرة، وسيتم فيها إقامة المائدة المستديرة السادسة للمعرض الخاصة بشيوخ قسنطينة، بتأطير من الباحث حسين بخوش، ثم يقام مساء ابتداء من السادسة حفلا ينشطه الفنان عباس ريغي وسيكرم خلالها هذا الفنان رفقة شيوخ المدارس الجزائرية منهم الحاج الغافور والصادق بجاوي وبوكلي حسان وحسن العنابي. الحفل الموسيقي الثاني سيكون من إحياء الفنان حمدي بناني، وبه ستختتم هذه التظاهرة الهامة التي كانت قد انطلقت في 12 ماي الفارط.