معرض الصحراء الجزائرية بباريس

عرق ممتدّ عبر مدارات الزمن والجيولوجيا

عرق ممتدّ عبر مدارات الزمن والجيولوجيا
  • القراءات: 386
مريم. ن مريم. ن

يحتضن المركز الثقافي الجزائري بباريس، من 23 سبتمبر وحتى  15 أكتوبر 2022، معرضا خاصا بالصحراء الجزائرية حيث سيكتشف الجمهور الزائر روعة هذه المناطق التي سحرت أعين العالم، وستقدّم نماذج مختلفة من ثقافة وعادات وتقاليد التوارق، كما سيكون هناك فضاء مواز خاص بمنطقة بني عباس يرى فيه الزوّار صورا فوتوغرافية حية توثّق لجمال وسحر الطبيعة والتراث الضارب في عمق الإنسانية والذي لا مثيل له في مكان آخر.

تمثّل الصحراء أكبر مساحة رملية في العالم وتتميّز الصحراء الجزائرية بكونها مترامية الأطراف تمتدّ في حدودها مع عدّة دول افريقية، والمعروف أنّ ظاهرة التصحّر فيها تجاوز ألفي سنة من العمر الجيولوجي، وكان لذلك التحوّل ظواهره البيئية والمناخية، وأهم ما يجذب الزائر الغريب عن المنطقة هو ذلك السكون الذي يسحر كلّ من يخترق هذا العالم الشاسع اللامتناهي. تستعرض خلال فعاليات هذا المعرض حياة التوارق عبر الزمن، وكيف استطاعت القبائل التأقلم مع هذه البيئة الصحراوية القاسية، وتدعو جمعية "تاتريت" الجمهور الزائر إلى اكتشاف الكنوز الثقافية للصحراء الجزائرية مع عرض أبحاث ميشال فالي الذي جمع طوال 50 سنة وثائق وأرشيفا خاصا بالتوارق منه اللغة المحلية، كما تعرض أيضا مجموعة من القطع الفنية للمنطقة يقدّمها جون بورنار.

الشق الثاني من المعرض يحمل عنوان "لحظات ببني عباس" ويتضمّن صورا فوتوغرافية من توقيع شهيناز بن محمد المتخرّجة من معهد التصوير الفوتوغرافي بمونريال بكندا سنة 2015، إلى جانب اختصاصها في مجال الانثروبولوجيا الاجتماعية، لذلك أنجزت الكثير من الوثائقيات المصوّرة التي تبرز الخصوصيات الثقافية والاجتماعية المحلية، واستطاعت في ذلك أن تجمع بكفاءة بين فن التصوير والانثروبولوجيا ليكونا أداة بحث واستكشاف وتوثيق، وقد قدّمت المصورة بن محمد بورتريهات لسكّان الساورة وليوميات الصحراء، وإبراز مدى التقاء التراث والتقاليد بالحداثة.

تبقى تاغيت المدينة الواحة الواقعة في منطقة الساورة جنوب غرب الجزائر، وتعدّ من أهم المحطات السياحية في الصحراء خاصة في فصلي الشتاء والربيع. وتقع في وادي زوزفانة الذي يمتد بجانب ثاني أكبر عرق للكثبان الرملية، وتوصف تاغيت بجوهرة صحراء الجزائر التي تتمتّع بجمال الواحات المحفوفة بالنخيل والكثبان الرملية الشاهقة، وبتنوّع طبيعي ممتدّ منقطع النظير. وتحتضن بني عباس العديد من مناطق الجذب السياحي كقصر الواحة التاريخي ومتاحف متنوّعة تسرد حكايات عن المنحوتات الصخرية والثورة الحيوانية والنباتية.