العرض الشرفي لفيلم "عملية مايو"

عرفان لمناضل سقط في ساحة الشرف

عرفان لمناضل سقط في ساحة الشرف
  • القراءات: 1616
مريم/ن مريم/ن
تم أول أمس بقاعة ابن زيدون عرض فيلم طويل للمخرج عكاشة تويتة بعنوان "عملية مايو"، وهو من إنتاج الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي والمركز الوطني للسينما والسمعي البصري، أما المنتج المنفذ، فهو "لونجة" للإنتاج. يتناول هذا الفيلم الروائي عن الفدائي ذي الأصول الفرنسية، هنري مايو والمولود بالجزائر سنة 1928 قصة هذا المناضل بالحزب الشيوعي الجزائري الذي يهرب من صفوف الجيش محملا بالأسلحة بهدف مساندة الثورة بضواحي البليدة، حيث كان ينشط على ضفة وادي الشلف ويحاول إيجاد اتصالات رسمية مع جبهة التحرير رفقة بعض زملائه في الحزب.. وهكذا تمكن عشرة من أعضاء حزبه مسلحين ومدربين من الانضمام إلى الثورة، بعدها اختبأ هنري في عدة أماكن من الجزائر إذ كان مطاردا من طرف الجيش الفرنسي ورجال الباشاغا بوعلام.
قتل هنري سنة 1956 مع أربعة من رفاقه ومن بينهم موريس لابون، المحارب القديم في حرب إسبانيا، إلى جانب الجمهوريين والناجين. وقبل وفاته، كتب مايو في رسالة بعثها للصحافة ونشرتها جرائد باريسية "لست مسلما ولكنني جزائري من أصول أوروبية، أعتبر الجزائر وطني، وعلي أن أقوم نحوه بكافة واجباتي كباقي أبناء الجزائر، من خلال تزويد المحاربين الجزائريين بالأسلحة التي يحتاجونها في كفاحهم التحرري.. إني واع كل الوعي بأني بهذا الموقف أقدم مصالح بلدي وشعبي". للإشارة، فإنه مع بداية عام 1956 كان جيش التحرير الوطني يعاني في الجبال من نقص السلاح، فقام هنري مايو - الذي كان آنذاك ضابط صف بالجيش الفرنسي - وبموافقة الحزب الشيوعي الجزائري بتحويل شاحنة أسلحة وذخائر يوم 4 أفريل، أي شهرا قبل التحاقه بجبال الونشريس.
وأسس هنري مايو رفقة مجموعة صغيرة ما عرف بـ”مقاتلين من أجل التحرير" بجبال الونشريس لتنضم إليها مجموعات أخرى من تلمسان والأوراس قصد تشكيل النواة الأولى للمقاتلين الشيوعيين. وبعد القيام بالعديد من التفجيرات والعمليات التخريبية، تم إيقاف هنري مايو ورفاقه من قبل حركى تابعين لباشاغا بوعلام قبل أن يسقط في ميدان الشرف في 5 جوان 1956 بغابة بني بودوان بولاية الشلف ليعرض جثمانه الملطخ بالدماء فيما بعد ولعدة ساعات بساحة بلدة لامارتين (الكريمية حاليا). للتذكير، فقد انطلق العمل في هذا الفيلم عام 2012 بمناسبة خمسينية الاستقلال، وتم تصوير المشاهد في عدة مناطق بالجزائر العاصمة، عين الدفلى والشلف.
كتب سيناريو الفيلم السينمائي الجزائري، عكاشة تويتة والسيناريست الفرنسية ناديا شار باتفاق، وأدى أدوار الفيلم كل من مارتا بوتار، مناد مبارك، ماثيو بريون، عماد بن شني وميلود خطيب. ولا يزال اسم هذا المناضل راسخا في الذاكرة الثورية الجزائرية ولا زالت روحه تكرم وتوضع باقات الورد على قبره بالمقبرة المسيحية بالمدنية بحضور الجزائريين الذين يعترفون إلى اليوم بفضله ويطالبون بإطلاق اسمه على الأماكن والمؤسسات الرسمية.