تكريم نوال زعتر وشلوش بالمسرح الوطني

عرفان لمن صنعوا زمن الفن الجميل

عرفان لمن صنعوا زمن الفن الجميل
  • القراءات: 673
مريم. ن مريم. ن

كرمت جمعية "الألفية الثالثة"، أول أمس، الفنانين القديرين نوال زعتر وعبد النور شلوش، عرفانا بمشوارهما الثري الذي جعل الجمهور يتوافد على قاعة المسرح الوطني "محي الدين بشطارزي"، وتكتظ به كل الشرفات، متابعا مراسم التتويج، ومستمتعا بالفقرات الغنائية المنوعة، في جو عائلي حميمي، جعل أغلبية الحضور مصرا على البقاء إلى غاية انتهاء هذا الموعد الناجح بامتياز.

قبل انطلاق الحفل، دعا منشط الحفل محسن الحضور (أغلبه من العائلات) إلى الوقوف دقيقة صمت وترحم على ضحايا زلزال تركيا وسوريا، فيما دخل الفنانان المكرمان على أنغام "الزرنة" ليجلسا معا في ركح القاعة. وقدم محسن مرتديا برنوسه الأبيض، نبذة عن حياة الفنانين، اللذين لهما مكانة راسخة في المشهد الفني الجزائري، سواء في الإذاعة أو التلفزيون، وكذلك في المسرح والسينما، مما جعل شهرتهما لا تنطفئ.

شاركت في الحفل، أسماء فنية ثقيلة، تجاوب معها الجمهور، كان أولها الفنان العاصمي توفيق عون، الذي قدم بصوته المجلجل باقة من روائع أغنيات الزمن الجميل، بدأها بوصلة أندلسية، ثم مختارات من أغاني الراحل قروابي؛ "البارح كان في عمري 20" و"ألو ألو"، واختتم فقرته بأغنية طلبها منه الجمهور الحاضر، هي أغنية "يا راضية" للفنان سامي الجزائري، بعدها دخل الفنان المغرد بالمقامات عبد العزيز بن زينة، الذي حيا الفنانين الصديقين نوال وعبد النور، اللذين كانا يتجاذبان الحديث ويستمعان للمطربين ويبادلانهم التحية، لينادي شلوش بن زينة بالبلبل، وقبلها عبر الجميع عن إعجابهم بفستان السيدة نوال زعتر، فوقفت لتعرضه وتقول إنه من منطقة أولاد نايل. وهدأت القاعة لتستمع لموال من طرب المالوف مع بن زينة، ليطالبه بعدها الجميع ببعض أغانيه، منها "ما تخليني يا نوال"، التي أهداها للمكرمة، ثم "سارة" وغيرها.

جاء بعدها دور الأغنية القبائلية مع فلة بلالي، التي غنت بإحساس عال، ثم أدت بعضا من أغنيات التراث القبائلي ذي الإيقاع الخفيف، الذي تراقص على أنغامه الحضور. وصعد المنصة الفنان سيد علي بن سالم، رئيس جمعية "الألفية الثالثة"، مباركا هذا الحضور الذي كاد أن لا يترك مكانا شاغرا (خمسة وخميس)، مما يشجع الجمعية على المزيد، وقال إن هذا التكريم هو 169 من التكريمات التي طالت فناني الزمن الجميل، الذين كان حضورهم راسخا وأعمالهم باقية ومطلوبة إلى اليوم، معلنا عن أن التكريم  القادم سيكون يوم 18 مارس المقبل، مع الفنانة فريدة كريم والمنشط الفنان جلال شندرلي. تحدث بن سالم مباشرة إلى جمهوره، مبلغا إياه وكذا السيدة نوال، رسالة من فنانة كبيرة غابت عن الأضواء لعقود، وتشتاق إليه، وقبل أن ينطق اسمها، أسمع الجمهور تسجيلات لبعض أغانيها، فعرفها الحضور مباشرة، وهي السيدة ثلجة التي تفرغت لأبنائها الذين أصبحوا اليوم إطارات، وقال بن سالم، إنه سيكرمها في الأشهر القادمة بحول الله. 

انطلقت مراسم التكريم، ليتوج رئيس الجمعية السيدة نوال زعتر بميدالية ودرع ذهبيان، فيما ألبستها الفنانة بهية راشدي برنوسا مطرزا، مما جعل نوال تتحدث بتلقائية كعادتها وتشكر الجميع، ثم كرم بعدها عبد النور شلوش الملقب بالفارس، بميدالية ودرع قدمهما له السيد عبد الحميد شردود، ممثلا للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وألبس الممثل فؤاد زاهر شلوش البرنوس، وفي كلمته حيا الفنان المكرم صديقه في القاعة فوزي شلوش، الذي هو ابن شهيد سقط والده في منطقة البيض، مثله هو تماما الذي استشهد والده في ساحة الشرف، بالتالي من واجب الأجيال أن تكرم وتستحضر دوما تضحيات الشهداء، كما أوصى بالجزائر خيرا، شاكرا الحضور، منهم الفنانين الذين كان منهم أيضا المخرجة باية الهاشمي.

استكمل الحفل بفقرة مع المطربة بريزة السطايفية، التي أدت بعضا من التراث النايلي، كما راحت تنشر أجواء من الطرفة مع المكرمين والجمهور، إلى أن فاجأها السيد بن سالم بتكريم زوجها عبد القادر تاجر، الذي مرت منذ أيام ذكرى رحيله الرابعة، وهو الذي كان مبرمجا للتكريم، لكنه توفي قبل يومين من التكريم، مما جعل أرملته تتأثر وتذرف الدموع وهي تتسلم الدرع والميدالية. ليختتم الحفل مع الفنان سليم هليل مع باقة من المختارات.