في ذكرى فيرجيس وجونسون

عرفان لمن دافعوا عن القضية

عرفان لمن دافعوا عن القضية
  • القراءات: 1096
مريم. ن مريم. ن

استحضرت الجزائر، مؤخرا، ذكرى المناضلين الراحلين فرجيس وفرنسيس جونسون، وما قدماه للثورة الجزائرية من سند ونضال؛ ما مكنهما من أن يبقيا في الذاكرة الوطنية متوجين بالعرفان.

عادت الذكرى الـثامنة لوفاة المحامي جاك منصور فيرجيس صديق الثورة التحريرية الجزائرية، المناضل المناهض للاستعمار والمحامي البارز، الذي ترك بصمته في تاريخ المحاماة، وقدّم إسهاما قيما لكفاح تحرير الجزائر.

وُلد فرجيس في مارس 1925، وتوفي في 15 أوت 2013 بعد 88 عاما قضاها في المحاكم، مدافعا عن قضايا كثيرة، أشهرها الثورة الجزائرية.

ولمع نجم جاك فرجاس في خمسينيات القرن الماضي، واستمر إلى غاية وفاته. وكانت القضية التي زادت في شهرته، وقتها، دفاعه عن أيقونة الثورة الجزائرية، المقاومة جميلة بوحيرد، والتي تزوجها، لاحقا، وأنجبت له طفلين؛ إلياس ومريم.

وفي سنة 1957 ألقت السلطات الاستعمارية الفرنسية القبض على جميلة بوحيرد، ونقلتها إلى فرنسا لمحاكمتها. وصدر حكم بإعدامها سنة 1958. وهنا قرر فرجاس المرافعة عنها، وهو موقف فاجأ كثيرا من الفرنسيين والجزائريين أيضا.

وبعد الإفراج عن جميلة قال فرجيس للصحفيين: "لو أُعدمت جميلة كنت سأقتحم مكتب الجنرال ماسو أو بيجار وأقتلهما. لم أكن أتصور موتها، فحياتها هي التي جعلتني اليوم متصالحا مع نفسي". ومكافأة له على موقفه، مُنح فرجيس الجنسية الجزائرية، وتزوج بعد ذلك جميلة بوحيرد، وكان ناشطا في الحزب الشيوعي الفرنسي، الذي كان مؤيدا لاستقلال الجزائر. ويُقال إنه أسلم قبل زواجه من جميلة، وحمل اسم منصور.

وأصدر فرجيس كتاب "من أجل جميلة"، سرد فيه نص محاكمتها كاملا، وعرض تقارير طبية تبين تعذيبها بوحشية من طرف جنود الاستعمار الفرنسي خلال فترة اعتقالها في الجزائر أو بعد نقلها للمحاكمة في فرنسا.

وتزوج فيرجيس بجميلة بعد استقلال الجزائر سنة 1962، واختار المكوث في الجزائر، وعمل إلى جانب زوجته في مجلتي "العالم الثالث" و"الثورة الإفريقية" اللتين كان يصدرهما حزب جبهة التحرير آنذاك. وتمر أيضا الذكرى 12 لوفاة صديق الثورة الجزائرية فرنسيس جونسون الذي رحل في أوت 2009.

فرانسيس جونسون فيلسوف فرنسي كان مديرا لمجلة "الأزمنة الحديثة"، ألّف مع زوجته السيدة كوليت، كتابا بعنوان "الجزائر الخارجة عن القانون" عام 1955. وقد سبق قبل تأسيسه شبكة الدعم، أن قدّم خدمات لجبهة التحرير الوطني مع بداية عام 1956. كان أول فرنسي عارض سياسة بلاده العدوانية في الجزائر؛ مما دفعه إلى تنظيم شبكة دعم قوية في فرنسا وأوروبا خدمة للقضية الجزائرية، وهي الشبكة التي عُرفت باسم "حاملي الحقائب" عام 1957. ونظرا لخطورة هذه الشبكة التي كان يقودها على المصالح الفرنسية، كان عرضة لمضايقات الشرطة وملاحقتها له خاصة عام 1960؛ حيث أصدر كتابا تحت عنوان "حربنا". كما قام بتأسيس جبهة أطلق عليها اسم جبهة دعم الثورة الجزائرية، وكان ذلك عام 1961.

وأصدرت إحدى المحاكم الفرنسية في حقه حكما بعشر سنوات سجنا نافذا غيابيا، كان ذلك في أكتوبر 1960. وقد مسه العفو العام الذي أصدرته السلطات الفرنسية في سنة 1966.