عولمي يشكر الرئيس على النصب التذكاري

عرفان للمنفيين ضحايا جرائم العار الممنهجة

عرفان للمنفيين ضحايا جرائم العار الممنهجة
المخرج السعيد عولمي
  • القراءات: 1487
مريم. ن مريم. ن

شكر المخرج المعروف السعيد عولمي، أول أمس، رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، على إشرافه مؤخرا، على تدشين نصب تذكاري خاص بالجزائريين المنفيين إلى كاليدونيا الجديدة، إبان فترة الاستعمار الفرنسي، معتبرا ذلك، تثمينا لتضحياتهم وعرفانا لتاريخهم، كما تمنى أن يحظى أحفاد هؤلاء المنفيين بالمزيد من الاهتمام، خاصة فيما يتعلق بجوازات السفر الجزائرية.

إثر تدشين النصب التذكاري للمنفيين من طرف رئيس الجمهورية، طالب بعض المؤرخين والنشطاء، المخرج عولمي، بتقديم أعمال أخرى عن تاريخ المنفيين الذي لا زال محل بحث، وفي هذا المضمون، دعت المحامية والناشطة في مجال التاريخ، فاطمة الزهراء بن براهم، المخرج، إلى تخصيص أعمال عن المقاومة الشعبية، خاصة منها مقاومة المقراني، حيث تمنت أن يفتح المخرج ملف المحاكمات الجائرة التي جرت ضد المقاومين بمحكمة قسنطينة، التي لا زالت جدرانها شاهدة على ذلك العار، الذي سبق عمليات النفي الممنهجة، وقالت "السيد عولمي يعرفك جمهور الباحثين، وكل المؤرخين مستعدون للتعاون معك من أجل إنجاز هذا الفيلم".

أبرز المخرج السعيد عولمي في فيلمه الوثائقي "شهود الذاكرة.. منفيو كاليدونيا الجديدة"، عن الجزائريين الذين نفتهم فرنسا الاستعمارية إلى كاليدونيا الجديدة، قسوة قانون النفي الذي يعتبر جزءا من ترسانة القمع التي سنها المستعمر ضد الجزائريين. كان الترحيل الإجباري إلى جزيرة كاليدونيا الجديدة من 1864 إلى 1897، على ضوء قانون النفي الصادر في 1854، وهو من القوانين الفرنسية التي قننت القمع تماما، مثل قانون "الأنديجينا" المعروف بلائحة "كريميو" وكذا قانون التجنيد الإجباري.

اجتهد المخرج عولمي وساهم في رجوع أحفاد المنفيين إلى أرض الوطن، مع مرافقتهم إلى مسقط رأس أجدادهم، بدعم من وزارة المجاهدين، علما أن الفيلم الوثائقي أحدث ضجة كبيرة داخل وخارج الوطن عبر كل أجزائه، وكشف عن أن فرنسا اختارت أماكن بعيدة (22 ألف كيلومتر) يستحيل العودة منها إلى أرض الوطن، وانتهجت سياسة المسخ الثقافي واحتقار الجزائريين بسلبهم حق الارتباط بأرضهم وتاريخهم.

للإشارة، تؤكد كل الدراسات أن رحلة المنفى تمت في ظروف لاإنسانية، حيث وضع المنفيون داخل أقفاص حديدية ضيقة، يعجز الفرد فيها عن الوقوف، مما تسبب في وفاة عدد كبير من الرجال، ألقي بهم في البحر دون رحمة. كما قامت فرنسا الاستعمارية بتقسيم الجزائريين إلى مناطق متفرقة، مثل جزيرة الصنوبر التي خصصت للمقاومين والثوار، مثل أتباع المقراني الذين لم يتمكنوا من العودة إلى أرض الوطن إلا بعد 1904، فيما أجبر آخرون على الاستقرار في أراض جديدة، مع مرحلين فرنسيين صنفوا آنذاك ضمن مرتكبي الشغب والجريمة.

للتذكير، فقد أشرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، هذا الأسبوع، على تدشين جدارية بساحة "الشهيد بوجمعة حمار"، تخليدا لذكرى الجزائريين الذين قام الاستعمار الفرنسي الغاشم بنفيهم إلى مناطق عديدة بأقصى الأرض. ويمثل النصب التذكاري في حشد من أبطالنا، يساقون إلى السفينة وصوت الجلاد يدفعهم إلى الركوب، رغم أنفهم.