المخرج صالح بوفلاح لـ»المساء»

عرض وثائقي «تادلس» يوم 5 جويلية المقبل

عرض وثائقي «تادلس» يوم 5 جويلية المقبل
المخرج صالح بوفلاح
  • القراءات: 904
حنان. س حنان. س

كشف المخرج صالح بوفلاح عن أنّ عمله الوثائقي «تادلس» سيعرض لأول مرة في الخامس جويلية القادم بكل من العاصمة، بومرداس ودلس بمناسبة إحياء عيدي الاستقلال والشباب، مبرزا أن الوثائقي قد دخل حاليا مرحلته الأخيرة من خلال الترجمة الخطية إلى اللغة الفرنسية. وهو وثائقي من 95 مشهدا استنجد فيه بـ72 ممثلا ويدوم عرضه ساعة و30 دقيقة بتكلفة إنجاز قاربت 10 ملايين دينار.

قال صالح بوفلاح إنّ الكثير من الصعوبات حالت دون إكمال وثائقي «تادلس» في أجاله المحددة وبالتالي تأخر عرضه في مناسبات وطنية سابقة، ولعل أهم تلك الصعوبات تتلخص في محاولة «إنتاج عمل ذي جودة تفوق الإمكانيات»، ناهيك عن الصعوبات الأكاديمية بالنسبة لجمع المادة التاريخية من مصادرها الموثوقة سواء بالجزائر أو بكل من ايطاليا واسبانيا واسطنبول على اعتبار وجود أرشيف يوثق لمراحل تاريخية عديدة بالجزائر، إضافة إلى نقص الإمكانيات المادية التي اعتبرها قليلة بالنظر لحجم العمل، وكشف المتحدث في هذا السياق عن عمل جديد يوثق لإحدى المراحل التاريخية بولاية بومرداس هو الآن بصدد التفكير في انجازه مباشرة بعد عرض «تادلس».

و»تادلس» وثائقي يعرض في ساعة ونصف من الزمن، يسلط الضوء على مدينة دلس العريقة ومعالمها التاريخية لاسيما منارة بن غوت والقصبة العتيقة وغيرها، عبر تصوير المشاهد الطبيعية الخلابة التي تزخر بها المنطقة باستعمال تقنية ثلاثية الأبعاد. وحسب بوفلاح، وهو كاتب سيناريو الوثائقي ومخرجه، فإنّ العمل يبرز الشعار الحقيقي الذي التصق بولاية بومرداس لأجيال طويلة بكونها «منارة الحضارات» من خلال تناول الوثائقي لأهم الحقب التي عرفتها المنطقة من العصور الجيولوجية إلى العصر الحالي، بما في ذلك الفترة الإسلامية التي شهدت خلالها تادلس ازدهارا كبيرا استمر من بداية العهد الحمادي إلى غاية سقوطها على يد الاحتلال الفرنسي.

يوضح بوفلاح متحدثا كذلك عن تناول الوثائقي لتمركز الإنسان في هذه المنطقة الجغرافية من شمال إفريقيا، وحديث عن أهمية المدينة في التبادلات التجارية، واهتمام آخر بالإنسان وطريقة العيش من خلال تسليط الضوء على الأحياء والبنايات القديمة. كل هذه المعلومات قال المخرج إنها أشبه بعمل أكاديمي مطول، قد تم مع باحثين في التاريخ من الوطن إضافة إلى استلام بعض الوثائق من متحف «بواطو» بايطاليا، معربا عن أسفه لكونه لم يتمكن من الانتقال إلى هناك والبلدان المذكورة للتقصي والاطلاع على الأرشيف لنقص الإمكانيات «رغم ذلك أنا جد راضٍ على العمل»، يقول المخرج متحدثا عن كون السيناريو به 95 مشهدا وأنه تم الاستنجاد بـ72 ممثلا و10 دكاترة في التاريخ «لتحقيق عمل جيد»، علما أن التكلفة المالية لـ»تادلس» فاقت 9 ملايين دينار.

هذه التجربة التي حققها صالح بوفلاح من خلال وثائقي «تادلس» جعلته يفكر في إنجاز عمل مماثل، ويتعلق الأمر بانجاز وثائقي «تنس» المدينة العريقة بولاية الشلف دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل، إلى جانب إنجاز وثائقي آخر عن المواقع الأثرية بولاية بومرداس من منطقة اعفير إلى جبال عمّال، حيث قال إنّ هذه المنطقة تزخر بشواهد أثرية وتاريخية كبيرة تبقى طيّ النسيان، ولكنه ربط إنجاز ذلك بتوفر الإمكانيات المادية، لاسيما وأن بومرداس لها إرث ثقافي وتاريخي كبير أبعد بكثير من مرحلة احتضانها لمقر الحكومة المؤقتة.

«واقعة الشهداء» يبحث عن تمويل

كما تحدث صالح بوفلاح عن إنتاجه وإخراجه فيلم تاريخي يروي فصول «واقعة الشهداء» بمنطقة بغلة بمنطقة برج منايل شرقي ولاية بومرداس، وقال إنه قد فرغ مؤخرا من كتابة السيناريو الذي يحصي 130 مشهد، مبرزا بأنه في انتظار التأكيد التاريخي للأحداث للانطلاق في عملية الكاستينغ، حيث يريده وثائقيا بمستوى وثائقي «تادلس» متحدثا عن إعانة من وزارتي الثقافة والمجاهدين ولكنه عمل يحتاج إلى مصادر أخرى لتمويله، وقال إنه عمل يوثق لحادثة استشهاد قرابة 25 شهيدا بمنطقة بغلة ببرج منايل لنفض الغبار عن التاريخ الثوري لهذه المنطقة وشجاعة أبنائها في الذود عن العرض والوطن.