المتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ بتلمسان

عرض 800 مجسم مترجم لكفاح الجزائريين

عرض 800 مجسم مترجم لكفاح الجزائريين
  • القراءات: 732
  ل. عبد الحليم ل. عبد الحليم

يتواصل بالمتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ بمدينة تلمسان، معرض المجسمات المترجمة لكفاح الجزائريين، للفنان محمد موس، بعنوان "المهمة"، ويضم 800 قطعة تمثل شخصيات ثورية جزائرية وآليات عسكرية فرنسية (دبابات، سيارات، شاحنات، مروحيات، عربات تقليدية)، إلى جانب مجموعة من الأكسسوارات المختلفة والبنايات الطينية والثكنات. 

يهدف الفنان من خلال معرضه، إلى إبراز نضال وكفاح الجزائريين في وجه المستعمر الفرنسي، وقد اعتمد في معروضاته، تقنية عمل مختلطة مكونة من القماش، الجلد، الألمنيوم، البلاستيك والمواد الملونة.

أكد الفنان موس لـ"المساء"، على اهتمامه بالتقاليد والتراث الذي تزخر به منطقة أجداده مسيردة بمغنية، مضيفا أنه بعد حديثه المتواصل مع شيوخ المنطقة، ومع أفراد أسرته الذين عايشوا ظلم وبطش الجيش الفرنسي، وما خلفه من فقر وحرمان، راودته فكرة إنجاز عمل فني عن طريق المجسمات، لإعادة الاعتبار لكل الأبطال الذين سجلوا تاريخ الجزائر بدمائهم الزكية، وتابع أنه أراد من خلال عمله هذا، إعادة تجسيد المهمة الخطيرة التي قام بها مجموعة من المجاهدين، لنقل الأسلحة من التراب المغربي إلى الغرب الجزائري، وبالتحديد إلى منطقة فلاوسن، إضافة إلى مناطق محلية، مثل بني بوسعيد الحدودية، صبرة جبالة، باب العسة الحدودية، الحوانت والسواحلية، أربوز، بن كرامة ومنطقة مرسى بن مهيدي.

بدأت المهمة ـ حسب المتحدث- بتجنيد مجموعة من الشجعان والالتحاق بقرية دوار موح صالح، حيث تكونت فرقة من 14 مجاهدا، على رأسهم سي الطيب ونائبه سي عبد الرحمان. كما كلف سي الناصر بالاتصالات السرية مع الجانب المغربي في الناظور وبركان سي جلول، ومن ثمة، بدأت العملية ليلا بالتسلل إلى الأراضي المغربية تحت أسلاك السيلان، والمرور عبر المناطق الوعرة، مع اتخاذ الحيطة خوفا من الانكشاف عبر محطات التفتيش المكثفة آنذاك.

أضاف أنه تم كشف أمر المجموعة، ليخرج جيش الاحتلال بكل قوته المتمثلة في الشاحنات والمروحيات، مما دفع بالمجموعة إلى تغيير خطتها والتفرق لتضليل العدو، وهكذا تواصلت المجموعة الأولى مع سي جلول للحصول على الأكياس المعبئة بالسلاح والمحملة على البغال، ثم تمريرها إلى التراب الوطني، مشيرا إلى أن المهمة لم تكن سهلة، حيث حدثت اشتباكات مع العدو الفرنسي، إلا أنه بحكم المعرفة الجيدة للمنطقة، سارع المجاهدون إلى المناطق الجبلية والممرات الوعرة، وأفلتوا من الوصول إلى منطقة الصبابنة، حيث تم دفن الأسلحة في مغارات سرية بالعيايط، وكذا مطمورات "الناذرة" التي كانت حمولتها تناهز الـ50 صندوقا من الذخيرة.

تابع الفنان مجددا، أن الجيش الفرنسي مشـط كل المنطقة في اليوم الموالي، وقام بتفتيش عميق لكل القرى، إلا أن أهل القرى أبلوا بلاء حسنا وحافظوا على الأمانة بتضليل الجيش الفرنسي إلى مناطق كاذبة، في حين توفي أحد رفقاء المجموعة متأثرا بجروحه، لتعيد الفرقة الشجاعة تجديد الصف ومتابعة المهمة إلى غاية جبل فلاوسن، حيث التقى هناك الإخوة بنظرائهم من المجاهدين، وتبادلوا كلمة السر واستقبلوا كالفاتحين من طرف إخوانهم المجاهدين، مهلهلين ومناديين بـ"تحيا الجزائر" لتنجح "المهمة"، كما ساهمت هذه الأسلحة في معركة فلاوسن الجليلة.   للإشارة، سبق للفنان موس محمد، صاحب 57 سنة، أن عرض أعماله بصفة فردية وجماعية منذ 2006 برواق "الفن"، في قصر الثقافة بتلمسان، وقاعة الفنون بسكيكدة، إلى جانب دور الثقافة بولايات تلمسان، عين تموشنت، سعيدة، باتنة، قسنطينة، أدرار وبسكرة.

كما شارك في الأسبوع الإعلامي الخامس للفنون التشكيلية، المقام بمغنية سنة 2010، وبقاعة المعارض لجامعة "أبوبكر بلقايد" بتلمسان، والمركز الجامعي لمغنية سنة 2010، وفي تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011" بالمتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ، ومشاركته أيضا في صالون "عبد الحميد الهمش" في الفترة ما بين 2015 و2018، وكذا مشروع من "ذاكرتي" (أحجام) بالمتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ لمدينة تلمسان سنة 2015.