"تراثي البحري في تصويرة"

عدسات تروي حكايات عن البحر الجزائري

عدسات تروي حكايات عن البحر الجزائري
  • 425
 لطيفة داريب لطيفة داريب

يحتضن المتحف العمومي البحري، معرضا خاصا بالصور المشاركة في المسابقة التي ينظّمها في فن التصوير الفوتوغرافي الخاص بالساحل الجزائري، بعنوان "تراثي البحري في تصويرة".

يضم المعرض مجموعة من الصور المختلفة من حيث المواضيع والتقنيات، لكنّها تصبّ جميعها في موضوع التراث البحري الذي تتميّز به الجزائر.

وبالمناسبة، تشارك الفنانة المصوِّرة مالية قادري بثلاث صور، إحداها بالأبيض والأسود لرجل قد يكون صيادا، يقف قبالة مركب للصيد غادر، لتوّه، الميناء نحو وجهة كسب الرزق رغم صعوبة المهمة. 

أما الصورة الثانية، وهي بالألوان، فتُظهر سعادة الصيادين وهم يستعدّون للإبحار؛ إذ اختاروا هذا الطريق بكلّ إصرار، ومحبة. في حين تُبرز صورتها الثالثة بيتا مطليا باللون الأحمر يطلّ على البحر مباشرة؛ وكأنه آيلٌ للسقوط في أيّ لحظة. 

أما مراد يحياوي فالتقط صورة بالأبيض والأسود لصياد مسنّ يخيط شبكة صيده، فلم يشأ التخلي عن هذه الحرفة رغم تقدّمه في السن.

وفي الصورة التي التقطها نور الدين حمودة عن الموضوع نفسه، يظهر رجلٌ مسنٌّ يهتم بشبكة الصيد، لكن هذه المرة بالألوان؛ حيث تُظهر الصورة كلّ تفاصيل المشهد. وتُبرز بوضوح تركيز "الشيخ" في عمله الذي يكرّره منذ زمن، فيما اختار إسلام مكناسي وقت غروب الشمس لالتقاط صورة لجانب من البحر تتغلغل فيه الصخور، وهو التوقيت نفسه الذي انتقاه عماد الدين بوشحيط، الذي التقط صورة لسفينة تجانب الشمس الغاربة، التي تودّعنا إلى أن يحلّ النهار من جديد.

والتقطت سمية بسكر صورة للمنارة، عروس البحر ومنقذة السفن من الضياع، لكنّها التقطتها من بعيد؛ وكأنّها أرادت إبراز شموخ هذا المَعلم، وعلوّه الكبير. 

أما صورية إيلول فقد راق لها منظر المراكب الراسية في الميناء، وهو المنظر نفسه الذي اختاره ناصر عماري للمشاركة في مسابقة المتحف البحري.

وتظهر السفينة التي التقط لها فاتس ياسين صورة، في شكل شبح، أو كأنّها ترسو في البحر بعد أن أدّت دورها كما يجب في معركة ما. في حين التقطت سمية عبيد صورة لميناء عنابة الذي تحيط به الأشجار العالية. 

ومن جهته، التقط نسيم طالب صورة منظر تتعانق فيه البنايات مع البحر، الذي رغم هيجانه لم يستطع إلى حدّ الساعة، زعزعة تلك البنايات، التي تبدو وكأنّها بُنيت في أعماقه.

والتُقطت أكثر من صورة لميناء الجزائر العاصمة؛ ذلك المرفأ الذي جعله خير الدين بربروس قاعدة بحرية قوية في البحر الأبيض المتوسط.  ومن أبرز ما قام به في الميناء تحديدا تحصين الميناء، وبناء الأرصفة والأحواض، وإنشاء التحصينات البحرية، وبناء الرصيف الكبير (الحوض) الذي كان يُستخدم لرسو السفن، وصيانتها؛ ما جعل الميناء من أقوى الموانئ في شمال إفريقيا في القرن السادس عشر.

كما قام بتشييد الأبراج والحصون الدفاعية؛ حيث بنى برج الفنار (المنارة)، وبعض الحصون الساحلية لحماية الميناء من الهجمات الإسبانية والبرتغالية، إضافة إلى دار الصناعة أو دار السفن. وهي ورشة لصناعة السفن الحربية، وصيانتها. كانت تُعرف باسم "دار الصناعة البحرية" قرب الميناء؛ ما مكّن الجزائر من امتلاك أسطول قوي ينافس الأساطيل الأوروبية، علما أن العديد من "صناعة" خير الدين بربروس نجده في صور المشاركين في مسابقة المتحف البحري.كما حضرت قلعة سانتا كروز بوهران في هذا المعرض؛ من خلال صورة التقطها أنور عزوز لها. 

وقد بُنيت القلعة من قبل الإسبان بين عامي 1577 و1604. وكانت حصنا يُستعمل لمراقبة ميناء وساحل مدينة وهران. 

وتقع القلعة على أعلى قمة من جبل المرجاجو واسع النطاق. وساعد موقعها الاستراتيجي في الحفاظ على شكلها سليما رغم تعاقب السنين.