سكيكدة

عبد المالك بن خلاف يعرض تاريخ المسرح والثورة

عبد المالك بن خلاف يعرض تاريخ المسرح والثورة
الأستاذ عبد المالك بن خلاف، رئيس جمعية «مهرجان المسرح» لمدينة سكيكدة بوجمعة ذيب
  • القراءات: 1181
❊بوجمعة ذيب ❊بوجمعة ذيب

أكّد الأستاذ عبد المالك بن خلاف، رئيس جمعية «مهرجان المسرح» لمدينة سكيكدة، خلال المداخلة التي نشّطها مؤخرا بالمكتبة البلدية «خليفة دراجي» الكائنة بحي عيسى بوكرمة في سكيكدة، بعنوان «المسرح والثورة»، أن نشأة المسرح الجزائري الحقيقية تعود إلى شهر أفريل 1926، من خلال العرض المسرحي «جحا» للفنان علالو، وكانت بمثابة بديل للمسرح الاستعماري الذي لا يمت بصلة للثقافة الجزائرية.

 

أشار المتحدث إلى أن المسرح الجزائري ولد مناهضا للاستعمار، وتجسّدت تلك المناهضة بشكل واضح في النشاطات المسرحية التي نظّمت في المهجر للمغتربين بين سنتي 1954 /1958، ليتوقف النشاط المسرحي في الجزائر عند اندلاع الثورة المسلحة. كما قامت الإدارة الاستعمارية بوقف كل نشاطات الفرق المسرحية، كفرقة المسرح العربي التي يترأسها باشطرزي، وأقدمت أيضا على حل جميع الفرق المسرحية، مما جعل المسرحيين يتشتتون، ومنهم من نقل نشاطه إلى الخارج، كمحمد بودية ومحمد زينات.

خلال سنة 1957، ورغم الظروف الاستعمارية، كتب كاتب ياسين مسرحية «الجثة المطوقة» التي قام المخرج الفرنسي جون ماري سورو بإخراجها، وقدمت في المسرح البلدي بتونس في نفس السنة، وفي بروكسل ببلجيكا، إلا أنّها منعت من العرض في فرنسا، جراء القمع الذي تعرض له المسرحيون الجزائريون من قبل الاستعمار الفرنسي، وسجنهم لمحمد بودية الذي واصل مسيرته في السجن عن طريق إنشاء فرقة وتدريب أعضائها مسرحيا، وكتابة مسرحيات منها «شجرة الزيتون وميلاد».

في شهر فيفري 1958، ووعيا من قيادة جبهة التحرير الوطني بالدور الفعال للمسرح في تدويل القضية الجزائرية، تم إنشاء الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني، حيث تم استدعاء ما يقارب 35 فنانا مقيما بالخارج، على رأسهم الفنان مصطفى كاتب الذي غادر أوبرا الجزائر، وتمّ اللقاء في تونس وشرعوا في نشاطهم تحت قيادة مصطفى كاتب.

بعدها، تطرّق الأستاذ ابن خلاف إلى نشاط الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني خلال الفترة الممتدة بين سنتي 1958 و1961، والتي اعتبرها أهم مرحلة في تاريخ هذه الأخيرة، سواء من ناحية الكم في الإنتاج أو في التوزيع، وحتى في عدد الجولات التي قامت بها خارج التراب التونسي وفي المغرب العربي، وأوروبا وآسيا.

ليختم الأستاذ خلاف مداخلته التي حضرها عدد كبير من عشاق أبي الفنون، إلى أنّ المسرح في الجزائر نشأ لمناهضة ثقافة المستعمر، ثم لتكريس الهوية الجزائرية باستعماله اللغة الدارجة وإدخال شخصيات شعبية جزائرية، ليتطور هذا المسرح إلى أن أصبح سلاحا في وجه الاستعمار.