«الكوكب الأزرق" بالمسرح الوطني

عباس إسلام يرافع للوحدة ونبذ الطمع والتفرقة

عباس إسلام يرافع للوحدة ونبذ الطمع والتفرقة
  • القراءات: 777
❊لطيفة داريب ❊لطيفة داريب

عُرضت مسرحية "الكوكب الأزرق" أول أمس بالمسرح الوطني الجزائري وسط حضور كبير من الأطفال الذين تجاوبوا كثيرا معها، على أن تُعرض في عطلة الربيع بكل من غرداية وورقلة ووادي سوف والأغواط.

 

تحكي المسرحية قصة مجموعة من الأطفال تلجأ إلى الغابة للّعب، وفجأة يقرر أمين تركهم للالتقاء بصديقه إلياس، إلا أن البقية لا تريد الرحيل، وتقرر أن تواصل لعبها، فيكون لها ذلك.

وفي هذا السياق، واصلت كوكي كتابة قصيدتها، في حين رسمت سارة لوحة معبرة. أما سمير فكل فكره في الصيد، بينما رياض النهم لا همّ له إلا الأكل، وصفاء النط على الحبل. وفي وقت من الأوقات يشم الأطفال رائحة كريهة ويشاهدون دخانا كثيفا، فيقرر سمير تحرّي الأمر، فيعود إلى أصدقائه، مخبرا إياهم بأنه شاهد حفرة تنبعث منها غازات، وهنا يأتي رجل يدعي أنه حارس الغابة، فيقدم حلوى للأطفال، فترفض الفتيات أخذها، بينما يقبل بها الأولاد. وتغادر المجموعة المكان إلا سمير المحب للصيد ورياض العاشق للأكل، يبقيان مع حارس الغابة، الذي يرسل كذبا سمير حيث يوجد الحجل لاصطياده، ويبقى مع رياض ويعده بأكل شهي كي يذهب معه، فيوافق، فيجد نفسه في مخبر للعالم خربوط، الذي تنكّر سابقا في هيئة الحارس وكذا مخبريتة، مساعدته، فيقومان بإشراب رياض عصير الصبيان، بغية تحويله إلى "فأر". ثم يحل فضائي على مخبر خربوط، ويقدم نفسه على أنه قادم من كوكب المشتري، منجذبا بغاز الأمونيا السام الذي يمتصه المشتري حتى لا يصيب الكواكب الأخرى، متسائلا عن سبب استخراج خربوط هذا الغاز السام، وعن جمعه حجارة النيزك، ثم يأخذ معه رياض ويغادر المكان.

ويعود الأطفال باحثين عن رياض، فيجدون أنفسهم بعد جهد كبير، في مخبر خربوط، فيحتارون، ليعود الفضائي ويقرر معاقبة خربوط والمخبريتة عبر قانون المشتري، فتطلب مخبريتة العفو. أما خربوط فيُرغم على استنشاق الأمونيا، فيطلب العفو ويمنع رياض من شرب ماء البئر المسمم، وهو ما يجعل الفضائي يعفو عنه، ليتبين أن الفضائي ما هو إلا صديقهم أمين الذي عاد لحماية جماعته ومعاقبة مسممي المياه الجوفية.

وقال مخرج المسرحية محمد إسلام عباس لـ "المساء"، إنه كان خائفا من العرض الشرفي لـ "الكوكب الأزرق"؛ لأنه موجه للطور الثاني، في حين كان الجمهور خليطا بين الأول والثاني؛ مخافة أن لا يُفهم العرض؛ لأنه تربوي وتوعوي، ويحمل حقائق علمية عن كوكب المشتري، لا يمكن أن تمر إلى عقول الأطفال إلا بالتمثيل الجيد والغناء والرقص، مضيفا: "مع ذلك تابع الأطفال العرض باهتمام شديد"، وهو ما أسعده كثيرا.

وعدّد عباس الرسائل التي ضمها هذا العرض، من بينها النهي عن الطمع، وضرورة أن لا يفترق الأحبة، وهو ما سعى لتحقيقه خربوط، وكذا عدم الانقياد واتباع شخص مجهول. كما مثل الأخ الأكبر بالمشتري الذي يُعد أكبر كواكب المجموعة الشمسية والحامي لها من الغازات السامة، وهو نفس دور أمين الذي يحمي مجموعته، والذي حينما غاب تفرق الجميع، وتعرّض بعضهم للخطر، في حين قدّم العرض رسائل مشفرة عن تلويث المياه الجوفية الذي لا يخدمنا ولا يخدم الأجيال القادمة، وبالتالي ضرورة حماية البيئة.

ومن جهته، تحدّث الممثل عماد الدين مقداد إلى "المساء"، معبرا عن سعادته في تحوله إلى ممثل محترف في هذا العرض الذي تمتع فيه كثيرا، وهو الطالب الجامعي في شعبة تسيير واقتصاد. أما الممثل محمد قطاف فتحدث عن دوره "الطفل النهم"، وقال إنه سبق له أن مثل في عروض خاصة بالأطفال، وأنه يعرف الحركات والأقوال التي تحرك الجمهور، بينما أكدت عبد الحفيظ سارة مريم عبر "المساء"، حبها للتمثيل في عروض خاصة بالأطفال أكثر من نظيرتها الموجهة للكبار، خاصة أنه سبق لها أن نشطت برامج إذاعية خاصة بالأطفال.

أما أحمد خوصة مدير المسرح الجهوي لبسكرة، فكشف لـ "المساء" عن عمل المسرح الدؤوب، لإعطاء الكلمة أكثر للشاب الموهوب، وبالأخص مواصلة التكوين الأكاديمي، خاصة أن بسكرة هي المدينة الوحيدة في الجنوب التي تتوفر على مسرح جهوي.

للإشارة، شارك في "الكوكب الأزرق" الموجهة للفتيان، محمد قطاف وسارة عبد الحفيظ ورحماني إلهام وخرشوش محمد ورحماني لزهر وسرسوب سفيان وحميان إيمان ومقداد عماد الدين، عن نص رشيد شبلي وإخراج محمد إسلام عباس، وإنتاج المسرح الجهوي لبسكرة. كما ضم العرض مجموعة من الأغاني أدتها الفرقة، من تلحين فؤاد ومان.