كتاب ”رياح التغيير في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” يقرأ الراهن

طيف من التساؤلات وتحليل للتحولات

طيف من التساؤلات وتحليل للتحولات
كتاب ”رياح التغيير في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”
  • القراءات: 702
ق.ث / الوكالات ق.ث / الوكالات

يقدم كتاب رياح التغيير في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الصادر عن دار الساقي ببيروت إلى تقديم مقتطفات من أبحاث متعددة بأقلام باحثين وأخصائيين، تتناول الأحداث التي طغت على الساحة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ قيام الثورة الإسلامية الإيرانية في العام 1979 حتى نشوب الثورات والانتفاضات التي شهدها العقدان الأول والثاني من القرن الحادي والعشرين والتي عرفت بـ«الربيع العربي.

يشير محررا الكتاب سيروس روحاني وبهروز ثابت أن الأسباب التي قلبت مقدرات الشرق الأوسط بشكل لا رجعة فيه، هو سلسلة متسارعة من الاضطرابات الاجتماعية زاد من حدتها ثلاثة أحداث جسيمة، كان أولها قيام الثورة الإيرانية، وثانيها الهجوم الإرهابي في الحادي عشر من سبتمبر، وهو هجوم تسبب في إشعال شرارة غزو الغرب لكل من أفغانستان والعراق.

أما الحدث الثالث، فكانت تلك الانتفاضات التي أدت إلى ما سمّي بـ«الربيع العربي، فقد أخلّت هذه الأحداث الثلاثة باستقرار المنطقة بصورة جذرية، وزادت من حدة التوترات الداخلية فيها بشكل كبير، كما أوغلت من عمق الشقوق التي تباعد بين الحضارات.

أما ثالث هذه الشواهد، فهو معضلة نيل الحريات في ظل أنظمة الحكم المتسلطة بالكيفية التي تعيد إلى الأذهان معاناة العالم في العصر الحديث في سبيل التعرف على قيم الديمقراطية السياسية وصيانتها. وتضم أبحاث الكتاب طيفاً عريضاً من المواضيع والمسائل، مثل: مستقبل الإقليم، الإقليم والعولمة، حالة البيئة والاستدامة فيه، وكذلك التعليم ومعضلات الالتزام بالوسائل السلمية وغيرها، كقضية حقوق الإنسان والتعايش الديني والبحث في الأطر التي تساهم في تحقيق التجديد والإصلاح المنشودين في الإسلام، وإدارة حوار يساهم بنصيب وافر في هذا التجديد والإصلاح بين التقليديين والإصلاحيين، ولم تغفل الأبحاث مبادئ الإسلام في الحوكمة الجيدة والأخلاقيات والفضائل وما يتصل بها من مسائل.

وفي السياق، يتساءل محررا الكتاب عن الأسباب التي أدت إلى الربيع العربي، ويجملانها بالفقر والبطالة والأزمات الاقتصادية المتلاحقة، التي سببت الإهانات وامتهان كرامة الشعوب، كما كان غياب الحريات السياسية الأساسية، والخلاف الثقافي بين ما هو قديم وما هو حديث، وأزمة الهوية، عوامل أخرى ساهمت في هذه الانتفاضات. وهذا ما يقضي على الحجج التي أوردها البعض في إلقاء اللوم على الغرب أو أي أطراف خارجية في إشعالها في أكثر من بلد عربي.