«المخطوط العربيّ.. أماكن تواجده ومنهجية تحقيقه"

طوهارة يقدّم مقاربة علمية

طوهارة يقدّم مقاربة علمية
  • القراءات: 873
 ق. ث ق. ث

تناول كتاب "المخطوط العربي.. أماكن تواجده ومنهجية تحقيقه"، بالمناقشة والتحليل، إشكالية المخطوط العربي من خلال أشهر المواقع التي تحتفظ بهذا التراث العلمي والفكري الإنساني العربي. ويقدّم مؤلف الكتاب الباحث فؤاد طوهارة، مقاربة علمية لطرق ومنهجية تحقيق المخطوطات، مؤكداً أن المخطوطات تشكل جزءاً مهمّا من التراث الذي أبدعته الحضارة العربية الإسلامية في ميادين العلم والمعرفة؛ من تاريخ وجغرافيا وفن وأدب وطب وكيمياء وفلك، وغيرها.

على اختلاف عدد هذه المخطوطات وتنوُّع مجالات اختصاصاتها، نجد بعضها مهملا في طي النسيان ولم يحقَّق منها إلا القليل، وبعضها أُعيد تحقيقه، وطُبع مرات عدة؛ إما لأهميته، أو لسهولة رواجه بين الناس، أو لتوفُّر دواع علمية، تتطلب إعادة تحقيقه من جديد. ويرى المؤلف في كتابه الصادر عن دار النشر الجامعي الجديد بتلمسان، أن تحقيق المخطوطات وإخراجها بشكل سليم، أصبح من الأهمية بما هو عليه اليوم؛ لأنه يصل حاضر الأمة بماضيها، ويساهم في بعث كنوزها الدفينة من العلوم والآداب والفنون، فيستفيد طلبة العلم والمثقفون عامة مما خلّفه الآباء والأجداد، من ذخائر فكرية، يتخذونها منطلقا لهم في متابعة المد الحضاري والثقافي، والمساهمة فيه مساهمة فعالة.

المخطوطات تشكل جزءا مهمّا من التراث الذي أبدعته الحضارة العربية الإسلامية في ميادين الأدب والعلم والمعرفة، وقد بات معلوماً أنه لا تجديد في مجال من مجالات العلم والثقافة إلا باعتماد قاعدة من المعارف والأفكار، تُكوّن الأسس التي لا بد منها في عملية الإبداع العلمي والفكري؛ لأن أي محاولة للتجديد من دون اعتماد تلك المعارف والأسس، لا تعدو أن تكون توهُّما أو ضربا من ضروب الخيال.

ويوضح المؤلف أن الإحساس بقيمة التراث المخطوط أصبح إحساساً طبيعيا بالتاريخ والحضارة وحاجة الحاضر إليه؛ فالماضي والحاضر كلاهما يستحوذ على أعماق شعورنا، والعمل على استثماره على الأسس العلمية التي يجني منها الواقع أزكى الثمار وأشهاها، هو بعينه الرؤية العلمية الصحيحة للتجديد. ويشير إلى أن الكثير من المستشرقين وجدوا في التراث العربي والإسلامي، زادا وفيرا للمعرفة والثقافة، فأقبلوا عليه يحققون وينشرون منه ما يقع عليه اختيارهم. وساعدت النهضة الطباعية على نشر كتب كثيرة من هذا التراث بدءا من القرن التاسع عشر، مؤكداً أن الهدف من تحقيق التراث المخطوط هو إخراجه إخراجاً علمياً مضبوطاً، كما أراد له أصحابُه أن يكون.