عازف القيثارة مراد مرابطي

طموح نحو فن متعدّد المشارب

طموح نحو فن متعدّد المشارب
  • القراءات: 656
❊ع. بزاعي ❊ع. بزاعي

يحمل عازف القيثارة مراد مرابطي المدعو «رافع ميرابطي»، أحلامًا يسعى إلى تحقيقها منذ أن ولج عالم الفن؛ إدراكا منه بأنّ المهد الحقيقي لرواد الفن ينطلق من الأصالة، وبعدها تجاوز حدود التراث، لينطلق نحو إبداع جديد ضمه جهده المكرس لتطوير الموسيقى، فشكّل أفكارا تناسقت مع توجيهات كبار الموسيقيين الذين رافقوه في مساره.

مضى هذا الفنان قدما نحو ميولاته الموسيقية الكامنة، ليحقّق حلمه في الإبداع الموسيقي عزفا وتلحينا، فتعاطى القيثارة، ونسج معها علاقة حب وراح يخصّها بألحانه وتجديده. كما لم يكف عن البحث عن الأصوات القادرة على العطاء وعلى رفع تحديات التجديد مثلما تعاطت التراث الأصيل وثمّنته. وعن مشواره الفني الذي ميّزه ولعه بالموسيقى والتشبع بالنغم واللحن قال هذا الفنان: «كنت منشغلا بعالم الفن في الطفولة، فتمرّنت وتمرّست وصبرت، وساعدني تكويني بالمعهد الموسيقي، بعدما تعلّمت قواعد الموسيقى وتاريخها، وكانت ميولاتي لكلّ ما هو فن أصيل».

فن آخر لا يقل شأنا عند هذا المبدع المتعلّق بالفن، حيث طرح فيه تصوّراته وآرائه الحرة، مفضّلا في ذلك المدرسة الواقعية، كما تناول في بعض أعماله البيئة الأوراسية الزاخرة، إضافة إلى بعض التحوّلات الاجتماعية والنفسية.

وبالنسبة له، تُعتبر الصورة انعكاسا للمناخ الفني الذي يتناغم مع ضربات ريشته التي تتفاعل مع تلوين التراث والفلكلور والإنسان والأرض. كما عمد إلى استخدام  الألوان المركّبة المعقّدة الممزوجة بتمكّن، لتخرج في شكل تعبير عن خصوصية ثقافية لا تأبى التحويل والزوال. ويعطي الفنان وعيا لجمهوره بضرورة الانخراط في عوالم الفن التشكيلي المليء بالوعي والنضج والتعبير الحر.

وأكّد مراد لـ «المساء» أنّه رغم كثرة الأفكار وشتاتها فإنّ الفن قادر على التنسيق والتركيب وجمع الشتات، وهو ما سعى الفنان لإبرازه في مختلف المعارض التي أقامها بباريس وبقصر المعارض بالجزائر وباقي ولايات الوطن.  من جهة أخرى، يُعدّ الفنان رافع مرابطي أوّل من ابتكر حرفة فن الاسترجاع والرسكلة في الجزائر في عقد الثمانينيات، وتعاطى حرفة تصميم المجسّمات، ليحوّل الخشب إلى لوحات فنية، ومن البلاستيك تحف أثرية، ومن الورق أشغال يدوية للأطفال. كما واصل عمله في مجال البحث في شتى الفنون الأخرى، منها النحت والشعر، ليطوّرها بعد ذلك، فتصبح مجالا آخر للإبداع، يعكس مشاعر الفنان والناس عموما، كما يزاوج أحيانا بين فنين، ومن ذلك لوحة خاصة بعازف قيتارة يثمّن فيها الرسم والموسيقى.

وجمع هذا الفنان بين أطياف الإبداع، مستبعدا إحساس فقدان الأمل؛ حيث إنّ نقطة البداية ـ حسبه ـ في أي عملية إبداع تنطلق من التفاؤل.

وبخصوص تجربته أضاف: «لا يمكنني تقييمها؛ أنا لازلت أتعلّم وأبحث لتوسيع دائرة معارفي الفنية، لكن بعدما قطعت هذا المشوار فإنّ تجربتي ستكون لتحقيق حلم إنشاء مدرسة موسيقية للنشء الصاعد، وفي خضم ذلك لا يبارحني هاجس القيثارة والموسيقى التي هي المعبّر عن أحاسيسي الفنية». وخلص الفنان في ختام حديثه، إلى ضرورة أن تلتفت الجهات الوصية للفنانين وتدعم مشاريعهم.