صدور "مجاز السرو" لعبد الوهاب عيساوي 

طلة جديدة بتوقيع جزائري أردني

طلة جديدة بتوقيع جزائري أردني
الكاتب عبد الوهاب عيساوي
  • القراءات: 776
مريم. ن مريم. ن

أكد الكاتب عبد الوهاب عيساوي مؤخرا على صفحته الإلكترونية، أنه سيصدر مجموعته القصصية "مجاز السَّرو"، بالشراكة بين دار خطوط الأردنية ودار ضمة الجزائرية. وينتهج العمل مسارا فنيا في السرد. ويغوص في حكايا البشر وتقلباتهم ومزاجهم وتجارب حياتهم، ولكل عنوانه وهمه.

تضم هذه المجموعة 9 قصص مختلفة، وتبدأ بسيرة الفنان فان كوغ، وهي محاولة لإعادة قراءة لوحاته كتناص في السرد برؤية علاقة اللوحات المرسومة بمساره النفسي واضطرابه العقلي إلى غاية إقدامه على الانتحار. وتعرضت للأيام الأخيرة من حياة الفنان الهولندي كوغ (1853 – 1889)، وصاغت جدلية الإبداع والجنون.

عانى فان غوخ من نوبات عصبية، جعلته شخصا صعب المعشر. وما ساهم في تأزيم وضعيته النفسية هو فشله في الحياة العاطفية، واكتشافه النفاق الاجتماعي. كان الرسم يخفف عنه بعض نوباته. وكان يتجلى ذلك في لوحاته التي تفجرت إبداعا، لاسيما في سنواته الأخيرة كما لو أن الموت كان محفزا لنشاطه الإبداعي.

هكذا غرقت قصة عبد الوهاب عيساوي في جو من الكآبة، ليبدو العالم بمنظور هذا الفنان، وقد امتلأت قصته بمعجم لفظي مناسب لهذا الجو المعتم، منها "الشمس لا تريد أن تشرق، حجبتها الغيوم، لعنة صداع، الخيبة، نوبات، ألوان داكنة، السواد، العزاء، الخيبات، الجنون…". وتوجد أيضا من بين القصص "المخمنون" التي تدور حول مجموعة من الأشخاص يجلسون داخل مقهى، ويحاولون كل بمخياله أن يبنوا قصة عن امرأة تعاني الاضطراب والخوف ثم تُقتل. ويجتهد كل منهم في إعطاء التفاصيل والتفسيرات ليقنع بها الآخرين.

أما في "المتخيل" فأساسها شاب يشتغل محققا، يصل إلى حانة من أجل فتح تحقيقه في الجريمة التي حدثت، ولكن العجيب أن الكل ينكر حدوث أي جريمة، ما يسبب تغيير مسار التحقيق، ثم يتحول هذا الرجل المحقق إلى واحد من مرتادي الحانة، ويتعلق الأمر بفتاة يونانية مرسومة على مزهرية، لتبدأ رحلة أخرى من البحث.

وفي "عبور الروبيكون" (النهر) يرصد الكاتب عبد الوهاب عيساوي شخصية تعاني من مأساتين، وتحتاج إلى عبور روبيكون خاص. وفي "وقائع الليلة العجيبة" يروي: "يؤخذ في بيته بملابس النوم، ويعتقد أن من أخذه شرطة، ولكنهم ساروا به طوال الليل.. إلى أن وصلوا إلى مكان يجد زوجته تنتظره.."، بينما تغوص قصة "الاختيار" في حياة طالب يعيش الطيبة والانتقام نتيجة مأساة عاشها.

ويطرح "الرجل الهارب من الرواية" أسئلة عديدة عن علاقة الكاتب بالنص، فيما يحكي المؤلف في "الصيرفي" قبل "ينابيع النور" المبنية على أدب التصوف، علاقة هذا "الصيرفي" بالتحف، وكيف تجاوزت علاقته مع البشر مع تشويق يلامس حياته وشخصيته الغامضة.