«ولد.. الأطفال يحكون قصبة الجزائر” برواق ”عائشة حداد”

طلاقة البراءة تحقق الانسجام الاجتماعي

طلاقة البراءة تحقق الانسجام الاجتماعي
  • القراءات: 485
❊ مريم .ن ❊ مريم .ن

تتعالى ضحكات وحركات الأطفال عبر إبداعاتهم التي سجّلوها بصدق وهم يلتقطون صورا للقصبة عروس الجزائر الراسخة في النظر والوجدان منذ نعومة الأظافر؛ فهي لا تبلى، بل تتجدد عبر ذكراها وقصصها وأزقتها الشاهدة على المجد والثراء والإنسان. تتجلى كل هذه المعاني في معرض ولد..الأطفال يحكون قصبة الجزائر برواق عائشة حداد الممتد إلى غاية السادس ديسمبر، وهو من توقيع ثمانية أطفال شاركوا في ورشة أطرها الفنان المصور حميد رحيش، الذي أطلق العنان للموهبة والفطرة وصفاء الروح والعين التي ترى كل جميل وحي.

كويتن جيهان، بن عتمان عويس طاهر، شايب خلود، فلاحي ياسمين، سي عامر إكرام، سي عامر لينا وطيار عبد الهادي هي أسماء هؤلاء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 سنوات و16 سنة، كلهم من أحياء مختلفة من القصبة ومن شرائح متباينة، بعضهم من الباعة، شاركوا في الورشة التي أطرها الفنان حميد رحيش، واستمرت فعالياتها عاما كاملا.

كان هؤلاء المصورون الصغار الذين تم إقحامهم في عالم الفن، يلتقون مرة في الأسبوعين أو في الشهر، ويخرجون مع هذا المصور إلى القصبة لالتقاط صور بعد أن يخضعوا لدرس نظري؛ حيث تعلموا بعض التقنيات، منها تجنب أخذ صور مقابل الشمس وغير ذلك، وهكذا انطلقت التجربة بتصوير بروتريهات وأبواب القصبة، ثم انتقل الأطفال لاختيار مواضيع يختارونها. أكثر من 500 صورة، تم اختيار 43 منها لتُعرض في رواق عائشة حداد.

الهدف من هذه الفعاليات هو تثمين عمل الأطفال الذين التقطوا صورا عن القصبة بآلة تصوير رقمية، وتشجيعهم، وإبراز جمال المحروسة من وجهة نظر تحمل ملامح البراءة.

تثمين عمل الأطفال ظهر أيضا من خلال العرض الاحترافي، حيث قُدمت أعمال الأطفال في أطر راقية بعد أن تم تكبيرها، لتظهر في شكل أجمل.

وتحمل الصور أطيافا من الحب لما تم اختياره من طرف عدسة التصوير، كما بدا العمل موزونا متقنا لا يقل قيمة عن عمل الكبار مع طغيان نكهة المتعة والانطلاق. وتمكن المصورون الصغار من تسجيل يوميات سكان القصبة عبر صور عفوية وجميلة، بل تجاوزوا الأشخاص إلى القطط، التي أعطوها أكثر من حضور في صور متتالية.

وما يسجَّل في هذا المعرض هو أن القصبة قُدمت بعيون أطفالها، هناك، مثلا، صورة لإفريقي كان يتجول في الحي، وأخرى توقفت عند شيوخ القصبة الذين يحافظون على عبق الزمن الجميل، بعضهم صُور في حلقات حول طاولة الشطرنج، وآخرون منهمكون في الصناعة التقليدية والحرف القديمة. أما أهم صورة تضمّنها المعرض فهي لطفلة مريضة بمتلازمة دارون، وهي الصورة التي تعبّر عن إنسانية الصغار وإحساسهم بالمعاناة.

للتذكير، فإن الفنان حميد من مواليد 1979 بالعاصمة، مهتم بالإشكاليات الاجتماعية الحضرية وتحولاتها بمدينة الجزائر، ومن قناعاته أن للأمكنة دورا هاما في صناعة الرجال.