بوكلي في ندوة بالمعهد العالي للموسيقى:
طابع الموّال عند المشرق هو الاستخبار عندنا
- 155
لطيفة داريب
قدّم الأستاذ صالح بوكلي حسان، أمس بالمعهد الوطني العالي للموسيقى، محاضرة بعنوان "الموال. أصل وطبع" وهذا في اطار المهرجان الوطني للموسيقى الأندلسية "الصنعة". وكشف بالمناسبة، عن إصداره لكتاب حول موضوع الموّال في 350 صفحة، ضم فيه 62 قطعة موسيقية تراثية مكتوبة بالسولفاج. كما قدّم في ستة محاور، دراسة تحليلية حول النصوص الأدبية والموسيقى المتعلقة بطبع الموّال.
تابع بوكلي حسان أن الموّال نشأ في العصر العباسي حينما رثت جارية سيّدها جعفر بن يحي البرمكي الذي قتل بأمر الخليفة هارون الرشيد، فهو بذلك نوع من الشعر الشعبي ذو نبرة حزينة ومقاطع متكرّرة. مضيفا أنّ الرشيد غضب غضبا شديدا عند سماعه لهذه المرثية لأنّه طلب من الجميع عدم تنظيم أيّ شعر لرثاء البرمكي، لتردّ عليه الجارية أنّ ما قدّمته ليس له علاقة بالشعر الفصيح فصدّقها الخليفة وعفا عنها.
وأشار المحاضر إلى تعدّد طبوع الموّال فهناك الموّال بشكل خماسي وسباعي والأحمر والأخضر وغيرها، وقد تم استعمال الكلمات العامية فيه وأصله من العجم الذين أرادوا أن يجدوا لأنفسهم مكانة في المجتمع العربي في العهد العباسي، مذكّرا في هذه المحاضرة، بجمال هذا الطبع الغنائي الحرّ المُلّحن بالمقامات العربية حيث يبرز فيه المعنى بالصوت الجميل والأداء الأجمل والنغمات العذبة. وأضاف أنّ المؤدي لهذا الطبع يبدأ ببيت "يا ليل يا عين" قبل بداية الغناء، كما أنّه قبل الصوت نجد حضور الآلة إلى غاية ظهور هذا المقام. مشيرا إلى أنّ الموّال يقابله في الجزائر الاستخبار حيث يطلق عليه في العاصمة وتلمسان بـ«الاستخبار" في حين احتفظ في مناطق أخرى بتسمية "الموّال". أما عن شرح الموّال علميا، قال بوكلي إنّ كلّ مقطوعة موّال تضمّ عقد موّال وجنس ديل فجنس ديل آخر ثم عقد موّال، وأن ما يميّز الموّال هو استعمال "فا دياز" وهو ما نراه في الجزائر مثلا ولم يكن عند العجم. علما أنّ طبع الماية ليس بموّال بل الموّال عندنا هو "الاستخبار".