الصحفي والكاتب المسرحي سيد أحمد سهلة لـ "المساء":

"ضياعة الاسم" دفاع عن تاريخ الجزائر

"ضياعة الاسم" دفاع عن تاريخ الجزائر
  • القراءات: 687
رضوان. ق رضوان. ق

عاد الصحفي والكاتب المسرحي سيد أحمد سهلة، بنص مسرحي جديد بعنوان "ضياعة الاسم"، الذي عُرض، مؤخرا، بالمسرح الجهوي "عبد القادر علولة"، وسط حضور جماهيري كبير، وإشادة بنوعية النص، والدقة اللغوية، والفكرة التي بُني عليها النص، الذي جاء دفاعا عن الهوية الوطنية، وتاريخ الجزائر وحضارتها منذ زمن، بعد محاولات الاستعمار الفرنسي طمس تاريخ الحالة المدنية الجزائرية، ومحاولة تقديم فكرة ومعلومات خاطئة للأجيال.

بالمناسبة، كشف الكاتب الصحفي سيد أحمد سهلة في لقاء مع "المساء"، أن النص المسرحي "ضياعة الاسم" جاء تكملة لعدة نصوص مسرحية كان قدمها، ويصب معظمها في تمجيد تاريخ الجزائر والمجاهدين، وتقديم صورة حقيقية عن تاريخ الجزائر للشباب، مشيرا إلى أن الفكرة جاءت منذ سنوات، وبالضبط سنة 2011، وذلك في نقاش مع مؤرخ عن الحالة المدنية في الجزائر وتاريخها، إثر المعلومات المتداولة عن أن الجزائريين لم يكونوا يعرفون الحالة المدنية قبل قانون 1882 الاستعماري؛ حيث تشير المعلومات إلى أن الجزائريين لم يكونوا يوثقون الحالة المدنية؛ "ما صدمني ككاتب، وصحفي، وباحث، لأنطلق، بعدها، في رحلة بحث انطلاقا من تاريخ جدي، الذي كان يمارس علم النسب، إضافة إلى قناعتي بأن الحالة المدنية قديمة بالجزائر؛ كونه شعبا مسلما، وكان يدوّن كامل التعاملات، والعلاقات الاجتماعية والتجارية قبل قرون، انطلاقا من الدين الإسلامي. كما كانت انطلاقتي مما كتبه المؤلف الفرنسي ميشال أبار، الذي قال إن الأغلبية المطلقة للشعب الجزائري كانت تتقن القراءة والكتابة، وإمضاء الوثائق باسمها بداية الاستعمار الفرنسي للجزائر، إلى جانب كتاب "الليل الاستعماري" لفرحات عباس، و"المرآة" لحمدان خوجة، واللذين يؤكدان أن الجزائريين مارسوا الكتابة، وعلم النسب".وأضاف محدّث "المساء" أنه اعتمد في البحث، على محمد التيجيني مؤسس علم النسب، الذي أكد أن المجتمع الجزائري كان يمارس علم النسب كتابة، وهو ما كان أساس النص المسرحي، الذي جاء دفاعا عن هذا التاريخ الكبير، وطرح تساؤلات عمن يريدون توجيه وتقديم أفكار خاطئة عن تاريخ النسب بالجزائر، وكل ما يتعلق بهذا التاريخ المجيد، الذي يبقى بحاجة متواصلة إلى البحث، وتقديم الحقيقة والبطولات في نصوص مسرحية ومؤلفات تبرز ذلك. وقال: "هو ما أعمل عليه منذ أول كتاباتي المسرحية. وعُرض النص على لجنة القراءة بمسرح معسكر؛ قصد تحويله إلى نص مسرحي على الخشبة. وبعد مداولة لجنة القراءة طُلب مني حذف 7 أوراق من النص الأصلي، وهو ما يشكل الجزء الأول من النص المسرحي، فرفضت ذلك كلية؛ كون الجزء الأول هو المدخل الرئيس إلى تقديم النص المسرحي.

وكمؤلف، فضلت سحب النص بدل حذف الجزء الأول، ثم قُدم أمام لجنة القراءة بالمسرح الوطني "محيي الدين بشطارزي" بالعاصمة، فلم أتلقّ أي رد من اللجنة بخصوص النص؛ لا بالرفض، ولا بالقبول. وبقي النص بلا تجسيد على الخشبة لسنوات، إلى غاية تواصلي مع المخرج فريمهدي، الذي أعتبره من أحسن المخرجين المسرحيين، وهو ملمٌّ بالتراجيديا، ويملك نظرة خاصة عن النصوص المسرحية، وهو عضو بلجنة القراءة بمسرح ولاية معسكر؛ حيث دافع عن النص خلال عرضه أمام اللجنة مجددا".وكان المخرج فريمهدي سابقا، رئيس جمعية "الشروق" للمسرح بمعسكر التي يرأسها، حاليا، الفنان عبد الحكيم لباني، فتم تقديم النص للجمعية، التي كوّنت ملفا عن المسرحية، وقدمته أمام صندوق الدعم لوزارة الثقافة، التي قبِلت المشروع المسرحي بالكامل بدون حذف من النص الأصلي، بعد أن تأكدت أنه نص قوي ومتكامل بشهادة عدة فنانين ومبدعين مسرحيين، ليتم الانطلاق في تجسيد المسرحية، التي تُعرض حاليا، على أن تقوم بجولة وطنية بعد أن لقيت تنويها من عدة مختصين في المجال؛ على غرار الأستاذ محمد شنيقي، والكاتب عبدو ليمام، والأستاذ خالد بلحاج المخرج المسرحي، والممثل عبد القادر جريو، الذي كان من المدافعين عن النص المسرحي.

وقدّم سيد أحمد سهلة نصه "الحومة المسكونة"، الذي تناول الانتخابات والممارسات غير الشرعية وغير الأخلاقية. واعتمد استعمال اللغة العربية الفصحى، والأمثال الشعبية التي أعطت العمل لمسة خاصة، إلى جانب مسرحية "هدت حبس الكودية" من إخراج جمال قرمي، وهو شهادة عن بطولات مجاهدين قاموا بعملية معروفة بسجن الكدية بقسنطينة بقيادة المجاهد عبد الحميد بن زين، لرد الاعتبار للمجاهدين المسجونين بالكدية، بعد أن فرض مدير السجن على المجاهدين المشي بساحة السجن مطأطئي الرأس رغم استفادتهم من "قانون الحقوق السياسية"؛ في محاولة لإذلال المجاهدين السجناء.وتوضح مجريات النص كيف دخل المجاهدون في إضراب عن الطعام دام 12 يوما؛ ما أجبر السلطات الاستعمارية على إلغاء القرار، فضلا عن مسرحية "ديك الليلة"، التي تقدم صورة حية عن واقع عاشه كثير من الجزائريين، وفق حوار قوي، وشهادة حية عن شخص هاجمته كتيبة إرهابيين بإحدى مناطق الوطن، فقام بالدفاع عن نفسه وعن عائلته داخل منزله طيلة ليلة كاملة، مستندا على الرعب الذي عاشه. وتُرجم النص إلى اللغة الفرنسية من طرف الروائي الجزائري رشيد بوجدرة. ويؤكد سيد أحمد سهلة تحضيره لتقديم المزيد من النصوص المسرحية مستقبلا.