ضريح مدغاسن يخضع للمعاينة

ضريح مدغاسن يخضع للمعاينة
الضريح النوميدي الملكي مدغاسن ببلدية بومية بباتنة
  • القراءات: 3889

قام فريق من الخبراء ضمن برنامج الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي الخاص بحماية التراث الثقافي، بمعاينة الضريح النوميدي الملكي مدغاسن ببلدية بومية بباتنة؛ بغية إجراء تشخيص دقيق لهذا المعلم الأثري في شهر سبتمبر المقبل، وجرت المعاينة الميدانية منذ أيام قليلة، وستسمح للفريق المتكون من 3 مختصين بإشراف الخبير كاسترو ألكسيس، باستكمال جوانب من الدراسة الأولية التي تم إعدادها والتدقيق أكثر في وضعية  المعلم الأثري لإيجاد حلول جذرية لحمايته.

وجاءت العملية بعد المصادقة منذ حوالي سنة، على المرحلة الثانية من دراسة مخطط حماية وتأمين المعلم الأثري النوميدي مدغاسن، الذي يعود تاريخ بنائه إلى حوالي القرن الثالث قبل الميلاد. ومن المنتظر أن يساعد التشخيص الدقيق لوضعية الضريح الملكي النوميدي مدغاسن، فريق المختصين بعد ذلك، على مباشرة التدخل المباشر على هيكل المعلم، علما أن هذه العملية تندرج ضمن برنامج دعم وتثمين التراث الثقافي بالجزائر الممول من طرف الاتحاد الأوروبي أورو ماد الذي تمت المصادقة عليه في نوفمبر 2012، وخص وقتها برمجة عمليات ترميم تشمل أجزاء من 3 مواقع أثرية، هي الضريح النوميدي الملكي مدغاسن بباتنة، وقصر الباي بقسنطينة وأيضا القصبة بالجزائر العاصمة.

إِيمَدْغَاسن هو ضريح أمازيغي نوميدي، يرجع تاريخه إلى القرن الثالث قبل الميلاد، يقع بالأوراس على أراضي بلدية بوميا، في ولاية باتنة، عبارة عن قبة عملاقة يحيط بها تاج العمود. وهو أقدم ضريح ملكي أثري محفوظ في شمال إفريقيا، وفقا للمؤرخين في القرون الوسطى. استمد اسمه من ملك نوميديا، وقدمت الوصاية في عام 2002 طلبا لإدراجه في قائمة التراث العالمي.

يأخذ إيمدغاسن شكل قاعدة أسطوانية، وغالبا ما يُنظر إليها على أنه بربري نموذجي الديكور مستعار من العصر هلنستي، ربما من الحضارة القرطاجية.

وشهد المعلم تدهورا كبيرا، وحتى الأعمدة المعززة للمبنى بشكل مؤقت تعرضت للتآكل بسبب الأمطار، وتسببت الظروف المناخية والسرقة في إلحاق أضرار جسيمة بالمعلم، على غرار التصدعات وانهيارأجزاء من القبة والجدران؛ مما أدى إلى تسرب مياه الأمطار داخل المبنى.

واستنادا إلى المختصين فقد كان يوجد حول الضريح الملكي حوالي عشرة أضرحة أمازيغية أخرى مدفونة في محيط يمتد على مساحة 500 متر. وفي سنة 2012 تم تصنيف الضريح من بين 100 معلم الأكثر عرضة للخطر من قبل الصندوق العالمي للمعالم.

في سنة 2006 باشرت مديرية العمران والبناء لولاية باتنة عملية الترميم باستعمال آلات الهدم، مما ألحق أضرارا خطيرة بالضريح خاصة على مستوى الهيكل والقبة، ثم تكفل ديوان تسيير واستغلال الممتلكات الثقافية بملف الترميم خلال 2012؛ بحيث قام بإعداد دراسة تمهيدية لعملية ترميم الضريح بالموازاة مع دراسة لحماية الموقع.

وخلال الحفريات التي قام بها علماء الآثار تم اكتشاف معرض تحت الضريح الأمازيغي. وفي نهاية هذا المعرض الذي يبلغ طوله 7أمتار،تم اكتشاف أثاث جنازي مهم وفخار زجاجي وقطعة من الفحم وعملة برونزية.