بمــــواكــــــبة تطـــــوّرات التــــكنولوجـــــيا
ضرورة تلقين الطفل رموزه الوطنية
- 147
لطيفة داريب
نشّط الأستاذان سعيد يحي بوهون وخيرة بوخاري ندوة بعنوان "الرموز الوطنية في أدب الطفل" ضمن فعاليات صالون الجزائر الدولي للكتاب، حيث تناولا أهمية تلقين الطفل رموز بلده من خلال الإبداع الأدبي ومواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة.
قال الأستاذ سعيد يحيى بوهون إنّ أدب الطفل هو الخطاب الموجّه إلى فئة الطفولة بمختلف أجناسه، كالمسرح والكتاب وغيرهما، أما الرموز الوطنية فهي كل ما يعبّر عن الوطن مثل العلم والنشيد الوطني. وتساءل عن كيفية تقديم هذه الرموز من خلال الأشكال الأدبية المختلفة، مبرزا أنّ الكتابة عن التاريخ تتطلّب مضامين ثقافية ومعرفية عميقة بهذه الرموز، إضافة إلى قدرة الكاتب على إخراج نماذج مفعمة بالقوّة والإثارة حول الشخصيات التي يتناولها الإبداع الأدبي.
أضاف المتحدّث قائلا إنّ الجزائر تزخر بتاريخ وطني ثريّ، ما يجعل من الضروري الكتابة عن شخصياتنا الوطنية بإبراز حبهم للوطن ونضالهم ضد الاستعمار وكل أشكال التشويه. وأكد أن الاهتمام لا يجب أن يقتصر على فترة الثورة التحريرية فقط، بل يجب أن يشمل جميع مراحل التاريخ الجزائري. وانتقد اقتصار كثير من الكُتّاب على تناول الأحداث التاريخية دون التركيز على الرموز البطولية، في حين أن جذب الطفل يتطلب تعريفه بهذه الرموز بأسلوب مبدع يجمع بين الإثارة والمعرفة، ويعالج همومه ويقدّم له الحلول. أشار بوهون إلى أنّ الساحة الأدبية تعاني فراغا وجفافا في هذا المجال، داعيا إلى ضرورة تناول سير العلماء والمفكّرين إلى جانب الأبطال التاريخيين، مع مراعاة خصوصية كل مرحلة من مراحل الطفولة. من جهتها، أكّدت الأستاذة خيرة بوخاري أنّ الأم هي المدرسة الأولى التي تعرّف الطفل برموزه الوطنية، غير أن جيل اليوم أصبح منجذبا بشدة إلى وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة، ما يستدعي مرافقة الطفل وتوجيهه في ما يشاهده ويتابعه عبر هذه الوسائط.
أشارت بوخاري إلى أنّ للمدرسة الجزائرية دور أساسي في ترسيخ الرموز الوطنية، متسائلة "هل تفي المناهج الدراسية الحالية بهذا الغرض؟ وهل نعرّف أطفالنا بالرموز الوطنية من خلال النصوص فقط، أم من خلال تطبيقات وتجارب واقعية؟"، مؤكدة أهمية ترديد النشيد الوطني يوميا في المدارس، لأنّ العين، كما قالت "تشبه آلة التصوير تلتقط كل ما تراه".
كما تطرّقت إلى مشروعها القرائي "أقرأ وأرتقي"، الذي يجمع سفراء القراءة من 58 ولاية، يلتقون في ولاية سيدي بلعباس لقراءة القصص التي تتناول تاريخ الجزائر وثورتها التحريرية وتضحيات الشهداء. وشدّدت على أهمية مرافقة الكتاب بالعروض المسرحية، لأن المسرح وسيلة فعّالة لتلقين رموز الوطن، إذ يتيح للطفل المشاركة في الأداء والتحوّل من المتلقي إلى الممارس.
أضافت بوخاري أنّها تعتمد في هذا المشروع على تطبيق إلكتروني يجعل الكتاب يتحدث، وهي مبادرة تواكب طبيعة الطفل المعاصر الذي نشأ في بيئة رقمية. كما أكدت على أهمية الكلمة القوية الجذابة في شدّ انتباه الطفل إلى الإبداعات الأدبية التي تعرّفه برموز بلده وتغرس فيه حب الوطن والانتماء إليه.