اختتام مشروع اكتشاف المواهب الشابة

ضرورة تجسيد استراتيجية شاملة

ضرورة تجسيد استراتيجية شاملة
  • القراءات: 746
❊ حنان. س ❊ حنان. س

احتضن المركز الثقافي لمدينة بودواو أول أمس، اختتام فعاليات الطبعة الخامسة لمشروع اكتشاف المواهب الشابة وتشجيع السياحة التربوية بمشاركة قرابة 20 موهبة في مختلف الضروب الفنية والأنواع الثقافية؛ من مسرح وغناء ورقص ورسم، وكانت فرصة للتأكيد على أهمية تسطير استراتيجية شاملة لاكتشاف المواهب بدءا من الحي السكني؛ من خلال مراحل التشخيص، ثم التكوين، فالمرافقة.

اعتبر رئيس جمعية الهواء الطلق للترفيه وتبادل الشباب ببلدية بودواو حليم عماري، أن الحفل الختامي لمشروع اكتشاف المواهب الشابة، بمثابة الخطوة الأخيرة في مسار الاكتشاف الذي دام سنتي 2018 و2019 بالتنسيق مع عدة شركاء، وعلى رأسهم الرابطة الولائية للنشاطات العلمية والثقافية للشباب، موضحا لـ المساء على هامش إحياء الحفل، إحصاء 70 مترشحا في أصناف الشعر والرسم والمسرح والعزف الموسيقي والغناء والرقص والتنشيط، تتراوح أعمارهم بين 10 و20 سنة، لتكريم ثلاثة فائزين في كل نوع ثقافي، واثنين فقط في المسرح، معتبرا أن مدة سنتين لانتقاء المواهب مقبولة لإعطاء كل مترشح حقه ليثبت موهبته؛ تبعا لمراحل الانتقاء والتأطير التي تتم خلال العطل المدرسية، يقول محدثنا ملفتا إلى المرافقة البعدية بعد الحفل الختامي؛ من خلال مشاركة الفائزين ضمن المهرجانات الوطنية ومختلف التظاهرات الفنية والثقافية المقامة عبر الوطن في الميدان الثقافي؛ شعارنا ضمن مشروع اكتشاف المواهب هو خير خلَف لخير سلف.. فحتى الميدان الثقافي بحاجة إلى خلَف يسهر على تخليد الفعل الثقافي وتوريثه لأجيال قادمة، يقول عماري.

ولفتت مليكة حمداني رئيسة جمعية نشاطات الشباب لخميس الخشنة عضو الرابطة، إلى أن الاستمرارية تقتضي اهتماما من نوع آخر، مقترحة في هذا الصدد، تنظيم مهرجان مماثل بالدوائر التسع لولاية بومرداس، ثم تصفيات نهائية حتى تكون التظاهرة أكثر إثراء ومشاركة، تقول محدثتنا، معتبرة أن إجراء تصفيات نهائية كل سنتين لمشروع اكتشاف المواهب الشابة بالولاية، بحاجة الى إعادة نظر، وذلك بالاهتمام بالجمعيات التي هي منبع المواهب؛ من خلال دعمها أكثر في مساعيها، حيث إن المبالغ المقدمة التي تتراوح ما بين 50 و100 مليون سنتيم، ضعيفة أمام هدف أكبر، وهو استمرارية الاكتشاف ومرافقة المواهب.

ويقول رئيس جمعية المسرح البودواوي رضوان زوقاري، إن الدعم المادي لا يكفي أمام هدف استقطاب اهتمام الأجيال إلى المسرح، والعمل على ترسيخ هذا الاستقطاب ليصبح احترافا، مقترحا إعادة النظر في الدعم المقدم للجمعيات الفاعلة حتى تكون استمرارية في الأنشطة داخل المؤسسات الثقافية أو الشبانية، ومنه الارتقاء بها إلى مصاف المسابقات الولائية، ثم الجهوية لتصبح وطنية، ممثلا بتظاهرة الأيام الوطنية لمسرح الطفل من تنظيم جمعيته، والتي أقر أنها تلتهم كل الدعم المادي المقدم للجمعية، وهو ما يؤثر على بقية أنشطتها في ترقية المسرح.

وعن استمرارية الفعل الثقافي حدثنا الأستاذ رابح الأصقع وهو بيداغوجي ومختص في التربية الفنية، يقول إنه في الوقت الراهن أصبح صعبا صناعة الفعل الثقافي الذي أضحى مهمشا على حساب اهتمامات جانبية أخرى متعددة وفي كل الميادين، معتبرا أن الطفل أصبح ضحية وسط هذا وذاك؛ إذ لم يجد فضاء خاصا يفجر فيه طاقاته، مثمنا مبادرة مشروع اكتشاف المواهب الشابة، وداعيا الجهات المختصة وعلى رأسها وزارتا الشباب والرياضة والتربية الوطنية، إلى العمل المنسق والمشترك لوضع استراتيجية وطنية لتنشيط الفعل الثقافي. ولفت المختص إلى أن هذا يتأتى من خلال السماح لمؤطري الجمعيات باستغلال المكاتب الثقافية الموجودة بمديريات التربية لتوحيد هذه الرؤية، فالاستراتيجية التي يتحدث عنها الأستاذ الأصقع تتضمن المرافقة، وهنا اقترح تكوين منشطين جواريين للمواهب عموما. ويشرح محدثنا فكرته بقوله إن منشط الحي الذي يكون في الأصل أحد أعضاء الجمعيات الثقافية، تكون لديه مهمة اكتشاف موهبة الأطفال في أي مجال؛ كرة القدم أو فن الخطابة والإلقاء، أو الرقص أو غيرها.

ويكون المنشط الذي تلقّى تكوينا في هذا المجال بالجمعية التابع لها، شبيها إلى حد ما، بأعضاء جمعيات الأحياء المهتمة بما يُعرف بـ الأجزاء المشتركة للحي؛ تحسينا لمعيشة سكانه، كذلك يكون منشط الحي المكلف باكتشاف المواهب وعن طريق التنسيق مع الجهات المختصة من جمعية ومديريتي التربية والشباب والرياضة، وإلى جانبها الكشافة؛ باعتبار رصيدها الكبير في تنشيط الحياة الشبانية والجمعوية عموما، يكون التدخل الفاعل من تشخيص وانتقاء وتكوين، ثم توجيه للموهبة، وهنا تكون الاستمرارية المرجوة للفعل الثقافي حتى لا ينتهي بانتهاء المناسبة، يقول محدثنا، موضحا أن الموهبة لا تتطلب سنتين، ليتم اكتشافها؛ في انتقاد لتنظيم حفل اكتشاف المواهب بعد سنتين كاملتين، ولكنه اعتبرها مبادرة تستحق التشجيع؛ كونها تؤكد على وجود منتوج ثقافي جاء بعمل تطوعي، وأن الكرة في مرمى السلطات لتضع الإستراتيجية التي تحدّث عنها للتجسيد؛ من خلال رزنامة مهرجان ولائي، ثم جهوي، ليكون بعدها وطنيا؛ فالمسار هنا لتتويج صناعة أسماء فاعلة.. ومن يدري؟ ربما ينظم مستقبلا مهرجان وطني لإبداعات الأطفال، يقول الأصقع، معتبرا هذه الخطوة اهتماما بخلق بطل الغد ثقافيا.

وعلى هامش التظاهرة، تحدّثت المساء إلى عدد من المتوجين بالمراتب الأولى في الشعر والرسم والإعلام وغيرهم، فاتفقوا على القول إن التتويج بمثابة الحافز الذي يجعلهم يبدعون أكثر كل في مجاله، وأن الخطوة القادمة بعد التتويج هي المشاركة في المهرجانات المقامة عبر الوطن، لتمثيل ولاية بومرداس أحسن تمثيل، ولم لا تمثيل الجزائر ضمن محافل دولية مماثلة.