صناعة الفرد داخل المنظومة التربوية

ضرورة التركيز على فاعلية الشعر

ضرورة التركيز على فاعلية الشعر
  • القراءات: 582

دعا مشاركون في أشغال ملتقى وطني حول حضور النص الشعري في المنظومة التربوية، نظم مؤخرا بورقلة، إلى ضرورة التركيز على فاعلية الشعر في صناعة الفرد، انطلاقا من القيم التي تحملها هذه النصوص داخل المنظومة التربوية.

يرى في هذا الصدد، الدكتور أحمد بقاري من جامعة ورقلة، أن هناك حاجة ملحة لهذا النوع من النصوص الشعرية داخل المنظومة التربوية، من أجل بروز جيل متزن عقليا وروحيا، لاسيما أن هناك التفاتا في السنوات الأخيرة لهذه النصوص التي تحمل قيما وطنية وتربوية عليا، وأخرى دينية وغيرها.  حسب الأكاديمي، فإن حضور النص الشعري في المقررات التربوية السابقة كان باهتا، عكس المقررات الحالية، مشيرا إلى أن 95 بالمائة من النصوص الشعرية المنشورة الآن في كتاب السنة الثانية متوسط (الجيل الثاني)، هي نصوص شعرية جزائرية، مما سيساهم في تنشئة جيل متشبع بالقيم الوطنية، خاصة أن أغلبها تتحدث عن حب الوطن وطاعة الوالدين وتنمية البدن ومسائل أخرى.

أكدت من جهتها، المحاضرة زكية يحياوي من جامعة الجزائر ”2”، على ضرورة إعادة النظر في مدونة التدريس، لاسيما في اللغة العربية وما تعلق بتدريس النص الشعري الجزائري، مشيرة إلى وجود إجحاف في توظيفه بالنسبة للأقسام النهائية.

تطرقت نفس المتدخلة في مساهمتها بعنوان تجربة تدريس النص الشعري في وسط لغوي متنوع ومتعدد، إلى تجربتها في مجال تدريس مادة اللغة العربية على مدى عقدين من الزمن، موضحة أن الأدب الجزائري يحوز على ذخيرة من النصوص الشعرية، يمكن الاستعانة بها في كتب اللغة العربية، لاسيما في الطور الثانوي، باعتبار أن الطالب يملك وعيا أكبر بالنص الشعري مقارنة بالطورين الابتدائي والمتوسط.

يهدف هذا الملتقى الذي بادر بتنظيمه بيت الشعر الجزائري إلى البحث في حجم النصوص الشعرية الموضوعة في المقررات المدرسية، والبحث في الوظائف التربوية والبيداغوجية والجمالية لهذه النصوص، وعن رهاناتها وكيفيات إدراجها وإمكانيات توسيع حضورها في المنظومة التربوية، مثلما أوضح الأمين العام لبيت الشعر الجزائري.

برمجت العديد من المحاور التي ناقشها المشاركون في هذا اللقاء على مدار يومين كاملين، تتعلق بشكل خاص بنوعية النصوص المدرجة في المنظومة التربوية والقيم التي تحملها والأهداف البيداغوجية المتوخاة منها، كما أضاف الدكتور عاشور  فني.

اعتبر بالمناسبة، أن مراحل التعليم على اختلافها هي أيضا مراحل لنمو الطفل،  وبقدر ما يكون حضور النص موفقا تكون الأهداف المتوخاة منه ناجحة، مما يتوجب أن يكون النص الشعري وسيلة لتربية الناشئة وتوطيد علاقتها بالمكان وبالرموز الثقافية الوطنية، وتلك التي تتعلق أيضا بالإنسان والتاريخ والجمال.

ق.ث