فعاليات اليوم الدراسي حول المدرسة والأدب بـ "سيلا 2015"

ضرورة إدماج النصوص الأدبية في المناهج التعليمية

ضرورة إدماج النصوص الأدبية في المناهج التعليمية
  • القراءات: 1599
لطيفة داريب لطيفة داريب

كشف المفتش العام بوزارة الثقافة السيد رابح حمدي عن قرب تشكيل لجنة مشتركة بين وزارتي التربية والثقافة، حول اختيار النصوص الأدبية الجزائرية لدمجها في البرنامج الدراسي للأطوار التعليمية الثلاثة، وهذا لغرس الثقافة المحلية في الهوية الجزائرية وكذا تثمين تراثنا العميق. وأضاف حمدي خلال مشاركته نيابة عن وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي، في اليوم المنظم بمناسبة فعاليات الصالون الدولي للكتاب بعنوان "المدرسة والكتاب، بذور القراءة"، أن وزارتي الثقافة والتربية، أبرمتا اتفاقية تهتم بإدراج النصوص الأدبية الجزائرية باللغات الثلاث (العربية، الأمازيغية والفرنسية)، في المراحل التعليمية بداية من الطور الابتدائي، مرورا إلى الطور المتوسط، ووصولا إلى الطور الثانوي.

كما أكد المتحدث على أهمية الكتاب في حياة الفرد، وبالأخص المتمدرس، مضيفا أنه لا يمكن الحديث عن الثقافة من دون التركيز على الكتاب كأداة أساسية في صنع الهوية الجزائرية، لينتقل إلى الاتفاقية التي أُبرمت بين وزارتي الثقافة والتربية، والتي تضم عدة محاور، من بينها تلك التي تُعنى بأهمية المطالعة العمومية. وفي هذا السياق، أكد حمدي تزويد وزارة الثقافة كل المكتبات العمومية وملاحقها في مختلف بقاع الوطن، بقائمة من الكتب التي صدرت بمناسبة التظاهرات الثقافية الكبرى التي نظمتها الجزائر، علاوة على الكتب المنشورة في إطار برنامج الوزارة السنوي، كما سيتم تنظيم زيارات للمكتبات المتنقلة، خاصة في المناطق النائية مع تجديد رصيدها.

وأضاف حمدي أن من بين محاور الاتفاقية نجد أيضا تكثيف برامج الطفل في مختلف المهرجانات، وبالأخص العمل على دعوة الكُتّاب إلى المؤسسات التعليمية للتعريف بأعمالهم وكذا تحبيب الأطفال في الكتابة والمطالعة. كما سيتم تكييف ساعات عمل المكتبات العمومية بما يتماشى مع ظروف القراء، خاصة المتمدرسين منهم، وكذا تسمية المؤسسات التعليمية بأسماء الكُتّاب والأدباء ضمن سياسة الاعتراف، وتثمين جهد المبدعين الذين أثروا الساحة الأدبية الجزائرية. وواصل حمدي مداخلته؛ حيث من المنتظر تعميم مجانية الانخراط في المكتبات الرئيسة العمومية وملحقاتها، وتسطير برنامج تنقّل الإطارات العاملة في المكتبات، وبالأخص المكتبيين منهم إلى المدارس، لتنظيم ورشات تكوينية حول أهمية المطالعة. وسيتم دعوة تلاميذ خلال تصوير الأفلام حتى يتمكنوا من الاحتكاك بالمخرج والممثلين، إضافة إلى تنظيم زيارات للمتاحف والمعالم التاريخية.

من جهته، تناول الأمين العام لوزارة التربية الوطنية السيد عبد الحكيم بلعيد نيابة عن وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط التي تترأس الوفد الجزائري المشارك في الجمعية العامة لليونسكو بباريس، تناول مسألة أهمية الحفاظ على التراث المحلي، وإبراز الأدب الجزائري من خلال إدماج نصوص أدبية جزائرية في البرامج الدراسية، مضيفا أن احتضان الصالون الدولي للكتاب في طبعته العشرين لأكثر من 900 دار نشر، يُعد مناسبة لغرس ثقافة المطالعة وتنمية حب الكتابة، كما اعتبر أن حصة الأدب الجزائري في المناهج التدريسية، ضئيلة رغم أن الأدب الجزائري بلغاته المختلفة، سند بيداغوجي لا غبار عليه.

من جهته، ألقى الأستاذ الجامعي محمد داود مداخلة بعنوان: "الأدب الجزائري المعاصر المكتوب باللغة العربية ومكانته في المدرسة"، جاء في بعضها أن الأدب يلعب دورا كبيرا في بناء الهوية الجماعية والفردية، ومذكرا بأن الطلبة لا يعرفون الكثير عن التاريخ الأدبي المحلي، ليقدم في الأخير مثلا عن مناهج تعليمية حول اللغة العربية، أقصت، بصفة كبيرة، النصوص الأدبية الجزائرية. وطالب المتحدث بأهمية إدراج النصوص الأدبية الجزائرية في المناهج التعليمية، خاصة أننا نملك رصيدا أدبيا غزيرا، وأعطى مثلا عن أسماء أدبية كبيرة أبدعت محليا وعربيا، وحان الوقت لكي يسلَّط عليها الضوء ضمن أهم نواة المجتمع، ألا وهي المدرسة.

أما الأستاذ حسين شلوف فألقى مداخلة بعنوان "الكتاب المدرسي باللغة العربية في الطور الثانوي والتكنولوجي، دراسة النص الأدبي بين التقاليد والنزوح إلى التجديد"، قال فيها إن الطريقة التي كان يُدرّس بها النص الأدبي لا تؤدي إلى التفاعل الإيجابي مع المحيط الدراسي، مضيفا أن هذا الأسلوب المتّبع عقيم ولا تُرجى منه فائدة؛ حيث كان يعتمد على قواعد ثابتة في دراسة النص، من خلال استعمال نفس الأحكام، مثل القول إن الألفاظ سهلة أو قوية، والعاطفة صادقة، وهو ما كان يثير سخرية التلاميذ. وأضاف المتحدث أنه لا يجب إخضاع الدراسة الأدبية لقواعد ثابتة؛ لأن الأدب عبارة عن فن، والفن لا قواعد له إلا العامة المتعارف عليها، كما أن النص عبارة عن معطيات فكرية وفنية، تدفع بالأستاذ إلى إشراك عدد كبير من المتعلمين في البحث عنها، ومن ثم دراستها بصفة دقيقة، وفي الأخير البحث عن هوية النص.