فيلم من نوع الكوميديا السياسية

"ضربة في الرأس" يختتم أسبوع "آفاق" السينمائي

"ضربة في الرأس" يختتم أسبوع "آفاق" السينمائي
  • القراءات: 598
دليلة مالك دليلة مالك

ختم فيلم هشام العسري "ضربة في الرأس" أسبوع "آفاق" السينمائي الذي نُظم إلى غاية 10 سبتمبر الجاري واحتضنته قاعة الأطلس بالجزائر العاصمة. والعمل من نوع الكوميديا السياسية، يتناول موضوع علاقة الشعب بالنظام في عهد الملك الحسن الثاني خلال ثمانينيات القرن الماضي على خلفية ثورة الخبر التي شهدتها البلاد في 1981.

فيلم "ضرية في الرأس" يروي قصة شرطي يكتشف صورة النظام الذي يخدمه في ردود أفعال الناس. ويقسمهم المخرج بين طرفين "كوكا كولا" وهم الشعب، "وبيبسي" وهم الموالون للنظام. ويقترح العسري انتقادا أشبه بلوحات كاريكاتورية ساخرة عن تفشي الفساد ولا مبالاة الملك وهوان الشعب.

يُستهل الفيلم بمشهد ضيق لأفراد شرطة يقاومون ثورة الخبز التي اندلعت من رحم قهر الناس في 1981، ثم ينتقل إلى سنة 1986، حيث الشرطي كان مستمتعا بمونديال المكسيك ومتابعة فريقه المغربي، حتى تأتيه مكالمة هاتفية تلزمه الوقوف على تمرير سير الموكب الملكي.

وأمام هذا الأمر يقف هذا الشرطي حائرا في مفارقات وطنه الذي ينخره التعب، ومع الكثير من الرمزية والرسائل المشفرة التي استهلكها العسري بقوة بدون إطناب، وكل منها لها دواعيها ومبرراتها.   

أسلوب العبث الذي تبناه العسري في بنائه الدرامي خدم الواقع الذي عاشه المغرب، كما يناسب العبث لحظات الانهيار. وقد وصل النسق البوليسي لوزير الداخلية الأسبق 1974 - 1999 إلى سقفه وبدأ يتسوس. وللتعبير عن المرحلة استعمل المخرج خيالا قائما على اللاوعي، مشبّعا بالفكاهة والعبث.

يمزج العسري البعدين الواقعي والسريالي بشكل سلس، يتضح أن المخرج هشام العسري امتلك أسلوبه الخاص، فما بدأه في فيلم "هم الكلاب" 2013 وصار واقعيا ضعيفا في "جوّع كلبك" 2015، استعاد قوّته في فيلم "ضربة في الرأس" 2017 بفضل وعي سياسي.

وبذل المخرج جهدا كبيرا لتقديم فيلم ينضح بالجماليات البصرية، واختياره كادرات غير متساوية، وحركة للكاميرا غير معتادة.

كما تم عرض الفيلم العراقي "حديقة أمل" (32 دقيقة، 2012)، للمخرجة نادية شهاب (العراق). ويروي قصة "أمل" و«مصطفى" اللذين يعيشان حياة طويلة معاً في شمال العراق. حين تقرر "أمل" تجديد البيت بعد عقد من الحرب ينسحب "مصطفى" الثمانيني إلى حديقة المنزل، حيث يصطدم بحشرية قريبته وكاميراتها.

وكان من المفروض أن يُعرض الفيلم السوري "آخر رجال حلب" للمخرج فراس فياض، غير أن مشكلا تقنيا حال دون ذلك.