اليوم الثاني من المهرجان في مسرح "بشطارزي"
ضحك، مشاعر وسخرية اجتماعية

- 131

استضاف المسرح الوطني الجزائري "محيي الدين بشطارزي"، مساء أول أمس الجمعة، السهرة الثانية من مهرجان الجزائر للضحك في دورته السابعة، من خلال عرضين كوميديين متكاملين، الأول بصيغة 30 دقيقة، جمع بين جاست إيناس وفارس بركات، تلاه العرض الفردي "أنا تاني" للكوميدي "خليفة BM"، وسط حضور جماهيري كبير.
المهرجان من تنظيم "بروشينج إيفنتس" ورعاية وزارة الثقافة والفنون، نجح في استقطاب جمهور غفير، وبرمجة غنية تجمع بين السخرية الاجتماعية، والضحك الهادف، وهموم الحياة اليومية.
افتُتحت السهرة، بأداء مميز من الكوميدية إيناس، التي قدمت عرضا جريئا وساخرا، تناول مواضيع حساسة تهم المجتمع الجزائري، مثل العلاقات قبل الزواج، الزواج التقليدي، الدين، والاختلافات الثقافية التي عاشتها بين الجزائر، باريس وسويسرا. أحد أكثر المواقف طرافة، كان حديثها عن تجربتها مع طبق "الراكليت" في فرنسا، قالت لي صديقتي "الليلة راكليت! ظننت أنه طبق فاخر، لكنه في النهاية مجرد بطاطا وجبن ذائب! احتيال طبخي بامتياز!" ما أثار ضحكا عارما في القاعة.
كما قارنت بأسلوب ساخر ومحبب، كرم الضيافة في فرنسا والجزائر، "في فرنسا، يدعونك للعشاء، ثم يطلبون منك إحضار الحلوى. أما في الجزائر، فنتصل بالضيوف فقط عندما تكون المائدة جاهزة... ويُذبح خروف من أجلهم".
بعدها، اعتلى الخشبة الكوميدي الشاب فارس بركات، الذي حمل عرضه عنوان "ولد حبيبة"، حيث روى قصته الشخصية وعلاقته بوالدته التي ربته وحدها. بأسلوب مفعم بالسخرية الذاتية، قال "سألت أمي: كيف جئت إلى هذا العالم؟ أجابتني: ربيتك وحدي. فسميتها "حبيبة العذراء".
لكنه تجاوز الفكاهة ليغوص في قضايا أعمق، مثل العنصرية التي واجهها بسبب لون بشرته، بداية من المدرسة، إلى الشارع، وحتى من أقرب الناس إليه، "قدمت فتاة لأمي، فقالت لي: إنها سمراء! وأخاف أن يكون أولادكم سُمرا، قلت لها: المشكلة الحقيقية لو أن أطفالي لم يكونوا سُمرا". ومزج فارس بين السخرية والوعي، ليحول خشبة المسرح إلى مساحة للاعتراف، والقبول والتنوع، كل ذلك بنكهة ساخرة محببة. بعد استراحة قصيرة، جاء دور "خليفة BMK"، الذي أشعل المسرح بعرضه "أنا تاني"، والذي دام ساعة ونصف الساعة من الضحك المتواصل، بأسلوبه البسيط والقريب من الناس.
تناول "BMK" مواضيع قريبة من حياة الشباب الجزائري، كالحياة الجامعية، مواقع التواصل الاجتماعي، العلاقات الاجتماعية، والازدواجية بين الطموحات والواقع. فروى قصة دراسته الجامعية مع صديقه، حيث كانا يركزان على الدراسة فقط، حتى قررا الاندماج مع مجموعات أخرى تقوم بأنشطة مختلفة، مثل الرحلات والفن... ليكتشفا أن هذا العالم ليس عالمهما.
"قررنا نخالط الناس اللي يديروا نشاطات، مشينا في رحلة جبال، النتيجة؟ أنا رجعت للدار برجلي مكسورة وخوف مزمن من المرتفعات!". تحدث أيضا عن هوس الناس بالسوشيال ميديا قائلا "تكون حزين وتحط فلتر فراشات... وتحب الناس تسمعلك؟!". بأسلوبه العفوي والذكي، استطاع "BMK" أن يلامس جميع الأجيال، مؤكدا مكانته كأحد أبرز الأصوات الصاعدة في الساحة الكوميدية الجزائرية