المهرجان الوطني للإنتاج المسرحي النسائي بعنابة

صونيا تعود هذا الأسبوع

صونيا تعود هذا الأسبوع
  • القراءات: 676
مبعوثة "المساء" إلى عنابة: دليلة مالك مبعوثة "المساء" إلى عنابة: دليلة مالك

انطلق المهرجان الثقافي الوطني للإنتاج المسرحي النسائي، مساء أول أمس، في دورته الخامسة، هي دورة العودة، بعد غياب دام سبع سنوات، افتقدت فيه مدينة عنابة أحد أهم التظاهرات المسرحية في الجزائر، التي تعنى بشؤون أبي المسرح من نظرة أخرى، نظرة المرأة الجزائرية المسرحية، برصد تجاربها الجديدة، وما جادت قريحتها الفنية، وعرضه على المهتمين، وقبل ذلك على الجمهور العاشق لهذا الفن، من أهل عنابة الأوفياء للمواعيد الثقافية والفنية الجادة.

جرى حفل الافتتاح وسط حضور كبير لفنانين وفنانات، من أجل تقاسم فرحة عودة المهرجان ذو المكانة في خريطة المشهد المسرحي الجزائري، وقد أشرف والي ولاية عنابة، جمال الدين بريمي، على الحدث، بمعية ممثل وزيرة الثقافة والفنون شداد بزيع، مدير تطوير الفنون وترقيتها.

بالمناسبة، أكد والي عنابة جمال الدين بريمي، على دعم جميع المهرجانات والنشاطات الثقافية التي تحتضنها مدينة عنابة، بما في ذلك مهرجان الإنتاج المسرحي النسوي، مشيرا إلى إسدائه تعليمات لمدير الثقافة، لتسهيل عملها والوقوف إلى جانبها، في سبيل إنجاح هذه التظاهرة وكل التظاهرات الثقافية الخاصة بالمدينة.

من جانبه، كشف شداد بزيع، مدير تطوير الفنون وترقيتها على مستوى وزارة الثقافة والفنون، عن أن المميز في هذه الدورة، أنها تحتفي بالراحلة صونيا التي أسست المهرجان في 2012، رغم أن مدة الحدث أربعة أيام، إلا أن البرنامج المسطر مكثف وثري. وأشار إلى أنه من أسباب غياب المهرجان، هو انعدام أسماء قادرة على إدارة المهرجان، لكن في الأخير، وجدت وزارة الثقافة والفنون في السيدة ليندة سلام، الشخص المناسب لحمل مشعل السيدة الراحلة صونيا. من جانبها، كشفت ليندة سلام محافظة المهرجان الوطني للإنتاج المسرحي النسائي، في كلمتها الافتتاحية للدورة الخامسة للتظاهرة، عن أن عودة المهرجان أخيرا، جاء بفضل دعم ورعاية وزارة الثقافة والفنون وكل إطاراتها. وقالت إن لقاء اليوم مميز، لأنه يتزامن مع شهر مبارك عند الجزائريين، شهر التضحيات الجسام، شهر نوفمبر المجيد، وضمن احتفالية كبيرة، وهي ستينية الاستقلال.

تابعت تقول، إن الدورة المؤجلة، التي غابت مع رحيل سيدة المسرح الجزائري المناضلة السيدة صونيا، كان غيابا مؤلما ومرا للكثيرين والكثيرات، بما في ذلك هي، وأن اللقاء الذي يحدث على خشبة مسرح "عز الدين مجوبي"، شرف كبير، لتذكر كل من قدم وضحى ومنح عمره للمسرح الجزائري قبل وبعد الاستقلال، واسترسلت "نلتقي لتكريم الفنانة صونيا، التي كانت قبل سنوات، بصفتها محافظة المهرجان، تكرم عن جدارة جميلات ومبدعات المسرح الجزائري، في مهرجانهن الثقافي المسرحي". وأضافت "دون شك، سيكون برنامج الدورة من ندوات وعروض، وتعقيبات نافذة جميلة وساحرة، نفتحها معكم لنعرف إلى أي حد وصل إليه الإنتاج المسرحي النسائي في الجزائر، بعد هذا الغياب، الذي صراحة ترك الكثير من الأسئلة".

كُرمت الراحلة صونيا من لدن المحافظة، برسم لوحة فنية على خشبة المسرح، أنجزها فنان الشارع زكي آرت، استلمتها بكل حب الممثلة عايدة كشود، في جو مؤثر، جعل الحاضرين يصفقون بحرارة. وتكلمت السيدة كشود على مآثر الراحلة صونيا، التي كان هاجسها المسرح حتى وافتها المنية.

قدم المخرج علي عيساوي وثائقيا جميلا يروي حياة صونيا، بنقل مقتطفات من أرشيف التلفزيون الجزائري، ضمت شهادات حية وتصريحات للراحلة عن عملها المسرحي منذ البدايات.

قدمت المخرجة ليندة سلام، لوحات مسرحية مستوحاة من عملين مسرحيين، تركت الراحلة صونيا لمستها المتميزة فيهما، يتعلق الأمر بمسرحية "الشهداء يعودون هذا الأسبوع" التي لعبت فيها دورا مهما، إلى جانب كوكبة من الفنانين البارعين، أمثال الراحلين امحمد بن قطاف، عزالدين مجوبي وحميد رماس، مصطفى عياد إضافة إلى آخرين، ومسرحية "الجميلات" التي أخرجتها الفنانة صونيا بمسرح عنابة، وروت من خلالها قصص وحكايات خمس مجاهدات اعتقلهن الاستعمار الفرنسي، وتفنن في تعذيبهن جسديا ونفسيا، لكنهن ظللن صامدات، رغم كل العذاب والأذى الذي لحق بهن.

وضمن شعار إنساني مغزاه "صونيا في القلب"، قدم المهرجان معرضا للصور، تبرز الأعمال الفنية المسرحية والسينمائية للراحلة صونيا، إلى جانب ندوة فكرية حول مسار الفنانة، يثريها جمع من أصدقائها الفنانين وعائلتها، كما تقدم الباحثة جميلة مصطفى الزقاي محاضرة حول كتابها "صونيا عنقاء المسرح الجزائري".

وبمناسبة تواصل الاحتفالات بذكرى الثورة الجزائرية المجيدة، تقام ندوة فكرية حول الفنانات الجزائريات المناضلات إبان الثورة التحريرية، ومعرض لصور الفنانات المجاهدات إبان الثورة التحريرية. ويكرم المهرجان الممثلة المسرحية الراحلة سامية سعدي من مسرح سكيكدة، التي رحلت في ماي 2018.

تم انتقاء 6 عروض تتنافس على 9 جوائز، وهي مسرحية "ميرا" للمخرج هشام بوسهلة عن فرقة "مسرح موزاييك" من سيدي بلعباس، مسرحية "الجبانة" للمخرج كريم عاطف عن جمعية "بلا حدود" الثقافية من ولاية عنابة، "كميشة" للمخرج توفيق مزعاش وإنتاج تعاونية "الفنون والثقافة" من ولاية سطيف، "ذات" للمخرجة أسماء بن أحمد، "تينا أكن" للمخرج سفيان مصباح وإنتاج الجمعية الثقافية "إثران ثاقربوست"، وأخيرا مسرحية "شجرة الموز" للمخرجة شهيناز نغواش وإنتاج مسرح سكيكدة الجهوي. واختارت محافظة المهرجان الثقافي الوطني للإنتاج المسرحي النسائي، أسماء وازنة، لتشكل لجنة تحكيم الدورة الخامسة، إذ يترأس الدكتور إدريس بوديبة اللجنة، وفي العضوية كل من الفنانين زايدي نبيلة، راضية سيروطي، محمد رضا كشود ومنية آيت مدور، يقيمون الأعمال المسرحية المتنافسة على جوائز المهرجان، حسب معايير وضوابط يرونها مناسبة.جعل الدكتور إدريس بوديبة رئيسا للجنة التحكيم، ليس قرارا اعتباطيا من لدن محافظة المهرجان، نظير مساره الأدبي الحافل، وعلمه بالشؤون الفنية والثقافية لمدينة عنابة، كونه مدير الثقافة السابق لها، كما اشتغل في مصالح ومؤسسات ثقافية بولاية عنابة، إلى جانب عمله الأكاديمي في جامعة عنابة، قسم اللغة والأدب العربي. وفي الرصيد الأدبي للدكتور بوديبة العديد من المؤلفات، وترك الأثر في الأبحاث والدراسات، نشرت في كتب، إلى جانب مقالات عديدة تبنتها مجلات وصحف.يتواجد الأستاذ والموسيقي محمد رضا كشود مع فريق لجنة التحكيم، ليكون المرجعية الموسيقية للمسرحيات المتنافسة، لاسيما أن له تجربة ثقيلة في المجال، ومسيرته الفنية تعكس ذلك، فقد ألف العديد من الألحان لمسرحيات، وأفلام سينمائية، بصرف النظر عن خبرته في مجال التعليم التي دامت لعقود في كونسرفاتوار الجزائر العاصمة.

إلى جانبهما، تدعم الممثلة والمخرجة المسرحية والباحثة نبيلة إبراهيم زايدي لجنة التحكيم، بتجربتها التي تنوعت بين التمثيل والإخراج والبحث العلمي، كما ستفعل أيضا الممثلة راضية سيروطي التي عملت في التمثيل، في التلفزيون، السينما والمسرح، ومعهما الممثلة منية آيت مدور التي خاضت تجارب في المسرح والسينما والغناء.