" ألوان في عمق البحر" بقصر "الرياس"

صور حملها غواصون من البحر إلى البر

صور حملها غواصون من البحر إلى البر
  • القراءات: 742
 لطيفة داريب لطيفة داريب

لم يكتف غواصون جزائريون بممارسة هوايتهم، المتمثلة في الغوص عميقا في البحار، بل التقطوا صورا عن اكتشافاتهم في هذه الأمكنة المظلمة والمجهولة، ليقترحوا بعضا منها أمام الجمهور، في معرض يحتضنه حاليا قصر "رياس البحر"، ويستمر إلى 18 فيفري الجاري، بعنوان "ألوان في عمق البحر".

بجانب كل صورة، تعليق يشرح ما فيها، وفي عمق كل منها ضوء ينير عتمتها، هي صور تشعر زائر المعرض بالانبهار من جهة، وتثقيف نفسه، من جهة أخرى. وهكذا يجد نفسه أمام صور جميلة وعميقة في آن واحد، فقد استمتع بمنظر كل هذه الصور، وتزود بمعلومات حتما لم يكن يعرف أكثرها، وربما جميعها.

البداية بالفنان المصور مهدي حماني، الذي تساءل في صورته عن كون المرجان الأحمر كائنا حيوانيا أم نباتيا، ويضيف أن المرجان الأحمر الرائع، ينمو ببطء شديد ويعيش في صخور البحر المتوسط على عمق 50 مترا، كما يستعمل هيكله المتكلس منذ آلاف السنين، كمجوهرات وتمائم ودواء.

في المقابل، أراد الفنان تسليط الضوء على "الأمفورة" (الجرة الخزفية)، التي تسمى أيضا "حامل من الجانبين"، فقال إنها اعتبرت في العصور القديمة كائنًا يوميا موجودا في كل مكان، مثل السفن التجارية وفي المطابخ وحتى المقابر، ليتساءل عن قيمتها في عصرنا الحالي.

وغير بعيد عن المرجان، حتى أنه يمكن القول، إنه صديق لها من خلال احتكاكه بها، نجد "متعدد الأذرع" في صورة نجيم هارون، الذي نصح الغطاسين بعدم استعمال الإضاءة مباشرة على هذا الكائن، وإلا لتقلص، لأنه لا يحب الضوء إطلاقا.

من جهته، يكشف إسلام بن طاهر للزائز عن مخلوق ملون بخمسين من تدرجات اللون الأحمر، حتى أنه أضحى ملكا للتمويه، من خلال التصاقه بالصخور. أما محمد وريد، فقد التقط صورة لسمك "الشيق" أو المواري، ذلك المخلوق العدواني الذي كان الرومان يربونه في حدائق بحرية، ويقومون بتغذيته، من خلال القرابين المتمثلة في العبيد ضحايا جنون الرومان... هل حدث ذلك فعلا، أم أن هذه الرواية مجرد أسطورة؟.

دائما مع وريد الذي عرفنا بسمكة كابون، أو سمكة الأسد الشائعة من فصيلة عقارب البحر، التي تحذرنا من أشواكها السامة، وغالبا ما تختبئ في الصخور منتظرة فريستها بكل صبر وتأن. أما طارق مختاري، فقد اختار أن يعرفنا بـ«سرطان البحر" الذي يعيش في الأعماق، ورغم محاولته الاختباء، إلا أن قرونه تفضحه، ليصبح بعد طبخه، طبقا راقيا. أما صورة رفيق ليموش، فقد جاء موضوعها حول قشريات متميزة، من خلال عدم صنعها قوقعتها بنفسها، كما أنها تبذل مجهودا كبيرا لكي تشكل قوقعتها من جديد.

يا لهذا المخلوق الرقيق والجميل، الذي صمم رفيق، التقاط صورة له، ومن ثم عرضها في هذه الفعالية، فهو لا يتجاوز طوله خمس سنتيمترات، لونه أبيض، وبه مسحة من اللون البرتقالي في أقصى أطراف جسده الطري. إنه "فلابيلين" أجمل سفير لعائلة "نوديبرانش".

عكس فلابيلين الرهيف، نجد سمكة من سلالة عقارب البحر، هي مرعبة حقا بفمها الكبير القابل للتمدد، والذي يمكنها بواسطته، مسك فريستها بسرعة، دون أن ننسى لدغاتها السامة، التي نكاد نشعر بها في صورة ناجي كواسي. أما محمد زوغايلاش، فقد أراد من خلال صورته، حول سمكة المواري الزرقاء، التأكيد على وداعتها، رغم شراسة مظهرها. في حين صور نسيم لوكاسي سمكة قنديل البحر الوردي الشفاف، الذي يمزج بين السحر والخطورة. بينما لم يشأ سيد علي مكفولجي، أن يترك أخطبوط البحر على حاله، بل التقط له صورة، وهو في مخبئه ينتظر فريسته.

صورة أخرى، وهذه المرة لمهدي بودحوش، حول سلطان البحر "الهامور"، الذي قال إنه لا يعرف غواصا لم يصادف هذا المخلوق في أعماق البحار، مضيفا أنه التقط هذه الصورة في حطام سفينة "ناركوندا"، في أعماق بوليماط، بعد أن شعر بأن الهامور يطلب منه ذلك، حينما حدق فيه.

أما عابد خالدي، فقد شعر أنه يرقص حينما التقط صورة لـ«هيبسيلودريس إنفوكاتو"، ذلك المخلوق البحري الأبيض الذي يحبه الغواصون، لأنه يدفعهم إلى الرغبة في الرقص معا. للإشارة، تُعرض في هذه الفعالية التي ينظمها قصر "رياس البحر"، بالتعاون مع المنظمة الوطنية للسياحة المستدامة، علاوة على الصور، كتب وأدوات تخص الغوص.